«داعش».. والأميركية المستوحدة

نظرة إلى بعض أساليب التنظيم في التجنيد

«داعش».. والأميركية المستوحدة
TT

«داعش».. والأميركية المستوحدة

«داعش».. والأميركية المستوحدة

توحي المحادثات بين امرأة أميركية شابة في مناطق ولاية واشنطن الريفية وبين رجل بريطاني على علاقة تربطه بالتشدّد ببعض الإشارات حول الكيفية التي يوظفها تنظيم داعش في تجنيد الأعضاء الجدد من جميع أنحاء العالم.
أليكس، البالغة من العمر 23 سنة، وهي معلمة في مدرسة أيام الأحد وجليسة أطفال، كانت ترتجف من الإثارة في اليوم الذي أخبرت فيه متابعيها على موقع «تويتر» بأنها اعتنقت الإسلام. ولشهور عدة، ظلت علاقاتها تنمو وتتوطّد مع مجموعة جديدة من الأصدقاء عبر شبكة الإنترنت - وهي المجموعة الأكثر اهتماما بها من أي وقت مضى - والذين كانوا يعلمونها ما عليها أن تصنعه لكي تكون مسلمة. وعلى نحو متزايد، كانوا يخبرونها عن «داعش» (من واقع أنه «الدولة الإسلامية» الجديدة المزعومة)، وكيف أن تلك الجماعة تبني وطنا جديدا في سوريا والعراق حيث يمكن للجميع الحياة وفق شريعة الله.
إحدى الشخصيات «الإسلامية»، على وجه الخصوص، ويُدعى فيصل، أصبح رفيقا دائما وملازما لها باستمرار، وصار يمضي الساعات الطويلة في كل يوم مع أليكس على «تويتر»، و«سكايب»، إلى جانب البريد الإلكتروني، ويشق طريقه معها بمنتهى الجدية عبر أصول الدين وأساسيات الإيمان. إلا أنها حين أخبرته بأنها عثرت على مسجد لا يبعد إلا مسافة خمسة أميال فقط عن المنزل الذي كانت تعيش فيه مع جدّيها في ريف ولاية واشنطن، صار فيصل باردا للغاية نحوها وبصورة مفاجئة.
كان المسلمون الوحيدون الذين تعرفهم أليكس هم المجموعة التي عرفتها عبر شبكة الإنترنت، ولقد حثها فيصل على الارتباط بهذه المجموعة حصرا، متحجّجا بأن المسلمين غالبا ما يتعرّضون للاضطهاد في الولايات المتحدة، وقد تتعرّض للاتهام بالإرهاب. كما حذّرها فيصل من حينها وحتى الآن بأنه من الأفضل لها أن تبقي محادثاتها سرا عن الجميع، حتى عن أفراد عائلتها.
وهكذا، ووفقا لتوجيهاته، بدأت أليكس مشوار الانخراط في حياة مزدوجة. فقد ظلت تواصل التدريس في مدرسة الأحد في الكنيسة المجاورة، لكن مذياع مركبتها الخاصة لم يعدّ موجّها إلى إذاعة «كيه لاف» المسيحية. إذ بدلا من ذلك، أخذت تدندن بأناشيد «داعش» التي تستمع إليها من خلال هاتفها «الآيفون»، وعاشت في أحلام اليقظة حول نوع الحياة التي يعيشها المسلحون هناك.
تقول أليكس «شعرت بأنني أخون الرب والمسيحية»، غير أنها أصرت على الحديث شريطة أن تستخدم الاسم المستعار الذي تظهر به على الإنترنت، ثم أضافت «لكنني شعرت بالإثارة لأنني حصلت على العديد من الأصدقاء الجدد».
على الرغم من الخلاف الصريح والصارخ ما بين آيديولوجية «داعش» والغرب، ظل ذلك التنظيم المتطرف يبذل جهودا مضنية في تجنيد المواطنين الغربيين إلى صفوفه، ويسعى بشغف عجيب إلى استغلالهم في حملات الدعاية الضخمة التي ينظمها. وحقا، خلال شهر يناير (كانون الثاني) من هذا العام، يُعتقد أنه سافر ما لا يقل عن 100 مواطن أميركي للانضمام إلى الإرهابيين في سوريا والعراق، من أصل نحو 4 آلاف مواطن غربي آخر من مختلف الجنسيات كانوا قد اتخذوا المسار.
وتضاعفت جهود التجنيد التي يبذلها التنظيم الإرهابي بمعاونة كوادر هائلة من المشغّلين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. والتنظيم الإرهابي نفسه يحافظ على حضوره على الإنترنت على مدار الساعة، وتتّسع فعاليته بشكل كبير بواسطة مجموعات كبيرة من المتعاطفين والمتطوّعين والمشجعين الذين يتناقلون ويتشاركون رسائل التنظيم ويتبنّون وجهة نظره، مما يزيد من اجتذاب المزيد من المجنّدين المحتملين، حسبما يشير المحللون.
ودائرة أليكس على الإنترنت - التي تضمّ العشرات من الحسابات، وتدير بعضا منها شخصيات عرفت نفسها مباشرةً بأنهم أعضاء في تنظيم داعش أو أولئك الذين يعتقد محللو الإرهاب أنهم على صلة مباشرة بالتنظيم - تقضي بصورة جماعية آلاف الساعات في التفاعل مع أليكس على مدار أكثر من ستة شهور. كذلك أرسلوا إليها الأموال وهدايا الشوكولاته. لقد أشبعوا فضولها وهدّأوا من مخاوفها حيث كانوا يوجهونها نحو المفاهيم الدينية المتشددة التي يقوم عليها التنظيم الإرهابي. وكمسيحية، كانت أليكس تتوجه في ذلك السبيل تعبيرا عن الحاجة إلى اتخاذ خطوة إضافية في ذلك المضمار. ومع ذلك، فقد عملت على تجاوز الفجوة بنفسها: محاولة لتفسير حالة الانجذاب، حيث قالت إنها كانت بالفعل منجذبة نحو فكرة ممارسة الإيمان بصورة أكمل.
لقد كانت المقابلات المكثفة التي أجريت مع أليكس وعائلتها، بالإضافة إلى مراجعات لرسائل البريد الإلكتروني، ومدوّنات «تويتر»، والرسائل الخاصة التي تبادلتها عبر «سكايب»، والتي وافق الجميع على الاطلاع عليها من قبل صحيفة «نيويورك تايمز» بشرط الإحجام عن الكشف عن هوياتهم الحقيقية أو عن اسم المدينة أو البلدة التي يعيشون فيها، قد فتحت نافذة واسعة تطل على الجهود المكثفة الحثيثة للغاية الموجهة نحو غرس الفكر المتطرّف في نفسية الشابة الأميركية، وزيادة إحساسها بالغربة عن عائلتها ومجتمعها.
يقول ناصر ودادي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، الذي يعد ورقة بحثية حول مكافحة الدعاية المتطرّفة «لدى كل منا جدار طبيعي في وجداننا للحماية ضد الأفكار السيئة، وإنهم يبحثون دائما عن نقاط الضعف في ذلك الجدار، ومن ثم يبدأون الهجوم بغية الاختراق».
لقد عاشت أليكس مع جدّيها معظم سنوات حياتها. ومع أنها علمت أن هناك مسجدا يبعد مسافة خمسة أميال عن منزلها، فإن فيصل - كما سبقت الإشارة - أخبرها بأن تبتعد عنه ولا تذهب إليه. وللوصول إلى منزل أليكس من أقرب بلدة كان على الزوار الانعطاف عند إحدى الحدائق ثم المسير لمسافة ميل واحد عبر حقول القمح والبرسيم المروية الواسعة.
وفي شرحها لواقع حياتها قالت أليكس «يحب أجدادي الحياة بعيدا عن كل شيء. وإنني أحب المجتمع والأصدقاء. إنني أشعر بالوحدة هنا». لكنها، في الواقع، عاشت مع جديها فعليا طيلة حياتها، ذلك أنها عندما كان عمرها 11 شهرا فقدت والدتها، التي كانت تعاني من إدمان المخدرات، حق حضانتها. ووفق الطبيب المعالج فإن «متلازمة الكحول الجنينية» سببت لأليكس ارتعاشا في يديها، كما أنه أسهم كذلك في نقص مستديم للنضج الجيد وسوء الحكم على الأمور. ولعل هذا ما يفسّر بصورة جزئية ما حدث معها على الإنترنت، كما تقول عائلتها.
ثم في أعقاب عقب تركها الكلية العام الماضي، كانت تتقاضى مبلغ 300 دولار في الشهر من العمل كجليسة أطفال ليومين في الأسبوع والتدريس في مدرسة الأحد للأطفال لدى الكنيسة في عطلة نهاية الأسبوع. وفي المنزل، كانت تمضي الساعات تشاهد الأفلام على موقع «نيتفليكس» وتحدث صفحتها الشخصية على وسائل الإعلام الاجتماعية. أما جدتها (68 سنة) التي أشرفت على تربية ثمانية أطفال وأحفاد في المنزل المتواضع (لكنه أنيق) والذي بحجم مقطورة واسعة مزدوجة، فتقول «كل الأطفال الآخرين ينشرون أجنحتهم ويطيرون، لكنها ظلت تبدو مثل طفلة تائهة».
ثم، يوم 19 أغسطس (آب)، اهتز هاتف أليكس الجوّال حاملا أخبارا عن مقتل صحافي الـ«سي إن إن» جيمس فولي. لم يكن جيمس فولي الذي تعرّض للإعدام ذبحا على يد «داعش» من الصحافيين الذين سبق لأليكس أن سمعت عنهم. كذلك ما كانت قد سمعت شيئا في ذلك الحين عن «داعش». غير صورة أن الشاب المسكين الجاثي على ركبتيه والسكين يعتمل في رقبته من الوريد للوريد لم تغادر تفكيرها.
اهتزت نفسية أليكس إثر تلك الجريمة المروّعة، وأذهلتها حالة الفضول المرعبة، ثم دخلت على حسابها على «تويتر» لعلها تعلم المزيد عن الأمر. وعن هذا تشرح قائلة: «كنت أبحث عن أولئك الذين يوافقون على ذلك، حتى يمكنني تفهّم لماذا يفعلون ذلك. كان من السهل للغاية العثور عليهم». لقد أصيبت بصدمات أخرى، وذلك من خلال معرفتها حقيقة مفادها أن أولئك الذين يعرّفون عن أنفسهم بالانتماء إلى «الدولة الإسلامية» المزعومة، يُعرفون أيضا بمسمى «داعش» (ISIS) أو (ISIL) اختصارا، واحتاج الأمر وقتا حتى يمكنهم الإجابة بأدب عن أسئلتها الجمة. وهنا تضيف أليكس موضحة: «لكن، بمجرّد تأكدهم من صدق فضولي واهتمامي، كانوا لطفاء للغاية معي. وسألوني عن عائلتي، وفي أي الأماكن أعيش، وماذا أريد أن أصنع في حياتي».
* خدمة «نيويورك تايمز»



«حزب الله» العراق... صورة حول الفرات بأهداف تتجاوز الأصل اللبناني

أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)
أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)
TT

«حزب الله» العراق... صورة حول الفرات بأهداف تتجاوز الأصل اللبناني

أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)
أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)

ارتبط مسمى «حزب الله» بنوعين؛ أعلام صفراء في لبنان، وحسن نصر الله أمين عام حزب الله، لبنان، لكن النوع العقائدي الأكبر خطورة يسير في دماء العراق، حزب هو بذات الاسم، عقائديون أكبر أثراً في سفك الدماء، حيث يرعون الأمر أكبر من مجرد حزب أصفر له الضاحية الجنوبية في لبنان؛ مسكن ومقر ومشيعون.
بين دجلة والفرات، حزب يسمى كتائب «حزب الله العراق»، له أكثر من 13 عاماً وهو في تشكيله الحالي، ليس بالهين عوضاً عن ميليشيات «الحشد الشعبي» التي أخذت كل الوهج الإعلامي كونها مرتبطة بنظام إيران، لكن «حزب الله العراق» وكتائبه تمر في أزقة السواد وبأخطر من دور ميداني تمارسه «الحشد الشعبي»، لأن العقائدية ونشرها أشد خطورة من ميدان يتقهقر فيه الأضعف، نظراً للضربات الآمنة التي يقودها الحلفاء أولو القوة من غرب الأرض لوقف تمدد النزيف، دائماً ما يكون مصنع الوباء يمر بحزب الله العراق.

قبل أشهر، كان الحزب تعرض لواحدة من أعنف الغارات على مواقعه، بعد هجوم صاروخي استهدف قاعدة التاجي في العراق، وقتل فيها جنديين أميركيين وبريطانياً، وجاء الرد خلال ساعات قليلة بفعل غارات أميركية - بريطانية مشتركة، ضد منشآت لميليشيات حزب الله العراقي في محافظتي بابل وواسط ومنطقة سورية محاذية للحدود العراقية.
نظرة سريعة على حزب الله العراق، من التاريخ، كان عماد مغنية (قتل في 2008 بغارة إسرائيلية في دمشق) الإرهابي اللبناني التابع لإيران، وحزب الله لبنان، كان أحد صنّاع هيكل هذا الحزب في العراق، حيث بدأ في العمل وفقاً لتوجيهات وأوامر نظام الملالي في تكوين حزب يشبه حزب الله اللبناني، وهو ما يبدو أن الأوامر جاءته في تجويد هذا الحزب ليكون بذراعين: عسكرية وعقائدية، ويبدو أن مغنية تجاوز أخطاء عديدة في تشكيل ووهج حزبه اللبناني، فصنع بهدوء هيكلة مختلفة للحزب، جعلت كل المساجد والحسينيات وقوداً يضخ فيها البذور التي يرغبها أولو العمائم.
ظهر الحزب بحضوره الأول بقوام تجاوز 4 آلاف شخص، منتمين بعضويات عدة داخله، وتنامى العدد حتى قبل تصنيف الولايات المتحدة له كـ«تنظيم إرهابي»، لكنه جعل دوره التسويقي للحشد والتنظيم أكبر من مجرد عسكرة، بل فكرة أكثر ارتباطاً في نشر آيديولوجيا عبر مواقع عدة، ومنها تفريخ عناصر في قطاعات مهمة داخل العراق؛ منها وزارة التعليم ووضع لبنات التعاون مع أحزاب دينية؛ منها «الحزب الإسلامي» الذي يتغذى بمنهج الإخوان المسلمين.
ربما ما يدور أن الحزب هو جزء في تكوين «الحشد الشعبي» لكن ذلك يمر بتقاطعات، حيث يشير عبد القادر ماهين، المتخصص في شؤون التنظيمات الإرهابية، إلى أن الحزب يظهر كونها جزءاً من تكوين الحشد، لكنه جزء يصنع الكعكة الميليشياوية ويشارك في تسميمها ويعمل على توزيعها في المناطق المجاورة.
يشير ماهين في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إلى أنه لا أمين عاماً للحزب أسوة بحزب الله اللبناني، حيث يظهر فيه حسن نصر الله، مبرراً ذلك أن الفرق بين تكوين الحزبين هو الحاجة والدور، حيث يتمركز في جنوب العراق بعتاد عسكري، له هدف في وضع حضور طاغٍ يحاول تفخيخ الحدود، لأن الهدف يرتبط مع إمبراطورية إيران الكبرى الممتدة، ولا يظهر له الأثر السياسي كممثلين له كما هو الحزب اللبناني ليكون أثره في تشكيل الحكومات والبرلمانات.

إذن ما الدور الذي يلعبه الحزب؟

الحزب كما يرى ماهين، أنه ذو دور عسكري في الأصل، لكن الترتيبات ما بعد 2009 جعلته أكثر قدرة في تكوين فريق احتياط عسكري ليس أكثر وفق الحاجة، يدعم التوجهات والسياسات الإيرانية، لكن ما أخل بتلك القاعدة مشاركته المباشرة في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأصبح أكثر من 4 أو 5 آلاف جندي مشاركين في السيطرة على مدن سورية تحت إمرة إيران في سوريا التي تتشكل من 4 فصائل مسلحة.
الحزب ليس عسكرياً فقط؛ كان ولا يزال صاحب دور في الترويج العقائدي، وتصوير الحضور الإيراني بشكل إيجابي مزعوم، إضافة إلى عمله الاقتصادي، حيث يدخل عناصره الكبرى في مفاصل مهمة في الاقتصاد العراقي، من شركات اتصالات وشركات نفطية، وأخرى ذات علاقة بقطاع الطيران، وإدارة المطارات والمنافذ، وبعض الأشخاص أبرزهم هادي العامري الذي كان صاحب صولات وجولات حين حمل حقيبة وزارة النقل العراقية في وقت سابق، وكان أبرز مهددي الاستمرار الكويتي في بناء ميناء مبارك الكبير، حيث هددت كتائب الحزب الشركات من الاستمرار بالعمل، وحينها ظهر العامري بأن ذلك المشروع «يغلق القناة الملاحية لموانئ العراق».
مرحلة مختلفة ظهرت، حين عاودت الآلة العسكرية الحزبية لكتائب حزب الله العراق، بالعمل من خلف الصفوف، حيث كانت أبرز مهددي السفارات وأكثر ملغمي مسارات الحلول السياسية، بل ومن رمى بقادة العراق اليوم في تحدي أن يرضخوا أمام شعب بدأ في كراهية الحضور الإيراني، وكان الحزب أبرز علامات استهداف المتظاهرين في العراق في كل البلاد، بغية كسر حدة السيوف الشعبية لتصبح مجرد مقبض دون رأس حربة كي يحافظ الحزب على الوجود الإيراني، خصوصاً أنه أبرز متلقٍ للأموال من نظام إيران وأكثرها غناءً.
الدور الاقتصادي لكتائب حزب الله العراق أصبح أكثر وضوحاً، حيث كان أكبر المنتفعين في عام 2015، من «الفدية القطرية» التي وصلت إلى أكثر من مليار دولار، مقابل إطلاق سراح قطريين كانوا يقضون وقتهم في الصيد جنوب العراق، ورغم أن الأنباء قالت إن الخاطفين لعدد من أبناء الأسرة الحاكمة القطرية ومعاونيهم الذي بلغ 28 شخصاً، كانوا من تنظيم «داعش»، لكن التقارير المسربة لاحقاً في بدايات 2016 حيث جرى تخليصهم وعودتهم إلى قطر، كانوا يتبعون لكتائب حزب الله العراق، وهو ما ينافي الرواية الرسمية القطرية التي تقول إنها دفعت المبلغ للحكومة العراقية.
الدور المستقبلي لن ينفك عن منهجية تتقاطع مع حزب الله اللبناني، حيث لدى الحزب اليوم الرؤى ذاتها، خصوصاً في اعتماد سياسة «افتعال الأزمات»، كي لا ينكسر الحضور الإيراني ونفوذه في المؤسسات الدينية وبعض السياسية، التي يجد فيها بعضاً من رجاله الذين يقبعون في سياسة تخفيف الضغط على النظام السياسي ومحاصصته التي تستفيد منها ميليشيات إيران في العراق، وما بعد مقتل قاسم سليماني، غربلة يعيشها الحزب الذي يجرب يوماً بعد آخر أسلوب التقدم خطوة بخطوة، مستفيداً من تكتيك الفأر في نشر طاعون على أرض هي الأهم لإيران.