عبد اللهيان في مسقط والملف اليمني في صلب محادثاته مع بن علوي

هادي يتلقى اتصالاً هاتفيًا من بان كي مون ويبحث معه تنفيذ القرار 2216 و«مجزرة عدن»

يمني يؤشر إلى المكان الذي سقط فيه أحد ضحايا المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية في عدن أمس (أ.ف.ب)
يمني يؤشر إلى المكان الذي سقط فيه أحد ضحايا المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية في عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

عبد اللهيان في مسقط والملف اليمني في صلب محادثاته مع بن علوي

يمني يؤشر إلى المكان الذي سقط فيه أحد ضحايا المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية في عدن أمس (أ.ف.ب)
يمني يؤشر إلى المكان الذي سقط فيه أحد ضحايا المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية في عدن أمس (أ.ف.ب)

بحث مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين عبد اللهيان، أمس، مع المسؤولين العمانيين التطورات السياسية في الملف اليمني بعد أيام من فشل مؤتمر جنيف بشأن الأزمة اليمنية.
وقالت وكالة الأنباء العمانية إن يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية استقبل حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية الإيرانية، حيث «تم خلال المقابلة بحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، وتبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
وتهيمن الأزمة السياسية في اليمن على محادثات المسؤول الإيراني في مسقط، وتحتفظ سلطنة عمان بعلاقات مع الأطراف اليمنية بينها جماعة الحوثي، التي أرسلت طائرة لنقل الوفد الممثل لها من صنعاء إلى مسقط لحضور محادثات جانبية شاركت فيها الولايات المتحدة، الشهر الماضي.
وتأتي زيارة عبد اللهيان عشية قيام المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بجولة جديدة من أجل استئناف مساعي السلام، حيث بدأ جولته من الكويت، حيث استقبله النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح. وبحسب وكالة الأنباء الكويتية فإن المبعوث الأممي «قدّم إلى وزير الخارجية شرحًا وافيًا لمداولات مؤتمر جنيف بشأن اليمن لتحقيق المصالحة الوطنية في ضوء قرار مجلس الأمن رقم 2216 ومبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل».
ومن المقرّر أن يقضي ولد الشيخ أسبوعًا في الرياض وأسبوعًا آخر في صنعاء، وسيسافر بينهما لمناقشة مسوّدة ورقة المبادئ التي يعتقد أن الحكومة الشرعية وممثّلي الحوثيين وحزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وافقوا عليها من حيث المبدأ.
في غضون ذلك، تلقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتصالا هاتفيا من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون. وجرى خلال الاتصال بحث ومناقشة جهود الأمم المتحدة في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
كما ناقش المستجدات الإنسانية في ضوء الاستهداف المستمر للمدن والأحياء السكنية الآمنة، والتي كان آخرها فجر أمس في حي المنصورة بمحافظة عدن، بالإضافة إلى بحث إعاقة الميليشيات المتمردة لأعمال الإغاثة الإنسانية وتدمير الموانئ لمنع دخول سفن الإغاثة، ومنها سفن تابعة لأمم المتحدة.
ومن جهته، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، في تصريحات خص بها «الشرق الأوسط» قبيل مؤتمر عقده مساء أمس في الرياض حول تطورات الأزمة اليمنية، والمجزرة التي شهدتها عدن فجر أمس، إن الحكومة اليمنية الشرعية طالبت المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد، وبزيارة المدن الجنوبية خصوصا عدن للاطلاع على ما يجري هناك، وفتح ممر آمن لدخول المواد الإغاثية والإنسانية إلى هناك، لتسجيل خطوة أولى لصالح الأمم المتحدة لتسهيل تلك الإجراءات الإنسانية.
وأضاف: «لا سيما أنه حصلت مجزرة في عدن اعتدى فيها الحوثيون على المدنيين في عدن، وأدى ذلك إلى استشهاد 20 شخصًا وإصابة 100، إذ إن قائمة الشهداء سترتفع نظرًا لعدم وجود مستشفيات وأطباء في عدن».
كما قال ولد الشيخ إن القياديين اليمنيين ولدى اجتماعهم بولد الشيخ في الرياض قدموا له «آلية تنفيذية لقرار 2216 تتكون من حزمتين؛ الأولى تبدأ في الانسحاب من المدن الرئيسية وتعلن الحوثيون رسميا ذلك، حيث لدينا قوات جاهزة على الأرض وعددها نحو 1000 شخص تتسلم المواقع مدججين بالسلاح، وبالتالي عليهم الانسحاب، والحزمة الثانية لإدخال المواد الإغاثية والعاجلة»، وإنهم بعثوا برسالة من الرئيس اليمني ومن نائب الرئيس بحاح، إلى بان كي مون «نطلب منه التدخل العاجل في إنقاذ شعب عدن من الهجوم الوحشي المكثف خصوصا في أيام رمضان».
وأوضح ياسين في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس: «طلبنا زيارة ولد شيخ إلى عدن لإطلاع المبعوث الأممي على ما يجري من المجازر الوحشية على الأرض في عدن، وكذلك إيجاد ممر آمن لدخول المواد الإغاثية، وأن تكون الزيارة بداية لفتح طريق للإغاثة، وكذلك أردنا أن تكون زيارة ولد شيخ رسالة إلى الشعب اليمني لتثمين جهود المبعوث الأممي التي نقدرها ونرى أنها تصب في مصلحة شعب اليمن».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.