بيرو تحصد المركز الثالث في كوبا أميركا للمرة الثانية على التوالي

تغلبت على باراغواي بهدفين وتتطلع للتأهل إلى مونديال روسيا 2018

لاعبو بيرو يحتفلون بميداليات المركز الثالث بعد التغلب على باراغواي (إ.ب.أ)
لاعبو بيرو يحتفلون بميداليات المركز الثالث بعد التغلب على باراغواي (إ.ب.أ)
TT

بيرو تحصد المركز الثالث في كوبا أميركا للمرة الثانية على التوالي

لاعبو بيرو يحتفلون بميداليات المركز الثالث بعد التغلب على باراغواي (إ.ب.أ)
لاعبو بيرو يحتفلون بميداليات المركز الثالث بعد التغلب على باراغواي (إ.ب.أ)

حصد منتخب بيرو المركز الثالث في بطولة كوبا أميركا لمنتخبات أميركا الجنوبية التي تحتضنها تشيلي منذ 11 يونيو (حزيران) الماضي، بفوزها على باراغواي 2/صفر، على ملعب الكالديسا استير روا ريبوييدو في مدينة كونسيبسيون وأمام أكثر من 29 ألف متفرج.
وعلى غرار نسخة 2011 الأخيرة عندما حلت ثالثة على حساب فنزويلا 1/4، كررت بيرو الإنجاز نفسه، فيما تتصارع الأرجنتين ومضيفتها تشيلي على اللقب.
وعلى غرار نسخة 2011 أيضا، عندما تصدر البيروفي باولو غيريرو ترتيب الهدافين (5 أهداف)، نجح الأخير في تسجيل الهدف الثاني لبلاده والارتقاء إلى صدارة الترتيب برصيد 4 أهداف بالتساوي مع التشيلي إدواردو فارغاس الذي يملك أفضلية خوض النهائي لتعزيز رصيده. ورفع غيريرو رصيده إلى 25 هدفا في مبارياته الدولية مع منتخب بيرو، وبات على بعد هدف واحد من معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب مع هذا الفريق في المباريات الدولية والمسجل باسم تيوفيلو كوبياس (26 هدفا).
وقال غيريرو (31 عاما)، الملقب بـ«آل ديبريدادور» (المفترس): «هذا نجاح مهم.. أحببنا خوض النهائي لكن المركز الثالث ليس سيئا». وتابع غيريرو الذي يأمل أن يصبح أول لاعب يحرز لقب الهداف في نسختين على التوالي: «آمل أن تكون بيرو فخورة بنا».
وأشاد الأرجنتيني ريكاردو جاريكا، المدير الفني لمنتخب بيرو، بحصول فريقه على المركز الثالث. وشدد على تفاؤله بشأن مستقبل الفريق، مشيرا إلى تطلعه حاليا للتأهل إلى مونديال روسيا 2018. وقال جاريكا: «المركز الثالث له بالغ الأثر بالنسبة للفريق. أشعر بسعادة بالغة للاعبين، لقد بذلوا قصارى جهدهم، لقد قدمنا الأداء الذي يليق بمنتخب بيرو». وتابع: «لقد حققنا إنجازا كبيرا، كان بإمكاننا الوصول إلى النهائي، لكننا راضون عما حققناه».
وختم جاريكا حديثه بالقول: «لقد بدأنا التفكير في المستقبل. تنتظرنا مهمة ثقيلة في تصفيات مونديال روسيا 2018».
الجدير بالذكر أن منتخب بيرو لم يتأهل إلى كأس العالم منذ نسخة 1982 في إسبانيا.
وخاضت باراغواي المباراة وهي متأثرة بخسارتها الساحقة أمام الأرجنتين 6/1 في نصف النهائي، وعانت للوصول إلى شباك الحارس بيدرو غاييسي، فيما كانت السيطرة لبيرو التي كانت قد خسرت بصعوبة أمام تشيلي 2/1 في نصف النهائي. ورغم الخسارة يرى الأرجنتيني رامون دياز، المدير الفني لمنتخب باراغواي، أن فريقه فرض شخصيته في كوبا أميركا. وقال: «كثيرون اعتقدوا أننا سنبقى في البطولة أياما معدودة، لكننا بقينا شهرا كاملا.. في هذه اللحظة بدأ العهد الجديد لمنتخب باراغواي».
وسيطرت بيرو على مجريات الشوط الأول، واصطدمت محاولات الفريق الهجومية بالدفاع الصلد لباراغواي والرقابة المحكمة على المهاجم البيروفي الخطير غيريرو، لينتهي الشوط بالتعادل السلبي. وفي الشوط الثاني، سجل أندري كاريو هدف التقدم لمنتخب بيرو في الدقيقة 48، ثم عزز غيريرو بهدف الاطمئنان الثاني في الدقيقة 89 من المباراة التي شهدت غياب عدد من اللاعبين الأساسيين والبارزين عن التشكيلة الأساسية لكل من الفريقين.
وظهرت المحاولات الهجومية لمنتخب بيرو منذ الدقيقة الأولى، وانحصر اللعب في نصف ملعب باراغواي ولكن دون خطورة حقيقية في ظل التنظيم الدفاعي للأخير. وكانت أول فرصة حقيقية على المرمى في الدقيقة السابعة عندما شق يوردي ريينا لاعب بيرو طريقه بانطلاقة عنترية من وسط الملعب حتى وصل إلى حدود منطقة الجزاء وسدد الكرة قوية لكن الحارس تصدى لها ببراعة وأخرجها لركنية لم تستغل. ولعب البيروفي خوان فارغاس ضربة حرة بجوار الراية الركنية في الدقيقة 13 لكن الكرة مرت فوق العارضة. وبمرور الوقت، تخلى منتخب باراغواي عن تحفظه الدفاعي وحاول مبادلة منافسه الهجمات، ولكن ظلت السيطرة الهجومية لمنتخب بيرو وإن لم ينجح في تهديد حقيقي لمرمى باراغواي. وباغت أوسكار روميرو لاعب باراغواي الحارس البيروفي بيدرو غاليسي بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 24، لكن الأخير تصدى لها ببراعة. وبعدها بدقيقتين فقط سنحت الفرصة أمام منتخب بيرو لتسجيل هدف التقدم إثر هجمة منظمة وتمريرة عرضية لعبها لويس أدفينكولا من الناحية اليمنى، لكن زميله كارلوس لوباتون أطاح بالكرة بعيدا عن المرمى. وواصل منتخب بيرو محاولاته الهجومية فيما ظل دفاع باراغواي صامدا. ونال ميجيل ساموديو لاعب باراغواي إنذارا في الدقيقة 38 لإعاقة ريينا من الخلف.
وشن منتخب باراغواي بعض المحاولات الهجومية في الدقائق الأخيرة من هذا الشوط لإثبات الوجود. ومع بداية الشوط الثاني تبادل الفريقان الهجمات، لكن منتخب بيرو لم ينتظر كثيرا حيث هز الشباك في الدقيقة 48 إثر ضربة ركنية لعبها كريستيان كويفا وقابلها غيريرو بضربة رأس ارتدت من رأس أحد المدافعين وتهيأت أمام كاريو الذي سددها زاحفة مباشرة داخل الشباك من حدود منطقة الجزاء على يسار حارس المرمى. وحاول منتخب باراغواي الرد سريعا بالاندفاع الهجومي، وهو ما زاد من خطورة مرتدات فريق بيرو حيث سنحت فرصة ثمينة لكويفا لإضافة الهدف الثاني في الدقيقة 52، لكن كرته مرت بجوار المرمى. وفي الدقيقة التالية، سدد البيروفي فارغاس كرة صاروخية من خارج منطقة الجزاء مرت فوق المرمى.
وتلاعب كاريو بدفاع باراغواي في الدقيقة 56، ثم مرر الكرة لغيريرو على حدود المنطقة ليسدد الأخير صاروخية، لكنها ارتطمت بأحد المدافعين وخرجت لركنية لم تستغل. وأجرى الأرجنتيني رامون دياز المدير الفني لمنتخب باراغواي تغييرا هجوميا في الدقيقة 57 بنزول إدجار بينيتيز بدلا من أوزفالدو مارتينيز. وفي الدقيقة التالية أجرى مواطنه ريكاردو جاريكا المدير الفني لمنتخب بيرو تغييره الأول بنزول يوشيمار يوتون بدلا من لوباتون لتنشيط أداء خط الوسط.
ورغم حاجة منتخب باراغواي لتسجيل هدف التعادل، ظلت محاولات بيرو هي الأكثر والأخطر، وضاعت من ريينا فرصة ثمينة في الدقيقة 64. وأهدر منتخب باراغواي أبرز فرصة من عرضية روميرو التي ركض نحوها إدجار بينيتيز وحاول إكمالها داخل المرمى، لكن المدافع كارلوس إسكويز ضغط عليه في الوقت المناسب لترتطم الكرة بالقائمة وتضيع الفرصة.
وفي الوقت الذي زادت فيه سرعة باراغواي نجح المنافس غيريرو في وضع بصمته بالهدف الثاني لبيرو في الدقيقة 89.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».