الداخلية المصرية: ملف «الأجانب» المتورطين في عمليات إرهابية قيد التحري

إحباط محاولة إخوانية لتعطيل الملاحة في قناة السويس

جندي مصري في موقع التفجير الذي أدى إلى مقتل هشام بركات النائب العام المصري يوم الاثنين 29 يونيو الماضي (أ.ب)
جندي مصري في موقع التفجير الذي أدى إلى مقتل هشام بركات النائب العام المصري يوم الاثنين 29 يونيو الماضي (أ.ب)
TT

الداخلية المصرية: ملف «الأجانب» المتورطين في عمليات إرهابية قيد التحري

جندي مصري في موقع التفجير الذي أدى إلى مقتل هشام بركات النائب العام المصري يوم الاثنين 29 يونيو الماضي (أ.ب)
جندي مصري في موقع التفجير الذي أدى إلى مقتل هشام بركات النائب العام المصري يوم الاثنين 29 يونيو الماضي (أ.ب)

أكدت مصادر أمنية مصرية أمس أنها أحبطت محاولة إرهابية تهدف لتعطيل الملاحة في قناة السويس، فيما بدا أنه جزء من الملف المتواصل لعرقلة المسار المصري وضرب استقرار الدولة، والذي بدأ بعملية اغتيال النائب العام عشية الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو (حزيران)، مرورا بعملية إرهابية في محاولة فاشلة للسيطرة على مواقع شرطية وعسكرية، وصولا إلى تهديدات باستهداف احتفال مصر المزمع بافتتاح مشروعها القومي الجديد في قناة السويس يوم 6 أغسطس (آب) المقبل.
وفي أغلب هذه العمليات التي شهدتها مناح مختلفة من مصر سواء في سيناء أو الوادي، على مدار الأسبوع الماضي، تزايدت التأكيدات من مصادر عسكرية وشرطية وحكومية حول ضلوع عناصر أجنبية في العمليات بشكل مباشر، ومن بينها إشارات واضحة إلى الأمر ذاته في حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي ارتدى البذلة العسكرية في زيارة إلى موقع العمليات في سيناء قبل يومين.
وقال مصدر أمني رفيع لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات سيناء العسكرية أسفرت عن مقتل أكثر من 200 إرهابي حتى يوم أمس، من بينهم عشرات العناصر الأجنبية، ويجري التأكد حاليا من جنسيات القتلى عبر الطب الشرعي بالتنسيق بين الأجهزة السيادية المصرية، إلى جانب القبض على عدد من الأفراد الأجانب أيضا والذين تجرى معهم تحقيقات موسعة ومشددة الآن بمعرفة الأجهزة السيادية المصرية»، موضحا أن «النتائج الأولية تشير إلى وجود أفراد من تركيا وفلسطين وسوريا بين هؤلاء»، لكنه لم يشأ الإفصاح عن مزيد من التفاصيل لحساسية الملف.
وحول الخطوات المقبلة للدولة في هذه الصدد، لم تشأ المصادر الرسمية لوزارة الداخلية المصرية التعليق لـ«الشرق الأوسط» رسميا على الملف لسرية التحركات الحالية، لكنها لم تنف العمل عليه. وأشار المصدر الأمني الرفيع إلى أن «ملف العناصر الأجنبية ووجودها الإرهابي في مصر يعد بالتنسيق مع الأجهزة السيادية المصرية على نار هادئة حتى يكون محكما، ولن نتسرع في الإعلان عن التفاصيل، وحين تعلن إلى العالم ستكون مدوية ومقرونة بكل الدلائل والقرائن».
ومن جانبه، علق الخبير الاستراتيجي اللواء محمود خلف على القضية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «منذ بدأت موجة الإرهاب الأخيرة باغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، هناك معلومات لدى الرئيس أن هناك خطة لإفساد فرحة الشعب المصري بـ30 يونيو، ومن ثم إفشال الأفكار المصرية بافتتاح قناة السويس، ومحاولة تصدير رسالة إلى العالم مفادها أن مصر غير مستقرة».
ويرى خلف، القريب من الدوائر العسكرية الرفيعة في مصر، أن «ما حدث هو عملية تآمرية اشتركت فيها بوضوح شديد المخابرات التركية، وكذلك هناك دور قطري، ومن ضمن الأدلة الواضحة على ذلك متابعة قنوات هذه الدول للعمليات دقيقة بدقيقة، وإعلانها عن انتصارات وهمية ووقائع على غير الحقيقة، ومحاولة إعلان ما يسمى بولاية سيناء مع الفبركات الإعلامية».
وتأتي تلك التحركات بالتزامن مع إحالة التحقيقات في قضية اغتيال المستشار بركات إلى نيابة أمن الدولة العليا لاستكمالها، وذلك عقب انتهاء نيابة شرق القاهرة الكلية من التحقيقات الأولية في حادث التفجير الإرهابي الذي جرى يوم الاثنين الماضي، حيث أجرت المعاينات اللازمة لموقع الحادث، وقامت بسؤال الشهود وقاطني العقارات بمحيط الواقعة، وأرفقت تقارير الأدلة الفنية والخبراء بأوراق القضية. ورغم أن الجهات الرسمية لم تصرح بوضوح عن ضلوع عناصر أجنبية في العملية، فإن مجمل التصريحات كانت تحمل إشارات مبطنة إلى ذلك، وتحمل اتهامات مباشرة أحيانا إلى جماعة الإخوان، وأخرى غير مباشرة إلى جهات أجنبية تستهدف أمن واستقرار مصر من بينها تركيا وقطر وعناصر فلسطينية.
وفي غضون ذلك، أعلنت مصادر أمنية أمس عن توقيف 13 عضوا في جماعة الإخوان، من بينهم موظف يعمل بهيئة قناة السويس، للاشتباه بأنهم تآمروا لزرع عبوات ناسفة قرب القناة لتعطيل الملاحة، إلى جانب استهداف منشآت عام، مشيرة إلى أن تحقيقات النيابة، التي أمرت بحبس المتهمين 15 يوما، كشفت أن «المتهمين زرعوا عبوات ناسفة في محطة للصرف الصحي وفي شواطئ على قناة السويس وفي أماكن أخرى في محافظة الإسماعيلية».
ويأتي ذلك الإعلان من الداخلية عقب ساعات قليلة من إعلان آخر عن توقيف خلية إرهابية أخرى تضم 12 شخصا في محيط العاصمة، من بينهم عائدون من سوريا حيث شاركوا في عمليات مع تنظيم داعش. وبحسب مصادر الوزارة، فإن الخلية ترتبط تنظيميا بجماعة الإخوان، وفكريا وتدريبا بـ«داعش»، وربما تكون التحقيقات في هذه الواقعة حلقة وصل جيدة في ملف التحقيقات حول العناصر الأجنبية على الأراضي المصرية، خاصة أن الاعترافات تفصيلية، وتنسف مزاعم جماعة الإخوان بـ«انتهاج السليمة»، كما تؤكد وجود روابط فعلية وتنظيمية وتمويلية بين «الإخوان» و«داعش».
وأشار القيادي الأمني لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «مزاعم السلمية التي تتبناها الجماعة صارت لا تنطلي على أحد، ويوما بعد الآخر يكشفون عن وجههم الحقيقي بفجاجة.. بالأمس القريب اعترفوا صراحة بمسؤوليتهم عن عمليات تفجير أبراج الكهرباء، وغدا سيعترفون بكل العمليات الأخرى على الملأ».
وكان قيادي إخواني يدعى أشرف عبد الغفار، قال في مداخلة هاتفية مع قناة فضائية مساء أول من أمس إن الإخوان هم من يفجرون أبراج الكهرباء، لمعاقبة المواطن الذي رضي وقَبِل أن يعيش تحت ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى قبوله أن يُغتصب جاره وأهله ويقتل أبناُه، متابعا: «(الإخوان) لم يتحدثوا عن السلمية المطلقة أو المواجهة المطلقة، ولا توجد سلمية مطلقة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.