عائدا إلى زي خلعه قبل أكثر من عام، ظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ببذلة عسكرية أمس على أرض سيناء التي تشهد معركة مستمرة ضد الإرهاب، وإن زاد وقعها منذ يوم الأربعاء الماضي. وبينما أكد السيسي على سيطرة الدولة الكاملة على أراضيها، رأى عسكريون أن الزيارة في حد ذاتها حملت رسائل متعددة الاتجاهات، سواء إلى الداخل المصري أو إلى الخارج، وكذلك إلى جنود مصر وقوى الشر التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار الدولة.
وتحدث السيسي في كلمة إلى المقاتلين خلال زيارة مفاجئة إلى العريش في محافظة شمال سيناء، وذلك بالتزامن مع تأكيد مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «العمليات لا تزال مستمرة لمتابعة آخر فلول الجماعة التي قامت بعملية يوم الأربعاء الماضي، وهي العملية التي قامت القوات المصرية بسحقها». وأشارت المصادر إلى أن «القوات تتبع الآن كافة المصادر الممكنة التي قامت بدعم الإرهابيين على كل المحاور، أو التي وفرت لهم الدعم اللوجيستي، وأن القوات أكدت سيطرتها الكاملة على الوضع العملياتي في أرض سيناء».
وكان آخر ظهور للرئيس السيسي بالبذلة العسكرية ليلة إعلانه استقالته من منصبه وزيرا للدفاع من أجل الترشح إلى انتخابات الرئاسة، وظهر أمس وسط جنود الجيش والشرطة في سيناء مرتديا زيا يحمل رتبته العسكرية الأخيرة، وهي رتبة المشير.
وتفقد السيسي مركز عمليات قطاع تأمين شمال سيناء، واستمع إلى شرح تناول سير العملية وسرعة رد الفعل، كما تابع سير العمليات العسكرية والأمنية، إضافة إلى زيارة بعض النقاط والارتكازات الأمنية بالعريش، معبرا عن سعادته بما حققه أبطال القوات المسلحة والشرطة الذين أكدوا ثقة الشعب المصري، وأشاد بما لمسه من روح معنوية عالية يتمتع بها المقاتلون، كما تفقد جانبا من الأسلحة والذخائر والمضبوطات التي تم ضبطها خلال عمليات التمشيط والمداهمة والمواجهات مع العناصر المتطرفة بشمال سيناء.
وقال مسؤول عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «ظهور الرئيس وجولته على أرض سيناء تؤكد بما لا يدع مجالا للشك لكل من في مصر وخارجها على السواء أن سيناء تحت السيطرة الكاملة للدولة، كما أنها تؤكد للجندي أن قائده الأعلى معه في ذات الخندق وذات المعركة، وتدفعه إلى مضاعفة تفانيه وبذل كل ما يملك فداء لوطنه»، متابعا أن «الزي العسكري للرئيس يعني أنه شخصيا مستعد للقتال والتضحية بنفسه من أجل الوطن».
وخلال لقائه مع مقاتلي القوات المسلحة بالعريش قام الرئيس السيسي بالوقوف دقيقة حدادًا وتحية لأرواح الضحايا والمصابين، وقام بتقديم التحية العسكرية لمقاتلي القوات المسلحة، تقديرا واعتزازا بما يبذلونه من جهد لحماية الأمن القومي المصري على كل الاتجاهات.
وأضاف السيسي قائلا إن «الشعب المصري يدرك جيدا أن ما حدث من عمليات إرهابية خلال الأيام الماضية من استهداف النائب العام كان يحمل رسائل من أهل الشر إلى الشعب أنهم سيكممون صوت المصريين بقتل محامي الشعب.. وما استتبعه من هجوم على القوات في الشيخ زويد، الذي تم الترويج له بالداخل والخارج للإعلان عن ولاية إسلامية بسيناء بعد عامين من تحرك المصريين لتغيير النظام»، مشيرا إلى أن هذا العمل كان يهدف لإرسال صورة غير حقيقية عن الأمن والاستقرار في مصر، والنيل من كرامة مصر وشعبها، لكن أبناء الشعب المصري من رجال القوات المسلحة استبسلوا في الدفاع عن شرف مصر بكل عزة واقتدار.
وتابع السيسي: «كنا نتابع الموضوع لحظة بلحظة، وكنا على يقين من قدرة رجال القوات المسلحة على إدارة العمليات بشكل قوي، وما استتبعه من نتائج بنهاية اليوم»، مؤكدا أن العالم أيقن أن أمن مصر هو الدعامة الحقيقية للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وأن أعداءنا يعلمون جيدا قيمة الجيش المصري وقدرته على دحر الإرهاب في سيناء، لكنه يعمل وفقا لقيم ومبادئ وطنية أصيلة للحفاظ على أرواح الأبرياء في ظل ظروف وتحديات بالغة الصعوبة.
وشدد الرئيس السيسي على أنه لن يستطيع أحد أن يروع المصريين أو يقهر إرادتهم، أو أن يفرض عليهم أي شيء طالما أن الجيش المصري موجود، مؤكدا أن الشعب المصري يقف خلف أبنائه من رجال القوات المسلحة، وما يقومون به من مهام وطنية في سيناء وعبر الحدود الغربية والجنوبية بكل الأمانة والشرف، كما قدم التعازي باسم مصر وقواتها المسلحة لكل أسرة مصرية قدمت شهيدا أو مصابا للحفاظ على كل شبر من أرض مصر وصون مقدساتها.
ويرى الخبير الاستراتيجي اللواء محمود خلف، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، أن وجود الرئيس على أرض سيناء أمس كان يحمل «رسالة تحذير مصرية عن رمزية استخدامات القوة وإشراف الرئيس شخصيا عليها، وهي المرة الثانية عقب توجيه رسالة مماثلة إثر ذبح عدد من المصريين في ليبيا وتوجيه القوات المصرية لضربة خاطفة، وكان الرئيس يشرف على العملية بنفسه من على الخطوط الغربية».
ويضيف اللواء خلف، وهو عسكري مخضرم وعمل سابقا قائدا لسلاح الحرس الجمهوري، أن «زيارة الرئيس لها أكثر من بعد، أولها أنه أبرز الروح القتالية العالية التي يتفوق بها المصريون على جيوش العالم وفقا لكل الخبراء. وثانيا، أن الرئيس ذهب بنفسه ليقطع الشك باليقين لمن لا يزال لديه شكوك حول الوضع في سيناء، إضافة إلى وقف أي أفكار مستقبلية لدى أي طامع، لأن الاستعداد القتالي لدى القوات المسلحة ظهر بوضوح، وظهرت سرعة رد الفعل والجهوزية منذ يوم الأربعاء».
وأكد الرئيس السيسي في كلمته أن الأمور في سيناء «ليست فقط تحت السيطرة، بل هي أكثر من ذلك مستقرة تماما»، مشددا على أن حجم القوات الموجود في سيناء ربما 1 في المائة فقط من الجيش المصري، والجيش قادر على أن يقدم ألف مرة أكثر مما فعله، وأن ينهي ويصفي الإرهاب. وأضاف أن «الصراع الحالي متطور، وهو الجيل الرابع والخامس من الحرب، ويستخدم فيه التأثير والإعلام لهز إرادة الشعب المصري».
وشدد اللواء خلف على أن الرسالة التالية التي حملتها الزيارة كانت أن «مصر لن تتردد للحظة واحدة في استخدام القوة، وهي رسالة موجهة لكل كائن يفكر في المساس بالسيادة المصرية سواء بالداخل أو الخارج، وأن هناك عقابا جسيما لكل من يفكر في الاعتداء عليها»، مؤكدا أن مصر لديها القدرة على القتال حتى اقتلاع الإرهاب، وأن هناك تصميما على ذلك يتضح في إشارات القائد الأعلى للقوات المسلحة. كما أوضح أن «العمليات جارية للقبض على كل من شارك أو دعم الإرهاب في سيناء، حتى جثث القتلى سيتم تحليلها لمعرفة أصولهم.. والدولة ستقوم بكشف هذه الحقائق في حينها».
وقال اللواء خلف إنه كان هناك رسائل إضافية، وهي استكمال لموضوع بدأ الرئيس في الحديث فيه عندما انطلقت موجة العنف التي بدأت بالنائب العام، وهناك معلومات لدى الرئيس أن هناك خطة لإفساد فرحة الشعب المصري بـ30 يونيو (حزيران)، ومن ثم إفشال الأفكار المصرية بافتتاح قناة السويس، ومحاولة تصدير رسالة إلى العالم مفادها أن مصر غير مستقرة»، مشددا على أن «الرئيس السيسي فطن إلى ذلك، ووجه رسالة بهذا الشأن».
الرئيس المصري يتفقد قوات الجيش في سيناء ويؤكد سيطرة الدولة الكاملة على أراضيها
https://aawsat.com/home/article/399626/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%AF-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D9%8A%D8%A4%D9%83%D8%AF-%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D9%87%D8%A7
الرئيس المصري يتفقد قوات الجيش في سيناء ويؤكد سيطرة الدولة الكاملة على أراضيها
عسكريون لـ {الشرق الأوسط} : الزيارة حملت رسائل للداخل والخارج ولجنود الوطن وقوى الإرهاب
- القاهرة: أحمد الغمراوي
- القاهرة: أحمد الغمراوي
الرئيس المصري يتفقد قوات الجيش في سيناء ويؤكد سيطرة الدولة الكاملة على أراضيها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة