الناطق باسم الأجهزة الأمنية لـ {الشرق الأوسط}: حماس تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وتدمير الضفة

قال إن تهديدات الحركة باستهداف الأجهزة تؤكد صوابية الاعتقالات

الناطق باسم الأجهزة الأمنية لـ {الشرق الأوسط}: حماس تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وتدمير الضفة
TT

الناطق باسم الأجهزة الأمنية لـ {الشرق الأوسط}: حماس تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وتدمير الضفة

الناطق باسم الأجهزة الأمنية لـ {الشرق الأوسط}: حماس تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وتدمير الضفة

قال اللواء عدنان الضميري المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية إن الاعتقالات المتواصلة في صفوف حركة حماس في الضفة الغربية تهدف إلى منع جر إسرائيل «المتحفزة» إلى ضرب وتدمير الضفة الغربية. وأضاف الضميري لـ«الشرق الأوسط» أن: «لدينا معلومات دقيقة حول وجود برنامج لحماس يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الضفة».
وتابع: «باختصار إنهم يريدون جر الاحتلال إلى ضرب الضفة الغربية وتدميرها كما ضرب غزة العام الماضي». وأردف: «نحن نريد منع تكرار سيناريو العام الماضي الذي يستهدف الضفة هذه المرة»، في إشارة إلى خطف حماس 3 مستوطنين وقتلهم في الخليل في يونيو (حزيران) 2014 وهو ما قاد إلى مواجهات عنيفة وصعبة في الضفة تلتها حرب دموية على قطاع غزة استمرت 50 يوما وخلفت أكثر من 2100 قتيل و10 آلاف جريح.
وقال الضميري: «إنهم يحاولون تكرار سيناريو العام الماضي، باستهداف الضفة».
واعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة العشرات من عناصر حماس في الضفة في اليومين الماضيين، فيما يستمر في اعتقال آخرين. ولا يوجد عدد دقيق للمعتقلين لكنهم ناهزوا الـ100 معتقل جرى الإفراج عن بعضهم وتحويل آخرين للنيابة.
ورفضت حماس الاعتقالات ضد عناصرها في الضفة ووصفتها باعتقالات سياسية. وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري، خلال مؤتمر صحافي في غزة، إن حركته ترفض الاعتقال السياسي في الضفة المحتلة، واصفا الاعتقالات بأنها «غير مسبوقة من حيث الدلالات والنوعية».
واتهم أبو زهري أجهزة السلطة بتنفيذ الحملة «في سياق التعاون الأمني مع سلطات الاحتلال».
وأضاف أن «هذه الاعتقالات تستهدف مشروع المقاومة، في محاولة لشراء ود الاحتلال، بدلاً من تعزيز الوحدة، والبعد عن التفرد في القرارات من قبل رئيس السلطة محمود عباس والقفز عن الاتفاقات وخصوصا المبرمة مع حركة حماس».
وتابع: «هذه الاعتقالات لن تفلح في إضعاف مشروع المقاومة، ولن تضعف حماس، والمقاومة مستمرة وباقية وقادرة على خلق البدائل، وهذه المحاولات لن تزيدنا إلا تشبثا في مشروع المقاومة».
ودعا الناطق باسم حماس، الرئيس عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله إلى الإفراج الفوري أن أبناء حركته المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة، مؤكدًا أن هذه الاعتقالات سيكون لها تداعيات سلبية وعواقب إن استمرت. كما نددت فصائل أخرى في غزة بينها «الجهاد الإسلامي» بهذه الاعتقالات وقالت إن من شأنها تأجيج الوضع.
ولم يقف الأمر عند ذلك، بل هددت حماس باستهداف الأجهزة الأمنية. وقال القيادي في حماس إسماعيل الأشقر إن «حركته لا يمكن لها أن تستسلم لهذه السياسة إطلاقًا»، محملاً الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه «التبعات الخطيرة جراء هذه الأفعال».
وعبر الأشقر عن خشيته من أن تصبح الأجهزة الأمنية هدفًا للمقاومة في الضفة جراء استمرارها في ملاحقتها لعناصر حركة حماس، مضيفا أن «المقاومة لا يمكن لها أن تستسلم لمجموعة من الخونة المرتزقة ممن باعوا أنفسهم للاحتلال».
ورد الضميري بقوله: «هذه التصريحات تؤكد مبررات وتوجهات اعتقالنا لمجموعات وخلايا حماس التي تخطط لتهديد السلم الأهلي». وأضاف: «هذا يؤكد المخاوف والمعلومات وصحة المتابعات من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية لعناصر حماس». كما نفى الضميري الاتهامات الحمساوية بأن الاعتقالات لأسباب سياسية، وقال: «لا يوجد لدينا أي شخص معتقل على خلفية رأيه السياسي أو حزبه أو موقفه ولو كنا نعتقل لهذا السبب لكن لدينا آلاف في السجون».
واستطرد: «الاعتقالات تتم على أرضية قانونية أمنية وليس على أرضية انتماء سياسي وهي تجري على خلفية تقديم كل من يعتقل إلى النيابة حسب الأصول وفق قانون الإجراء الجزائي الفلسطيني. والنيابة هي من تقوم بتوجيه الاتهامات.. أما التوقيف فيجري بناء على قرار قاضي، وكلهم لهم محامون».
وجاءت الاعتقالات الفلسطينية لعناصر حماس بعد سلسلة عمليات في الضفة الغربية في الأسبوعين الماضيين. واتهمت إسرائيل حماس بالتخطيط لمواجهة في الضفة الغربية وقالت إنها كشفت خلايا عسكرية لها تلقّت أوامر بذلك. وترفض السلطة أن تتحول الضفة الغربية إلى مسرح للمواجهات.
ويعتقد المسؤولون الفلسطينيون أن حماس تسعى إلى إضعاف وتقويض السلطة فيما تخطط لهدنة طويلة في غزة.
وقال الضميري: «شعارهم المعلن هو هدنة طويلة الأجل في غزة وتصعيد في الضفة».
ورفضت حركة فتح اتهامات حماس للأجهزة الأمنية بالتنسيق الأمني، وقال أحمد عساف، المتحدث باسم حركة فتح: «إذا كان مقياس حماس للتنسيق الأمني هو الاعتقالات ومنع المقاومة فإنها أكبر المنسقين، وإلا ماذا تسمي حماس ما تقوم به في غزة من اعتقالات يومية ومنع مقاومة الاحتلال الإسرائيلي من غزة؟»، واصفًا هذه التصريحات الحمساوية بـ«الأسطوانة المشروخة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».