المغرب يعتقل شبكة دولية للتهجير تنشط في عدة دول

أعضاؤها أفغان تنقلوا بجوازات مزورة.. وكانوا يحملون رسائل بمضامين إرهابية

المغرب يعتقل شبكة دولية للتهجير تنشط في عدة دول
TT

المغرب يعتقل شبكة دولية للتهجير تنشط في عدة دول

المغرب يعتقل شبكة دولية للتهجير تنشط في عدة دول

كشف بحث أجراه المكتب المغربي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (استخبارات داخلية)، بشأن ثلاثة مواطنين أفغان، أحدهم من أصول باكستانية، جرى إيقافهم يوم 27 يونيو (حزيران) الماضي بمدينة مراكش، عن رصد شبكة دولية للتهجير، تنشط بالكثير من الدول.
وأوضح بيان لوزارة الداخلية، أصدرته أمس، أنه جرى توقيف هؤلاء الأشخاص بمطار مراكش المنارة، أثناء محاولتهم مغادرة المغرب في اتجاه الدنمارك، مستعملين جوازات سفر باكستانية مزورة، وبحوزتهم رسائل مشبوهة ذات مضامين إرهابية.
وأفاد البيان أن المشتبه فيهم، الذين ادعوا أنهم تلقوا تهديدات بالقتل من طرف حركة طالبان، توجهوا إلى مدينة دبي الإماراتية انطلاقا من باكستان، حيث حصلوا على جوازات سفر باكستانية مزورة من طرف وسطاء باكستانيين، حاملين للجنسية البريطانية ومقيمين بالمملكة المتحدة، تم استعمالها خلال سفرهم لموريتانيا قبل دخولهم المغرب عبر النقطة الحدودية بئر كندوز في الجنوب.
وتندرج عملية الإيقاف هذه، يضيف البيان، في إطار الإجراءات الاحترازية التي تنهجها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (مخابرات داخلية) لدرء كل خطر في خضم ما يعرفه العالم من تهديدات إرهابية. وسيجري تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
على صعيد آخر، أقدمت السلطات الأمنية المغربية أمس على إخلاء شقق سكنية بحي العرفان بمدينة طنجة شمال البلاد، كان يحتلها مهاجرون أفارقة جنوب الصحراء منذ عدة أشهر.
وكانت السلطات المحلية قد حذرت المهاجرين بأنها ستتدخل بالقوة لإخلائهم من الشقق التي يحتلونها بشكل غير شرعي من أجل إعادتها إلى أصحابها طبقا للقانون، وحسب مصادر محلية فإن عملية الإخلاء جرى إنجازها.
وعلم لدى السلطات المحلية لولاية طنجة أمس أن أحد المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء لفظ أنفاسه بالمستشفى الإقليمي بطنجة، متأثرا بجروح خطيرة ناجمة غالبا عن اعتداء بآلة حادة. وأفاد المصدر ذاته أنه خلال عملية إخلاء الشقق التي يحتلها المهاجرون بشكل غير قانوني، تقدم أحد المهاجرين لدى السلطات العمومية للإبلاغ عن إصابة أحد الأشخاص بجروح خطيرة بباحة إحدى العمارات البعيدة عن مكان التدخل.
وفور انتقال السلطات إلى عين المكان جرى العثور على أحد المهاجرين مصابا بجروح خطيرة ناجمة غالبا عن اعتداء بآلة حادة، لينقل على الفور صوب المستشفى الإقليمي حيث لفظ أنفاسه بعد وصوله إليه. وقد جرى في هذا السياق فتح تحقيق في الموضوع والاستماع إلى الشخص المبلغ، وكذا الشهود تحت إشراف النيابة العامة المختصة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».