العبادي يبحث مع بايدن مشكلة تدفق الإرهابيين من تركيا

السيستاني يدعو إلى مواجهة الفكر المتطرف

العبادي يبحث مع بايدن مشكلة تدفق الإرهابيين من تركيا
TT

العبادي يبحث مع بايدن مشكلة تدفق الإرهابيين من تركيا

العبادي يبحث مع بايدن مشكلة تدفق الإرهابيين من تركيا

بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هاتفيا مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مشكلة تدفق الإرهابيين إلى الأراضي العراقية من جهة الأراضي التركية. وفي بيان لمكتب العبادي فإن الأخير «دعا إلى ضرورة تعاون دول المنطقة بالسيطرة على الحدود لمنع تدفق الإرهابيين» مؤكدا في الوقت نفسه «استمرار العمليات العسكرية وفي جميع القطعات، والعزم على تحرير جميع الأراضي العراقية».
وتأتي مباحثات العبادي الهاتفية مع بايدن بعد يوم من مباحثات مماثلة أجراها العبادي مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو بهذا الشأن. وقال العبادي نقلا عن بيان لمكتبه إنه «جرى خلال الاتصال بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين والأوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة والانتصارات المتحققة على عصابات داعش إضافة إلى الانتخابات التركية وتشكيل الحكومة».
وأكد العبادي إلى «أهمية تعزيز العلاقات مع الحكومة التركية في مختلف المجالات خصوصا التجارة والاقتصاد، فضلا عن الجانب الأمني الذي يتضمن تأمين وحماية الحدود مع سوريا لوقف تسلل إرهابيي داعش والتأكيد على أن ما يفعله داعش في سوريا من تأجيج للنعرات الطائفية سينعكس حتما على العراق وتركيا وعموم المنطقة»، مشيرا إلى أن «القوات العراقية تحقق الانتصارات على عصابات داعش وعازمة على تحرير الرمادي والموصل وكل أرض العراق».
يأتي ذلك في وقت يستعد فيه العراق إلى المشاركة في مؤتمر أمني ثلاثي من المقرر أن تستضيفه بغداد قريبا يشمل وزيري الداخلية السوري والإيراني لبحث القضايا الأمنية بين البلدان الثلاثة وتجفيف منابع الإرهاب.
في سياق ذلك دعت المرجعية الشيعية العليا في مدينة النجف مواجهة الفكر المتطرف واستمرار زخم المعركة ضد «داعش» وأخذ الحكومة والبرلمان دورهما في هذا الإطار. وقال ممثل السيستاني في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء أحمد الصافي إن «العالم يعاني اليوم من مشكلة كبيرة وهي المسماة بالإرهاب الذي تمكن من منطقتنا ويضرب أيضا مناطق مختلفة من العالم بين الحين والآخر وقد تختلف هذه الضربات شدة وضعفا؛ لكنها عامة لا تختص ببلد دون بلد، وهذا التوسع في مشكلة الإرهاب يتطلب أن يفكر الجميع ويسهموا في حلها ووضع معالجات جادة وحقيقية لها». وأضاف الصافي أن «المعالجات لا تكون بالإجراءات الأمنية والعسكرية فقط؛ بل لا بد من إجراءات أخرى ومن أهمها مقابلة الفكر المتطرف الذي تغلغل إلى عقول الكثيرين وجعلهم يقدمون على أعمال وحشية تستهدف المدنيين الأبرياء بحجج واهية».
وأوضح الصافي أن «هناك حاجة ماسة إلى معالجة جذور الإرهاب المتفشي اليوم، من خلال القضاء على الفكر المتطرف الذي لا يقبل بالتعايش السلمي مع الآخر ويريد أصحابه أن يفرضوا رؤيتهم على الآخرين بالقوة ومن خلال ممارسة الإرهاب واستهداف المدنيين العزل، ولا يمكن القضاء على الفكر المتطرف بين عشية وضحاها؛ بل يحتاج ذلك إلى عمل دؤوب وبرامج تثقيفية وغيرها يجري تنفيذها لفترات غير قصيرة».
إلى ذلك أكد عضو البرلمان العراقي عن الكتلة الوطنية وعضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية كاظم الشمري في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الإرهاب أصبح خطرا لا يهدد دولا بعينها أو مكون أو دين، بل إن مخاطره قد تتجاوز منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن هناك إشارات وأحداثا تشير إلى تمدد خطر داعش إلى شمال أفريقيا وشرق آسيا». وأضاف أن «التعامل مع هكذا مخاطر وأفكار إجرامية ينبغي علينا إخراج أي معالجات له عن التخندقات الإقليمية أو المذهبية حيث إن هنالك دولا أصابها الإرهاب خلال هذا الأسبوع كمصر، وتونس، والكويت، وقبلهم السعودية، والقادم ربما يكون أكبر».
وأوضح الشمري أن «العراق اليوم هو أكثر من دفع الثمن كبيرا بسبب الإرهاب ولذلك فإننا منفتحون حيال أي إجراءات عملية من شأنها كبح جماح الفكر المتطرف، ويجعلنا أمام ضرورة فتح محاور جديدة وطرح رؤية أوسع بالاستفادة من تجارب دول أخرى لضمان الوصول إلى نتائج تنقذ العراق والعالم من مخاطر الإرهاب والفكر المتطرف». وفي السياق نفسه أكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة الفضيلة جمال المحمداوي أن «القضاء على تنظيم داعش لا يتم بالطرق العسكرية فقط وإنما بمحاربة الإرهاب الفكري الذي يصنع الإرهابيين وتجفيف منابعه وتمويله». وأضاف المحمداوي أن «الأولوية هي لتجفيف منابع التمويل التي باتت مختلفة للإرهاب بالإضافة إلى عبور الإرهابيين وتدفقهم من بعض الدول في المنطقة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.