مجلس النواب الليبي يحسم اليوم موقفه من حكومة الوفاق الوطني

حفتر يسعى لإعادة تسليح الجيش ويزور صربيا ويستعد لأول زيارة لمصر الأسبوع المقبل

مجلس النواب الليبي يحسم اليوم موقفه من حكومة الوفاق الوطني
TT

مجلس النواب الليبي يحسم اليوم موقفه من حكومة الوفاق الوطني

مجلس النواب الليبي يحسم اليوم موقفه من حكومة الوفاق الوطني

أعلن الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس سيعقد ما وصفه بجلسة حاسمة اليوم الاثنين بمقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي؛ لتحديد موقفه النهائي من التعديلات التي طرأت على المسودة الرابعة والأخيرة التي قدمتها بعثة الأمم لمتحدة بهدف إنهاء الصراع الراهن على السلطة في ليبيا عبر تشكيل حكومة وفاق وطني جديدة.
وقال هاشم بأن أعضاء المجلس سيجتمعون بمقرهم المؤقت في طبرق، لحسم كل الجدل حول ما إذا كان من حق وفد المجلس الذهاب إلى الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات المغربية، للتوقيع على أي اتفاق مبدئي أو انتظار رأي المجلس النهائي.
وأوضح هاشم أن المجلس كان قد اتخذ قرار رسميا في شهر أبريل (نيسان) الماضي نص على أن المقترح المكون من 47 مادة موزعة على 20 صفحة، لا يعد ورقة ختامية للحوار ولا يجوز التوقيع بموجبه من الفريق المحاور حتى عرض المقترح على مجلس النواب لغرض الاعتماد.
ودخل هاشم في مناوشات إعلامية وسياسية على مدى اليومين الماضيين في القاهرة التي يزورها حاليا مع بعض أعضاء مجلس النواب الذين اعتبروا في المقابل أن تصريحات بوهاشم تعكس سوى وجهة نظره الشخصية وليست المواقف الرسمية للمجلس الذي يعد أكبر سلطة تشريعية ودستورية في البلاد.
وقال بوهاشم لـ«الشرق الأوسط» أمس إن بعض أعضاء وفد مجلس النواب إلى حوار المغرب يسعى بكل قوة للتوقيع على ورقة الأمم المتحدة لتحقيق ما وصفه بمكاسب شخصية، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة عرضت على هؤلاء احتمال ترشحهم لرئاسة الحكومة الجديدة إن هم نجحوا في تمرير مسودة الاتفاق على أعضاء المجلس وأقنعوهم بالتصويت لصالحها.
إلى ذلك، كشفت مصادر ليبية رسمية النقاب عن مساع رسمية يقوم بها الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، لإعادة تسليح الجيش الليبي على الرغم من الحظر الدولي الذي تفرضه لجنة العقوبات الخاصة بمجلس الأمن منذ سقوط نظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
وأوضحت المصادر المقربة من حفتر أنه سيقوم في هذا الصدد بزيارة اليوم اﻻثنين لصربيا، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يزور مصر الأسبوع المقبل في أول زيارة عمل رسمية له منذ تعيينه في منصبه من قبل مجلس النواب الليبي.
ونقل عمر القويري رئيس مصلحة الإعلام والثقافة التابعة للحكومة الانتقالية عن حفتر تأكيده على استقلالية قراراته بما يمليه عليه ضميره وواجبه الوطني في مصلحة ليبيا، ورفضه الرضوخ لأي ضغوط اجتماعية أو دولية.
وقال القويري إن حفتر رحب في المقابل بأي دعم دولي وأي مساندة تدعم الجيش الليبي في معركته ضد الإرهاب والخارجين على القانون.
عسكريا، احترق أمس مقر وزارة المالية في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، بعدما اشتعلت فيه النار بسبب سقوط قذائف جراء الاشتباكات الدائرة بالمنطقة.
وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية نقلا عن شهود عيان إن مصدر القذيفة من منطقة سوق الحوت، لافتين إلى أن الجماعات الإرهابية كانت تحاول استهداف تمركز لقوات الجيش بالقرب من مبنى وزارة المالية.
وذكر الشهود أنه تمت السيطرة على الحريق من قبل رجال الدفاع المدني وشباب منطقة سيدي حسين.
يشار إلى أن اشتباكات عنيفة تدور رحاها هذه الأيام بين قوات الجيش والقوات المساندة له بمحور وسط البلاد ضد الجماعات الإرهابية المتمركزة داخل منطقة سوق الحوت.
من جهته، قال نائب رئيس المجلس التنفيذي لمركز بنغازي الطبي الدكتور سالم النقي إن مواطنين مسلحين اقتحموا مركز بنغازي الطبي وبحوزتهم قنابل يدوية.
وأوضح النقي أن أحد المواطنين مع بضعة أشخاص يدعون أنهم تابعون للجيش اقتحموا مبنى الإدارة وبيديه قنابل يدوية ويهدد بتفجير المكان بكل من فيه وخلف أضرارًا مادية جسيمة.
ولفت، وفقا للوكالة الرسمية، إلى أن المقتحمين تسببوا في نشر الفزع والخوف بين الموظفين والموظفات، مشيرا إلى أن حجة المواطن أن عنده موعدا للتصوير بالأشعة المقطعية، علما بأن الجهاز عاطل عن العمل لعدم توفر قطع الغيار بالمدينة ويتعذر بذلك إعطاء أي موعد في الوقت الحالي.
إلى ذلك، قالت مؤسسة النفط التابعة للحكومة الليبية الانتقالية إنه لا يحق للمؤسسة الموازية لها والتابعة للمؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق المنتهية ولايته، إعلان رفع حالة القوة القاهرة على ميناءي السدرة ورأس لانوف، معتبرا أن هذا القرار ليس من صلاحياتها.
وأوضح البيان أن أكثر من 90 في المائة من موارد النفط تكمن في مناطق تحت سيطرة الحكومة الشرعية المنتخبة،، مشيرا إلى أن هذا القرار محاولة تهدف لتعريض أرواح وأملاك مستخدمي القطاع من الليبيين والأجانب والشركات المقاولة المحلية والدولية للخطر، من خلال الزج بهم في مناطق ما زالت تحت تقييم مختصين بالجانب الأمني والعسكري.
وشدد البيان على أن حرس المنشآت النفطية هو الجسم الوحيد المخول تقدير الوضع الأمني عبر تقرير يقدم للمؤسسة الوطنية للنفط الشرعية، لافتا إلى أن جهاز حرس المنشآت النفطية سيقوم باحتجاز كل من يقترب من هذه المنشأة دون تصريح رسمي من المؤسسة الشرعية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.