بطولة الكأس الذهبية الثالثة عشرة لمنطقة «الكونكاكاف» تنطلق اليوم

الولايات المتحدة والمكسيك تتطلعان لمواصلة احتكار اللقب

كلينت ديمبسي هداف المنتخب الأميركي («الشرق الأوسط»)  -  مدرب منتخب المكسيك ميغيل هيريرا يعطي تعليماته إلى مدافعيه فرانشيسكو خافيير رودريغيز (يسار) وكارلوس سالسيدو («الشرق الأوسط»)
كلينت ديمبسي هداف المنتخب الأميركي («الشرق الأوسط») - مدرب منتخب المكسيك ميغيل هيريرا يعطي تعليماته إلى مدافعيه فرانشيسكو خافيير رودريغيز (يسار) وكارلوس سالسيدو («الشرق الأوسط»)
TT

بطولة الكأس الذهبية الثالثة عشرة لمنطقة «الكونكاكاف» تنطلق اليوم

كلينت ديمبسي هداف المنتخب الأميركي («الشرق الأوسط»)  -  مدرب منتخب المكسيك ميغيل هيريرا يعطي تعليماته إلى مدافعيه فرانشيسكو خافيير رودريغيز (يسار) وكارلوس سالسيدو («الشرق الأوسط»)
كلينت ديمبسي هداف المنتخب الأميركي («الشرق الأوسط») - مدرب منتخب المكسيك ميغيل هيريرا يعطي تعليماته إلى مدافعيه فرانشيسكو خافيير رودريغيز (يسار) وكارلوس سالسيدو («الشرق الأوسط»)

يرفع المنتخبان المكسيكي والأميركي شعار مواصلة احتكار اللقب في بطولة الكأس الذهبية لمنطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) التي تنطلق اليوم في الولايات المتحدة وتستمر حتى 27 يوليو (تموز) الحالي.
ويشارك في البطولة 12 منتخبا تم توزيعها على ثلاث مجموعات، ضمت الأولى الولايات المتحدة وبنما وهايتي وهندوراس، والثانية كوستاريكا والسلفادور وجامايكا وكندا، والثالثة المكسيك وغواتيمالا وترينيداد وتوباغو وكوبا. ويتأهل إلى دور الثمانية الأول والثاني في كل مجموعة مع أفضل منتخبين في المركز الثالث. وتقام اليوم مباراتان في دالاس، فتلتقي الولايات المتحدة مع هندوراس وبنما مع هايتي. واحتكرت المكسيك والولايات المتحدة ألقاب البطولة بفوزهما بـ11 لقبا من أصل 12، واللقب الوحيد الذي أفلت منهما كان لمصلحة كندا في نسخة عام 2000. ويتضمن سجل الولايات المتحدة خمسة ألقاب أعوام 1991 2002 و2005 و2007 و2013، في حين تتقدم المكسيك عليها بستة ألقاب أعوام 1993 و1996 و1998 و2003 و2009 و2011.
وتأتي بطولة الكأس الذهبية في خضم فضائح فساد تضرب كرة القدم العالمية والاتحاد الدولي (فيفا)، نال مسؤولون في اتحاد الكونكاكاف نصيبا وافرا منها. فرئيس اتحاد الكونكاكاف بين عامي 1990 و2011 الترينيدادي جاك وارنر من أبرز المتهمين بعمليات الرشوة التي حصلت في الأعوام الأخيرة على الرغم من نفيه الدائم لذلك، وسبق أن أوقفه الفيفا عن ممارسة أي نشاط كروي، والأمين العام الأميركي تشاك بلايزر اعترف أيضا بتلقيه مبالغ طائلة لتسهيل استضافة بطولات دولية وعالمية وهو يتعامل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في كشف المتورطين الآخرين. كما أن القضاء السويسري ألقى القبض أواخر مايو (أيار) الماضي على رئيس اتحاد الكونكاكاف الحالي ونائب رئيس الفيفا جيفري ويب من جزر كايمان بتهم الفساد وتبييض الأموال، وذلك بناء على طلب من القضاء الأميركي قبل يومين من انتخابات رئاسة الفيفا. ولا يزال ويب في أحد سجون سويسرا، وقد طلبت الولايات المتحدة رسميا تسليمه مع ستة مسؤولين آخرين في الفيفا أو في شركات للتسويق الرياضي، لكنهم يرفضون ذلك. واستجابة للضغوط، فإن اتحاد الكونكاكاف كلف الأسبوع الماضي محامين للتدقيق في إدارته.
وبالعودة إلى منافسات البطولة، فإن المنتخب الأميركي يعتبر المرشح الأبرز لإحراز اللقب السادس ومعادلة عدد الألقاب مع نظيره المكسيكي، خصوصا بعد عروضه الجيدة في كأس العالم بالبرازيل الصيف الماضي، حيث وصل إلى دور الـ16.
كما حقق المنتخب الأميركي بقيادة المدرب الألماني يورغن كلينسمان فوزين مهمين في مباراتين وديتين على هولندا 3/4 وألمانيا بطلة العالم 1/2، مما يرفع معنويات لاعبيه للاحتفاظ باللقب، خصوصا أنه يلعب على أرضه وبين جمهوره. وتوجت الولايات المتحدة عام 2013 بفوزها على بنما 1/صفر في المباراة النهائية. وقال كلينسمان «إن إحراز اللقب في الكأس الذهبية سيؤهلنا إلى بطولة كأس القارات في روسيا عام 2017». وتابع «التوقعات ترشحنا للفوز باللقب، على الرغم من علمنا أن منتخبات كهندوراس وكوستاريكا والمكسيك هي جيدة ويمكنها الفوز علينا، ولذلك يجب علينا أن نكون في القمة». وأضاف «ستكون المباريات مغلقة خلافا لكأس العالم، حيث توجد أفضل المنتخبات في العالم والتي تندفع للعب الهجومي، ففي جميع مبارياتنا في الكأس الذهبية سيكون الأمر معاكسا». ويعول كلينسمان على لاعبين جيدين كمايكل برادلي وكلينت ديمبسي وجوزي ألتيدور، لكنه سيفتقد المدافع غريغ غارزا للإصابة.
وكان كلينسمان جرد ديمبسي (32 عاما) من شارة القائد بعد تشاجره مع أحد الحكام في إحدى مباريات كأس الولايات المتحدة. وقال كلينسمان «أفضل شيء فعله هو إعطاء المسؤولية لمايكل برادلي وترك كلينت يركز على ما يحسن عمله أي تسجيل الأهداف».
من ناحيته، يسعى المنتخب المكسيكي إلى لعب دور طليعي في البطولة خلافا لما حصل معه في كوبا أميركا لمنتخبات أميركا الجنوبية التي شارك فيها ببطاقة دعوة. وخرج منتخب المدرب ميغيل هيريرا من الدور الأول في كوبا أميركا التي شارك فيها بتشكيلة من اللاعبين الشباب لادخار جهود الأساسيين للكأس الذهبية. وقال هيريرا «يجب أن نتقبل الفشل في كوبا أميركا والذهاب إلى الكأس الذهبية بذهنية الفوز بها».
وتلقى المنتخب المكسيكي قبل أربعة أيام ضربة قوية تمثلت بإصابة مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي خافيير هرنانديز «تشيتشاريتو» بعد تعرضه لكسر في ترقوة كتفه اليمنى خلال المباراة الودية التي أقيمت الاربعاء الماضي وانتهت بالتعادل السلبي أمام هندوراس. وأصيب تشيتشاريتو، الذي دافع الموسم المنصرم عن ألوان ريال مدريد الإسباني على سبيل الإعارة من يونايتد، خلال الشوط الأول من المباراة التي كانت الأخيرة لمنتخب بلاده قبل الكأس الذهبية.
جدير بالذكر أن بطولة الكأس الذهبية نشأت من سلسلة بطولات شهدتها هذه المنطقة منذ مطلع الأربعينات من القرن الماضي حتى وصلت إلى شكلها الحالي بداية من عام 1991 حيث كانت البطولة الأولى للكأس الذهبية. وكانت البطولة بأشكالها السابقة قبل مطلع التسعينات من البطولات المؤهلة لكأس العالم، ولكن مع إقامتها بنظامها الجديد أصبحت بطولة مستقلة بعيدا عن التصفيات المؤهلة لكأس العالم، فيما يمثل الفائز بلقبها اتحاد منطقة كونكاكاف في بطولات كأس العالم للقارات. وبدأت بطولة الكأس الذهبية بنظامها الجديد معتمدة على ثمانية منتخبات. ولكن، بمرور الوقت وجه اتحاد كونكاكاف الدعوة لمنتخبات من أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا للمشاركة فيها لتتطور البطولة ومستواها تدريجيا حتى وصل عدد المشاركين فيها إلى 12 منتخبا رغم غياب الدعوات عن البطولات الأخيرة.
وكان اللقب الأول في البطولة من نصيب المنتخب الأميركي بعدما تغلب بقيادة المدرب الصربي الشهير بورا ميلوتينوفيتش على هندوراس 3/4 بضربات الترجيح إثر تعادلهما السلبي في المباراة النهائية للبطولة الأولى عام 1991. ولعب حارس المرمى توني ميولا دورا كبيرا في فوز الفريق باللقب ليستحق جائزة أفضل لاعب في البطولة. وبعدها بعامين فقط، أعلن المنتخب المكسيكي عن نفسه بقوة من خلال عروضه الهجومية الرائعة ووفرة أهدافه ليحرز أول ألقابه في البطولة بعدما سجل 18 هدفا في خمس مباريات مقابل هدف واحد في شباكه. وثأر المنتخب المكسيكي لهزيمته أمام نظيره الأميركي في المربع الذهبي للبطولة الأولى وأحرز اللقب بالتغلب عليه 4/صفر في النهائي أمام أكثر من 130 ألف مشجع احتشدوا في مدرجات استاد «أزتيكا» الشهير بالعاصمة مكسيكو سيتي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».