«معركة الزبداني» تتقدم على «القلمون» والقصف على درعا يوقف 4 مستشفيات عن العمل

البنتاغون: إقرار 100 متدرب فقط من أصل 6 آلاف متطوع بسبب «التدقيق الأميركي»

مقاتلون أكراد في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا في لحظة استراحة من معارك مع تنظيم «داعش» (أ.ف.ب)
مقاتلون أكراد في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا في لحظة استراحة من معارك مع تنظيم «داعش» (أ.ف.ب)
TT

«معركة الزبداني» تتقدم على «القلمون» والقصف على درعا يوقف 4 مستشفيات عن العمل

مقاتلون أكراد في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا في لحظة استراحة من معارك مع تنظيم «داعش» (أ.ف.ب)
مقاتلون أكراد في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا في لحظة استراحة من معارك مع تنظيم «داعش» (أ.ف.ب)

شهدت منطقة الزبداني في ريف دمشق اشتباكات بين الفصائل المعارضة من جهة و«قوات النظام» و«حزب الله» من جهة أخرى، وهو ما اعتبرته وسائل إعلام مقربة من الحزب، أنها مؤشر على انطلاقة لـ«معركة الزبداني» التي باتت تتقدم اليوم على معركة القلمون بعد 3 أشهر على بدئها من دون أن يتمكن أحد الطرفين من حسمها.
وأشار المرصد إلى أن قوات النظام جددت قصفها لمناطق في مدينة الزبداني في ريف دمشق، وسط إطلاق نار على أماكن في المدينة، فيما قال مكتب أخبار سوريا، إن فصائل تابعة للمعارضة السورية، تصدّت يوم أمس لمحاولة اقتحام نفذتها قوات النظام، على مدينة الزبداني في ريف دمشق الغربي. وأوضح أن محاولة اقتحام البلدة سبقها قيام قوات النظام بحشد عناصرها على أطراف المدينة، وقصف شنه الطيران المروحي على الزبداني بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى سقوط إصابات بين المدنيين ودمار في الأبنية، بالإضافة إلى احتراق المحاصيل الزراعية في منطقة السهل. وأشار المكتب إلى أن الزبداني محاصرة منذ نحو ثلاث سنوات من قبل الحواجز النظامية التي تمنع دخول المواد الطبية والغذائية والمحروقات إليها، كما تتعرض بشكل مستمر إلى قصف مستمر تشنه العناصر المتمركزة عند تلك الحواجز على أحياء المدينة.
وقالت مواقع مقربة من «حزب الله» إن الحزب بدأ عمليًا منذ الأربعاء التقدم نحو حواجز المعارضة على الأطراف الغربية لمدينة الزبداني في أقصى جنوب القلمون. ولفتت إلى «أن الجيش السوري كما حزب الله يهدف من خلال عملية الزبداني التي سبقها تمهيد ناري كثيف، إلى تأمين خطوط الدعم والإمداد العسكرية عبر خط طريق بيروت - دمشق الدولي، كما حماية القرى اللبنانية من أي خطر قد يصدر انطلاقًا من الزبداني. لكن الأهم، هو قطع الارتباط بين الزبداني وبين جرود القلمون، وعدم تمكين المنطقة من أن تكون الرافد للجرود بالمسلحين بعد أن سد خط عرسال باتجاه جرود القلمون بشكلٍ واسع».
على صعيد آخر، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القصف على درعا تسبب بتعطيل مستشفى صيدا الميداني، وهو المستشفى الرابع الذي يتوقف عن العمل في غضون أسبوع في محافظة درعا جراء الغارات الجوية المكثفة التي يشنها الطيران الحربي التابع لقوات النظام على بلدات عدة.
وبحسب المرصد، أعلن مشفى خيري في بلدة الغارية الشرقية الخميس توقفه عن العمل جراء «الاستهداف المستمر من قوات النظام وحفاظا على سلامة كادره». وتسبب القصف الجوي الثلاثاء بتوقف مستشفى النعيمة الميداني عن العمل بعد تدمير بعض أجزائه. وتقع هذه المستشفيات الثلاثة شرق مدينة درعا، كما توقف مستشفى طفس الميداني الواقع شمال المدينة عن العمل الأحد، بعد قصفه ببرميل متفجر.
وارتفعت حصيلة القصف الجوي على بلدات عدة في درعا أمس إلى 18 شخصا.
ونشأت المستشفيات الميدانية في مناطق سورية عدة تشهد عمليات عسكرية، وهي تعمل في ظروف صعبة وتتعرض للقصف وتعاني من نقص في التجهيزات والأدوية والعلاجات.
وحذرت منظمة «أطباء بلا حدود» في تقرير في 21 يونيو (حزيران) من تداعيات نقص الوقود على الخدمات الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في شمال سوريا، والتي يمنع تنظيم داعش وصول الإمدادات إليها بعد سيطرته على عدد كبير من آبار النفط في شرق البلاد.
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطائرات النظامية الحربية قامت بتنفيذ 19205 غارات منذ مطلع العام الحالي 2015 وحتى نهاية شهر يونيو الماضي.
وقال إن الغارات استهدفت عدة مناطق في قرى وبلدات ومدن سورية، امتدت من محافظة القنيطرة في جنوب غربي سوريا، إلى محافظة الحسكة في شمال شرقها، ومن حلب وصولاً إلى محافظة درعا وشملت الغارات كل المحافظات السورية باستثناء محافظة طرطوس.
وأشار إلى أن الطائرات النظامية المروحية ألقت 10423 برميلاً متفجرًا، على عدة مناطق في محافظات دمشق وريف دمشق وحماة ودرعا واللاذقية وحلب والحسكة والقنيطرة والسويداء ودير الزور وإدلب وحمص.
وأسفر القصف الجوي عن مقتل 2916 مواطنًا مدنيًا، هم 665 طفلاً، بالإضافة إلى إصابة نحو 18 ألف آخرين من المدنيين بجراح، وتشريد عشرات آلاف المواطنين، كما نجم عن القصف الجوي دمار كبير في ممتلكات المواطنين العامة والخاصة، وأضرار مادية كبيرة في عدة مناطق.
إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع الأميركية، مساء الأربعاء الماضي، أن برنامج تدريب المعارضة السورية المعتدلة يسير ببطء بسبب عدم رغبة المتدربين في قتال تنظيم داعش كأولوية على إسقاط نظام الأسد.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال «مارتن ديمبسي» في مؤتمر صحافي مع وزير الدفاع «آشتون كارتر» بواشنطن، أن ما طلبته أميركا من تدقيق في المتطوعين تسبب في تناقص أعدادهم بشكل كبير.
وتقول تقديرات البنتاغون إن من بين 6 آلاف متطوع سوري لبرنامج التدريب والتسليح لم يتم إقرار غير 100، بينما ينتظر 4 آلاف آخرون إجراء عمليات تدقيق لهم، فيما تم إدخال 1500 ضمن الخطوات الأولى لهذه العملية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».