مهلة تصحيح أوضاع اليمنيين المخالفين لنظام الإقامة والعمل في السعودية تنتهي غدًا

الحكومة اليمنية تطلب تمديدها

مهلة تصحيح أوضاع اليمنيين المخالفين لنظام الإقامة والعمل في السعودية تنتهي غدًا
TT

مهلة تصحيح أوضاع اليمنيين المخالفين لنظام الإقامة والعمل في السعودية تنتهي غدًا

مهلة تصحيح أوضاع اليمنيين المخالفين لنظام الإقامة والعمل في السعودية تنتهي غدًا

تقدمت الحكومة اليمنية رسميًا إلى وزارة الداخلية السعودية بطلب لتمديد مهلة تصحيح أوضاع أبناء الجالية اليمنية المقيمين في السعودية بصورة غير نظامية، على اعتبار أن المهلة التي ستنتهي غدا (الثلاثاء)، لم تكن كافية لإنهاء معاملات جميع من تنطبق عليهم شروط التصحيح.
وأبلغ «الشرق الأوسط» السفير علي العياشي الذي يشغل منصب القنصل العام اليمني في جدة، أن مهلة التصحيح التي بدأت منذ نحو شهرين أنهت إجراءات تصحيح أوضاع أكثر من 350 ألف يمني من المقيمين في مختلف المناطق السعودية.
وأكد تراجع أعداد راغبي التصحيح في الأسبوع الماضي، قياسا بالوتيرة المعتادة منذ بدء فترة التصحيح حتى بداية شهر رمضان الحالي، مشددا على أنه من السابق لأوانه تأكيد أو نفي إمكانية تمديد مهلة التصحيح، على اعتبار أن أي قرار من هذا النوع سيصدر من جهات الاختصاص السعودية، وليس عن طريق السفارة اليمنية في الرياض، أو القنصلية العامة في جدة.
وذهب إلى أن تمديد المهلة من عدمه سيعتمد غالبا على العدد المتبقي من أبناء الجالية اليمنية الذين تنطبق عليهم شروط التصحيح، ولم يسعفهم الوقت لإنهاء إجراءاتهم قبل نهاية دوام الغد.
من جهته، أكد حسين باهميل أمين عام الجاليات اليمنية في السعودية، تقديم الحكومة اليمنية طلبًا إلى وزارة الداخلية السعودية، لتمديد فترة التصحيح، وذلك لكثرة أعداد المتقدمين من ناحية، وعدم كفاية الفترة المحددة للتصحيح من ناحية أخرى، حسب رأيه.
لكن الإدارة العامة للعلاقات والإعلام في المديرية العامة للجوازات السعودية، شددت على عدم وجود أي توجيهات لتمديد فترة تصحيح أوضاع اليمنيين، التي تنتهي بنهاية دوام الغد.
لكنها على الرغم من هذا التشديد، أكدت في الوقت نفسه جاهزية المديرية في حال صدور أوامر رسمية بتمديد مهلة تصحيح الأوضاع لأبناء الجالية اليمنية المقيمين في السعودية بصورة تخالف نظام الإقامة والعمل في البلاد.
وفي السياق ذاته، أوضحت أن وجود سوابق أو بصمة مُرحَّل في سجل اليمني المقيم بصفة غير نظامية، لن يحول دون استفادته من مهلة تصحيح الأوضاع والحصول على «هوية زائر» التي تتيح له الإقامة والعمل دون الوقوع في أي مخالفات، مشددة على عدم وجود أي مسؤولية قانونية على المواطن أو المقيم اليمني المستضيف لمخالِف قرّر الحصول على «هوية زائر».
ونبّهت أفرع المديرية العامة للجوازات اليمنيين المقيمين بصفة غير نظامية في البلاد إلى قرب انتهاء مهلة تصحيح أوضاع إقامتهم، إذ يُغلَق باب تلقي طلبات التصحيح غدا الثلاثاء الذي يوافق 20 رمضان الحالي.
وشددت على أنها ستستأنف بعد هذا التاريخ حملة أمنية لتعقب مخالفي نظامي الإقامة والعمل، وستطبق التعليمات بحق جميع المخالفين دون استثناء، ومهما كانت جنسياتهم.
يُشار إلى أن تصحيح أوضاع أبناء الجالية اليمنية، جاء تنفيذًا لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي قضى بـ«اتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح أوضاع الإخوة الأشقاء من أبناء الجمهورية اليمنية المقيمين في المملكة بطريقة غير نظامية، وذلك بمنحهم تأشيرة زيارة لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد والسماح لهم بالعمل استثناءً من الأنظمة بعد حصولهم على وثائق سفر من حكومة بلادهم الشرعية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.