دليلك إلى أهم الوجهات السياحية الأوروبية في 2014

جولة تكشف خبايا القارة العجوز

اثينا مدينة تاريخية جميلة
اثينا مدينة تاريخية جميلة
TT

دليلك إلى أهم الوجهات السياحية الأوروبية في 2014

اثينا مدينة تاريخية جميلة
اثينا مدينة تاريخية جميلة

لم تعد الوجهات التقليدية تثير رغبة السفر والاكتشاف في الأجيال الجديدة التي تتطلع إلى رسم خريطة جديدة للسياحة في العالم في عام 2014. من ناحيتها تعترف شركات السياحة بأن الإقبال على وجهات السياحة التي كانت سائدة في السنوات الأخيرة لم يعد كما كان، وأن عليها أن تلبي رغبة سياح شباب في توفير وجهات سياحية جديدة وغير معهودة حول العالم.
ويمكن تقسيم هذه الوجهات جغرافيًّا بحيث يمكن للسائح أن ينظم رحلاته وفق المنطقة التي يتطلع إليها. وتضم المجموعة الأولى من هذه الوجهات الجديدة المواقع السياحية غير المعهودة في أوروبا، ثم تليها جولات أخرى في أميركا الشمالية والجنوبية وأفريقيا وشرق آسيا.
وتعد الجولة الأوروبية هي الأكثر كثافة بين وجهات العالم السياحية الجديدة، حيث تشمل ثلاث مدن وعشر وجهات تستحق الاستكشاف. وهي متنوعة بين دول في أقصى الشمال الأوروبي مثل السويد وآيسلندا، وبين مدن جنوب القارة مثل أثينا. ويمكن للسائح أن يختار من الجولة الأوروبية ما يروقه ويتناسب مع ميوله السياحية، من اكتشاف الشواطئ المهجورة إلى التجول في مدن القارة القديمة.

* مدن أوروبا
وتشمل خريطة السياحة الأوروبية لهذا العام أربع مدن هي فرانكفورت وأثينا وفيينا وروتردام. ولكل منها طابع ورونق خاص من مدينة ألمانية تعج بمختلف أنماط النشاط الثقافي والتجاري، إلى عاصمة اليونان التي ما زالت تحوي آثار الحضارة الإغريقية وملامحها، ثم فيينا المدينة الساحرة التي تحظى بشرف أنها المدينة الأوروبية الوحيدة التي تغنى بها العرب في فيلم كلاسيكي هو «غرام وانتقام». وأخيرا مدينة روتردام الهولندية الحديثة ومن أكبر موانئ أوروبا.
فرانكفورت تشتهر أوروبيًّا بأنها مركز مالي ألماني، ولكنها تدخل مصاف المدن السياحية هذا العام بجيل جديد من المطاعم والمقاهي والنوادي. وتشتهر المدينة بنمط غير معهود من المقاهي التي تقدم الوجبات الخفيفة والمشروبات خلال اليوم وتتحول إلى جلسات رومانسية على أنغام الموسيقى في الأمسيات، وهو نمط غير متاح في أي مدينة أخرى. وأحد نماذج هذه المقاهي اسمه «ماكسي أيزن».
وهي مدينة عالمية حيث يوجد بها أشهر المطاعم الآسيوية، واسمه موريكي، ويقع في وسط المدينة، بالإضافة إلى مطعم إسباني شهير اسمه لاموراغا يزدحم بالرواد يوميا. وهي تزخر بالحدائق العامة ومتاجر التسوق بأنواعه والمتاحف التي كان آخرها متحف «ساتديل» الذي شهد توسعة في العام الماضي شملت زيادة مساحته بنحو 32 ألف قدم مربعة.
أما أثينا، فهي خارجة لتوها من أزمة اقتصادية طاحنة ولكنها تجدد نفسها وتقوم أيضا بحملة صيانة هذا العام لآثارها القديمة في مركز أثينا القديمة. ويمكن لمن يزور المدينة هذا العام أن يشهد بنفسه أعمال الترميم والصيانة. ويجري خلال هذا الربيع افتتاح متحف الفنون المعاصرة في المدينة. وتنتشر أيضا أعمال التجديد والصيانة لأحياء المدينة القديمة. وهناك مجموعة جديدة من الفنادق والمطاعم التي تفتتح هذا العام، منها فندق «أمبوريكون» في شارع أيولون في منطقة تعج بالمنافذ السياحية والتجارية. وتفتح أثينا أيضا فرصة السياحة إلى المناطق القريبة منها وعدد من السواحل التي لا تقل جمالا عن أفضل الشواطئ السياحية الأوروبية.
ومن أثينا إلى فيينا، مدينة الحفلات والأعياد التي تعقد كل سنة 450 حفلا موسيقيا، وهي تبحث دوما عن مناسبات لكي تعقد لها حفلات. وهذا العام يوافق العام المئوي الثاني على إقامة أول حفل في المدينة، ولذلك يجري الاحتفال بذلك أيضا. وإذا كانت الحفلات المتكررة فوق الاحتمال، يمكن للزائر أن يقضي بعض الوقت في متحف فرويد حيث يجري الاحتفال أيضا بمرور 75 سنة على وفاة أشهر محلل نفساني في العالم. وتحتفل المدينة هذا العام بمرور مائة عام على الحرب العالمية الأولى بإقامة متحف خاص عنها وتزيين «طريق السلام» الذي يربط فيينا بمدينة تريست. وفيينا مدينة يسهل الوصول إليها من أي مكان في العالم عبر رحلات الطيران المباشرة، ويجب أن تكون على خريطة السياحة الأوروبية هذا العام.
وتخوض مدينة روتردام الهولندية مرحلة تحول جذرية من العمارة إلى خدمات السياحة. وجرت عملية تجديد شاملة لمحطة القطارات المركزية في المدينة، تنتهي في شهر مارس (آذار) 2014، وتشمل منطقة للمشاة تزخر بالمتاجر والمطاعم والمقاهي، ومنها أول مقهى «ستاربكس» في المدينة. وجرى افتتاح متحف «كونتسال» بعد تجديده في فبراير (شباط) 2014. وتتوجه المدينة إلى التوسع في مجال جديد هو تقديم قاعات تشبه مولات التسوق، ولكنها مخصصة للمطاعم فقط وتسمى «فود هولز»، كما بدأت تظهر أجيال جديدة من الفنادق الحديثة مثل فندق «ان هاو» الذي صممه معماري هولندي مشهور اسمه ريم كولهاس.

* أوروبا الباردة
أما المناطق التي تقع ضمن خريطة السياحة الأوروبية الجديدة فهي تنتشر من شمال القارة البارد إلى جنوبها. وتشمل المناطق الباردة نسبيا كلا من أسكوتلندا وآيسلندا والسويد وسويسرا.
والبداية من أسكوتلندا حيث تنتشر فيها البحيرات والمراعي. وتعمل أسكوتلندا هذا العام على توسيع طريق يشق منطقة محمية طبيعية تحمل اسم العالم الأسكوتلندي جون موير إلى مساحة 124 ميلا بدلا من 45 ميلا. ويعتقد المشرفون على هذا الطريق أنه يستغرق ما بين ثمانية إلى 12 يوما مشيا على الأقدام أو أربعة أيام بالدراجة الهوائية. وهذا الصيف سوف تعقد مدينة غلاسكو الأسكوتلندية دورة ألعاب الكومنولث، وفي شهر سبتمبر (أيلول) المقبل سوف تستضيف مدينة غلين إيغلز مسابقة كأس رايدر لرياضة الغولف. ويجري افتتاح فندق جديد اسمه كرومليكس هاوس يملكه لاعب التنس الأسكوتلندي آندي مواري الذي سوف يفتتحه بنفسه في شهر أبريل (نيسان) هذا العام.
أما آيسلندا فهي تدخل في الخريطة السياحية هذا العام بسبب المتغيرات السريعة فيها حيث أنهت الحكومة فترة الحماية المتاحة للبيئة الطبيعية التي تمثل نسبة 40 في المائة من حجم البلاد لكي تسمح بمشاريع إقامة السدود من أجل توليد الطاقة. ويعتقد البعض أن آيسلندا سوف تتغير جذريا وسوف تفقد جمالها الطبيعي المعهود، ولذلك فالنصيحة هي مشاهدة آيسلندا الطبيعية قبل أن تتحول إلى سدود وشوارع.
وفي السويد تقع مدينة اوميا في أقصى شمالها وهي تشتهر بالموسيقى والفن، وتقيم في الصيف المقبل حفلات موسيقية ومهرجانات أوبرا في الهواء الطلق. ويفتتح في المدينة هذا العام متحف الفنون المعاصرة في مبنى من الزجاج والخشب صممه المعماري هيننغ لارسنز وهي مدينة سهل الوصول إليها بالقطار السريع من العاصمة ستوكهولم.
ومن السويد إلى سويسرا حيث مدينة اندرمات الجبلية الهادئة في جبال الألب، وهي تدخل مرحلة تحول من مدينة زراعية صغيرة إلى منتجع سويسري جديد للتزلج على الجليد. وتنتشر في المدينة الآن شاليهات سياحية بمطاعم عالمية وحمامات سباحة داخلية وخارجية. وفي العام الحالي تبدأ مشروعات في خمسة فنادق جديدة وملعب غولف على مساحة 321 فدانا. وهي تعد الآن بمثابة محطة مهمة على روزنامة التزلج الشتوي في سويسرا، كوجهة جديدة بدلا من مناطق التزلج السويسرية التقليدية.

* أوروبا المستترة
هناك أيضا الكثير من المناطق الأوروبية غير المعروفة أوروبيًّا والتي تبدأ في وضع بصماتها على الخريطة السياحية هذا العام. من بين هذه المناطق منطقتا يوركشير وكارتميل في بريطانيا، وساحل ألبانيا ومنطقة الزينور في الدنمارك.
في يوركشير، تعد المنطقة تاريخية وجذابة وتشمل مدنا ذات سحر خاص مثل مدينة ليدز. وهي مناطق شعبية بريطانية توفر للزائر ضيافة حميمة من الطراز الأول ومدخلا مختلفا إلى بريطانيا بعيدا عن لندن. وهناك الكثير من المطارات التي تخدم شمال إنجلترا منها مطار مانشستر الذي يستقبل رحلات مباشرة من طيران الإمارات.
ومن يوركشير إلى كارتميل التي تقع بالقرب من منطقة البحيرات، أيضا في شمال إنجلترا. وكانت كارتميل منذ عدة سنوات قرية هادئة تطل على أجمل مناطق الطبيعة في بريطانيا، ولكن مع قدوم عدد من أشهر الطهاة البريطانيين إليها تحولت القرية إلى مركز للتذوق بين الزوار والسياح. وتحمل معظم المطاعم في القرية نجوم ميشلان. وبالإضافة إلى الطعام تستقبل القرية دوريا أحداثا مثل سوق الفلاحين وعروض الأجبان والمنتجات الزراعية والحلويات. وهي تصلح مركزا للإقامة أثناء زيارة منطقة البحيرات الخلابة.
أما سواحل ألبانيا فهي تجمع بين جمال شواطئ كرواتيا ووعورة سواحل تركيا مع جمال الطبيعة الإيطالية. ويتاح كل هذا الجمال بأسعار سياحية زهيدة. وتقع ألبانيا شرق إيطاليا على ساحل البحر الأدرياتيكي، وتنتشر عليه فنادق بأسعار تقل عن 50 دولارا في الليلة الواحدة. وتمنح ألبانيا لمسات من أوروبا التاريخية حينما كانت الحياة هادئة والطعام طازجا والأسعار رخيصة.
وأخيرا تبدو منطقة الزينور في الدنمارك الملتقى الطبيعي لعشاق التاريخ البحري؛ ففيها يقع متحف الدنمارك البحري الذي يضم مجموعة ضخمة من القطع البحرية التاريخية من سفن القراصنة وحتى الزوارق الحربية من الحرب العالمية الثانية. ويشمل المتحف الكثير من الأفلام والوثائق التي تبحث في الكثير من جوانب عالم البحار. وهناك الكثير من الأجهزة التفاعلية التي تتيح للزائر معرفة كيفية الإبحار بالاعتماد على النجوم أو تقليد البحارة القدامى في أسلوب حياتهم. وللمزيد من الثقافة البحرية يمكن للزائر التوجه إلى كوبنهاغن لكي يشاهد «بلو بلانيت»، وهي أكبر حديقة أسماك زجاجية في أوروبا.
هذه الجولة الأوروبية تفتح للزائر عالما جديدا يختلف تماما عما شاهده في زياراته لعواصم القارة أو سياحته بين شواطئها التقليدية جنوب فرنسا وإسبانيا.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».