شهدت منطقة الزبداني في ريف دمشق اشتباكات بين الفصائل المعارضة من جهة و«قوات النظام» و«حزب الله» من جهة أخرى، وهو ما اعتبرته وسائل إعلام مقربة من الحزب، أنها مؤشر على انطلاقة لـ«معركة الزبداني» التي باتت تتقدم اليوم على معركة القلمون بعد 3 أشهر على بدئها من دون أن يتمكن أحد الطرفين من حسمها.
وأشار المرصد إلى أن قوات النظام جددت قصفها لمناطق في مدينة الزبداني في ريف دمشق، وسط إطلاق نار على أماكن في المدينة، فيما قال مكتب أخبار سوريا، إن فصائل تابعة للمعارضة السورية، تصدّت يوم أمس لمحاولة اقتحام نفذتها قوات النظام، على مدينة الزبداني في ريف دمشق الغربي. وأوضح أن محاولة اقتحام البلدة سبقها قيام قوات النظام بحشد عناصرها على أطراف المدينة، وقصف شنه الطيران المروحي على الزبداني بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى سقوط إصابات بين المدنيين ودمار في الأبنية، بالإضافة إلى احتراق المحاصيل الزراعية في منطقة السهل. وأشار المكتب إلى أن الزبداني محاصرة منذ نحو ثلاث سنوات من قبل الحواجز النظامية التي تمنع دخول المواد الطبية والغذائية والمحروقات إليها، كما تتعرض بشكل مستمر إلى قصف مستمر تشنه العناصر المتمركزة عند تلك الحواجز على أحياء المدينة.
وقالت مواقع مقربة من «حزب الله» إن الحزب بدأ عمليًا منذ الأربعاء التقدم نحو حواجز المعارضة على الأطراف الغربية لمدينة الزبداني في أقصى جنوب القلمون. ولفتت إلى «أن الجيش السوري كما حزب الله يهدف من خلال عملية الزبداني التي سبقها تمهيد ناري كثيف، إلى تأمين خطوط الدعم والإمداد العسكرية عبر خط طريق بيروت - دمشق الدولي، كما حماية القرى اللبنانية من أي خطر قد يصدر انطلاقًا من الزبداني. لكن الأهم، هو قطع الارتباط بين الزبداني وبين جرود القلمون، وعدم تمكين المنطقة من أن تكون الرافد للجرود بالمسلحين بعد أن سد خط عرسال باتجاه جرود القلمون بشكلٍ واسع».
على صعيد آخر، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القصف على درعا تسبب بتعطيل مستشفى صيدا الميداني، وهو المستشفى الرابع الذي يتوقف عن العمل في غضون أسبوع في محافظة درعا جراء الغارات الجوية المكثفة التي يشنها الطيران الحربي التابع لقوات النظام على بلدات عدة.
وبحسب المرصد، أعلن مشفى خيري في بلدة الغارية الشرقية الخميس توقفه عن العمل جراء «الاستهداف المستمر من قوات النظام وحفاظا على سلامة كادره». وتسبب القصف الجوي الثلاثاء بتوقف مستشفى النعيمة الميداني عن العمل بعد تدمير بعض أجزائه. وتقع هذه المستشفيات الثلاثة شرق مدينة درعا، كما توقف مستشفى طفس الميداني الواقع شمال المدينة عن العمل الأحد، بعد قصفه ببرميل متفجر.
وارتفعت حصيلة القصف الجوي على بلدات عدة في درعا أمس إلى 18 شخصا.
ونشأت المستشفيات الميدانية في مناطق سورية عدة تشهد عمليات عسكرية، وهي تعمل في ظروف صعبة وتتعرض للقصف وتعاني من نقص في التجهيزات والأدوية والعلاجات.
وحذرت منظمة «أطباء بلا حدود» في تقرير في 21 يونيو (حزيران) من تداعيات نقص الوقود على الخدمات الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في شمال سوريا، والتي يمنع تنظيم داعش وصول الإمدادات إليها بعد سيطرته على عدد كبير من آبار النفط في شرق البلاد.
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطائرات النظامية الحربية قامت بتنفيذ 19205 غارات منذ مطلع العام الحالي 2015 وحتى نهاية شهر يونيو الماضي.
وقال إن الغارات استهدفت عدة مناطق في قرى وبلدات ومدن سورية، امتدت من محافظة القنيطرة في جنوب غربي سوريا، إلى محافظة الحسكة في شمال شرقها، ومن حلب وصولاً إلى محافظة درعا وشملت الغارات كل المحافظات السورية باستثناء محافظة طرطوس.
وأشار إلى أن الطائرات النظامية المروحية ألقت 10423 برميلاً متفجرًا، على عدة مناطق في محافظات دمشق وريف دمشق وحماة ودرعا واللاذقية وحلب والحسكة والقنيطرة والسويداء ودير الزور وإدلب وحمص.
وأسفر القصف الجوي عن مقتل 2916 مواطنًا مدنيًا، هم 665 طفلاً، بالإضافة إلى إصابة نحو 18 ألف آخرين من المدنيين بجراح، وتشريد عشرات آلاف المواطنين، كما نجم عن القصف الجوي دمار كبير في ممتلكات المواطنين العامة والخاصة، وأضرار مادية كبيرة في عدة مناطق.
إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع الأميركية، مساء الأربعاء الماضي، أن برنامج تدريب المعارضة السورية المعتدلة يسير ببطء بسبب عدم رغبة المتدربين في قتال تنظيم داعش كأولوية على إسقاط نظام الأسد.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال «مارتن ديمبسي» في مؤتمر صحافي مع وزير الدفاع «آشتون كارتر» بواشنطن، أن ما طلبته أميركا من تدقيق في المتطوعين تسبب في تناقص أعدادهم بشكل كبير.
وتقول تقديرات البنتاغون إن من بين 6 آلاف متطوع سوري لبرنامج التدريب والتسليح لم يتم إقرار غير 100، بينما ينتظر 4 آلاف آخرون إجراء عمليات تدقيق لهم، فيما تم إدخال 1500 ضمن الخطوات الأولى لهذه العملية.
«معركة الزبداني» تتقدم على «القلمون» والقصف على درعا يوقف 4 مستشفيات عن العمل
البنتاغون: إقرار 100 متدرب فقط من أصل 6 آلاف متطوع بسبب «التدقيق الأميركي»
«معركة الزبداني» تتقدم على «القلمون» والقصف على درعا يوقف 4 مستشفيات عن العمل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة