الأرجنتين تسحق باراغواي بسداسية وتضرب موعدًا مع تشيلي في النهائي

مارتينو مدرب منتخب التانغو سعيد بانتفاضة خط هجومه ويتطلع لحصد «كوبا أميركا» بعد 22 عامًا من الصيام عن الألقاب

روخو (رقم 16) يفتتح مسلسل أهداف الأرجنتين في شباك باراغواي (أ.ف.ب)  -  لاعبو بارغواي افترشوا الأرض تحسرًا من الهزيمة القاسية (أ.ف.ب)  -  الهزيمة القاسية على ملامح دياز مدرب باراغواي (أ.ف.ب)
روخو (رقم 16) يفتتح مسلسل أهداف الأرجنتين في شباك باراغواي (أ.ف.ب) - لاعبو بارغواي افترشوا الأرض تحسرًا من الهزيمة القاسية (أ.ف.ب) - الهزيمة القاسية على ملامح دياز مدرب باراغواي (أ.ف.ب)
TT

الأرجنتين تسحق باراغواي بسداسية وتضرب موعدًا مع تشيلي في النهائي

روخو (رقم 16) يفتتح مسلسل أهداف الأرجنتين في شباك باراغواي (أ.ف.ب)  -  لاعبو بارغواي افترشوا الأرض تحسرًا من الهزيمة القاسية (أ.ف.ب)  -  الهزيمة القاسية على ملامح دياز مدرب باراغواي (أ.ف.ب)
روخو (رقم 16) يفتتح مسلسل أهداف الأرجنتين في شباك باراغواي (أ.ف.ب) - لاعبو بارغواي افترشوا الأرض تحسرًا من الهزيمة القاسية (أ.ف.ب) - الهزيمة القاسية على ملامح دياز مدرب باراغواي (أ.ف.ب)

ضربت الأرجنتين موعدا مع تشيلي، الدولة المضيفة في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأميركية الجنوبية (كوبا أميركا)، وذلك بعد فوزها الكاسح على باراغواي 6 - 1 أمس في مدينة كونسيبسيون.
وسجل ماركوس روخو في الدقيقة (15) وخافيير باستوري (27) وأنخل دي ماريا (47 و53) وسيرخيو أغويرو (80) وغونزالو هيغواين (83) أهداف الأرجنتين، بينما أحرز لوكاس باريوسفي الدقيقة 43 هدف باراغواي.
وبعد عام واحد على خسارتها نهائي مونديال 2014 بنتيجة صفر - 1 أمام ألمانيا تخوض الأرجنتين مباراة نهائية أخرى حيث ستحاول السبت المقبل وضع حد لفترة 22 عاما من الصيام عن الألقاب.
وتخوض الأرجنتين هذا النهائي أمام تشيلي التي لم يسبق لها الفوز بلقب البطولة التي أبصرت النور عام 1916 والتي ستلعبها أمام دعم محلي مكون من 45 ألف متفرج.
وأعرب مدرب المنتخب الأرجنتيني خيراردو مارتينو عن سعادته بوصول بلاده إلى نهائي آخر بعد مونديال البرازيل وقال: «نحن سعداء لأن هؤلاء الشبان سيوجدون في نهائي آخر لبطولة مهمة في أقل من عام. إنها ليست كأس العالم لكنها مهمة جدا. يجب علينا أن نعمل بجهد كبير للفوز بمباراتنا ضد تشيلي في النهائي، لعبنا مباراة جيدة أمام باراغواي وكنا حاسمين جدا». ورأى مارتينو بأن نجم الأرجنتين وقائده ليونيل ميسي ليس بحاجة للتسجيل من أجل أن يكون سعيدا.
وخاض ميسي اللقاء في عمق وسط الملعب عوضا عن اللعب مباشرة خلف المهاجم وكان له دور في خمسة من الأهداف الستة ومرر ثلاث كرات حاسمة لكنه لم يسجل أيا من الأهداف. وقال مارتينو: «إذا مرر ميسي الكرات التي تنتهي في الشباك فليس هناك أي مشكلة.. ما يهم هو أنه استجاب إلى ما تتطلبه المباراة. لا يبدو قلقا بالنسبة لي، إنه سعيد وليس هناك أي مشكلات». وواصل مارتينو: «لا يحتاج ميسي أن يكون هداف الفريق ليشعر بالسعادة».
وقال ميسي بعد مباراة قبل النهائي: «حقا لا أنزعج حين لا أسجل. أتمنى أن يأتي هدفي في المباراة النهائية والمهم أن يصل المنتخب إلى أعلى نقطة ممكنة دون الانشغال بمن أحرز الأهداف».
ويسعى ميسي للفوز بلقب كوبا أميركا ليكون ختاما رائعا لموسم توج خلاله مع برشلونة بالثلاثية المكونة من دوري أبطال أوروبا بجانب الدوري والكأس المحليين.
وتأتي إنجازات ميسي بعد خيبة أمل موسم 2013 - 2014 حين أخفق برشلونة في التتويج بأي لقب كبير وخسرت الأرجنتين نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل أمام ألمانيا 1 - صفر. وتابع ميسي: «الفوز بكوبا أميركا سيكون ختاما رائعا.. أعتقد أننا بلغنا النهائي في حالة جيدة لكننا سنواجه منافسا يضم لاعبين جيدين للغاية على المستوى الفردي».
وأضاف: «سيحاول المنتخبان تقديم مباراة ممتعة وسط رغبة من كل فريق بعدم ترك الاستحواذ على الكرة لمنافسه».
ودخلت الأرجنتين إلى مباراتها مع باراغواي التي أجبرت منتخب التانغو على الاكتفاء بالتعادل (2 - 2) في الدور الأول ثم أطاحت بالبرازيل من الدور ربع النهائي بالفوز عليها بركلات الترجيح، وهي لم تسجل سوى أربعة أهداف فقط في مبارياته الأربع السابقة لكنها كشرت عن أنيابها في الوقت الحاسم وحسمت مواجهة دور الأربعة بفوز كاسح حملها إلى النهائي السابع والعشرين في تاريخها المتوج بـ14 لقبا حتى الآن.
من جهته، أكد النجم دي ماريا الذي سجل هدفين من السداسية إن منتخب بلاده يحتاج الآن إلى التتويج بلقب كبير وقال: «إننا نؤدي عملنا بشكل رائع، ونحتاج إلى التتويج بلقب ونستحق ذلك».
وأشار إلى أن المنتخب شعر بصدمة عندما وصل إلى نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل ثم خسر أمام المنتخب الألماني صفر / 1 في ريو دي جانيرو. وقال دي ماريا، الذي يتطلع للتتويج مع الأرجنتين باللقب الذي طال انتظاره: «إننا نؤدي بشكل جيد للغاية، إنه النهائي الثاني على التوالي وهذا استحقاق مهم للغاية».
على الجانب الآخر، أعرب الأرجنتيني رامون دياز المدير الفني لمنتخب باراغواي عن فخره بفريقه رغم الهزيمة الثقيلة التي تلقاها أمام نظيره الأرجنتيني وقال: «إنني فخور بالفريق بعد الجهود التي قدمها لتغيير الأوضاع في كثير من المناسبات، وجودنا ضمن أفضل أربعة منتخبات في البطولة يجعلني فخورا»، وذلك في إشارة إلى أزمة فشل الفريق في التأهل لنهائيات كأس العالم 2014.
واعترف دياز بأفضلية المنتخب الأرجنتيني في المباراة قائلا: «لقد كانوا أفضل منا بكثير في كل النواحي.. اللعب أمام أفضل الفرق يمنحك الأدوات اللازمة للتطور في المستقبل». ولكنه تحدث عن معاناة منتخب باراغواي من الإجهاد البدني وتأثره بالإصابات بقوله: «واجهنا الكثير من الصعوبات، ولكننا سنحاول التعافي من أجل مباراة المركز الثالث أمام منتخب بيرو».
وألقى المهاجم الباراغوياني لوكاس باريوس صاحب هدف فريقه الوحيد باللوم في الهزيمة المهينة على الإجهاد البدني، وقال عقب المباراة: «لا أحد يحب أن يخسر 1 / 6، ولكن علينا تقبل الواقع.. المنتخب الأرجنتيني لعب مباراة رائعة بينما نحن عانينا من الإجهاد البدني».
وستكون المواجهة بين الأرجنتين وتشيلي الأولى بينهما في البطولة القارية منذ الدور الأول لنسخة 1997 حين فازت الأولى 2 - صفر، فيما تعود آخر أهم مباراة بينهما على صعيد البطولة إلى عام 1991 عندما تأهلا معا إلى الدور النهائي (دور المجموعات حينها) وتوجت الأرجنتين باللقب بعد أن تصدرت أمام البرازيل، فيما حلت تشيلي التي خسرت مباراتها مع منافستها المقبلة صفر - 2، في المركز الثالث أمام كولومبيا.
ولم يكتف مارتينو بالإشادة بدور ميسي في مباراة باراغواي، بل تحدث عن الدور الذي لعبه أيضا خافيير باستوري الذي سجل هدفا وساهم في بعض الأهداف الأخرى، قائلا: «لقد لعب مباراة رائعة. كان يعرف كيف يقوم بدوره في وسط الملعب، لقد أظهر مهارات جيدة ووجد المساحات من أجل مهاجمة مرمى المنافس، وهذا أمر دائما ما أتحدث إليه بشأنه».
وعن الموقعة المرتقبة في سانتياغو، قال مارتينو: «نحن سنواجه فريق تشيلي الذي يلعب بطريقة جيدة جدا. يملكون لاعبين جيدين وهم يمرون في مرحلة تصاعدية منذ ثلاثة أعوام. بعض الأفكار لا تتغير وتشيلي لن تتغير ضدنا. سيضغطون علينا عندما يتمكنون من مهاجمتنا وسيقومون بعملهم كأنهم يواجهون أي فريق آخر». وستكون الأرجنتين موجودة على منصة التتويج بغض النظر عن هوية المنتخب الذي سيتوج باللقب وذلك لأن الأرجنتيني خورخي سامباولي يشرف على المنتخب التشيلي. ووجود أربعة مدربين أرجنتينيين في الدور نصف النهائي من النسخة الرابعة والأربعين، وتمكن سامباولي من التفوق على مواطنه ريكاردو غاريسا مدرب منتخب بيرو (2 - 1)، ومارتينو على رامون دياز الذي يشرف على باراغواي.
والحضور التدريبي الأرجنتيني كان لافتًا في تشيلي 2015 بوجود ستة مدربين من أصل 12، مما أنتج في نهاية المطاف عن وجود أربعة منهم في المربع الذهبي. وستكون المباراة النهائية بين مدربين يعتمدان أسلوبا مشابها وهو الأسلوب الهجومي المثير المتأثر بمدرسة مارسيلو بيلسا. ومن المؤكد أن سامباولي الذي تسلم مهامه مع المنتخب التشيلي في ديسمبر (كانون الأول) 2012، يخوض أهم اختبار له كونه يوجد على رأس الإدارة الفنية للمنتخب المضيف الذي يحلم برفع الكأس الغالية للمرة الأولى في تاريخه.
ورغم الضغط الذي يعيشه، تمكن سامباولي من كسب مودة الجمهور من خلال قيادة الفريق إلى الفوز بأربع من مبارياته الخمس حتى الآن وإلى تسجيل 13 هدفًا. وحول ذلك علق مارتينو مدرب الأرجنتين بالقول: إنها تشيلي ماكينة هجومية. إنها تهاجم وتهاجم وتهاجم»، ومعربا عن إعجابه بأسلوب اللعب الذي يطبقه مواطنه سامباولي مع البلد المضيف.
ومن البديهي أن يعرب مارتينو عن إعجابه بسامباولي، فهما من المدرسة ذاتها، من مدرسة بيلسا الذي كان يعير اهتمامه للعرض أكثر من النتيجة. وكما الحال بالنسبة لبيلسا، فسامباولي ومارتينو من مدينة روزاريو، حيث الأغلبية العظمى من متابعي كرة القدم تشجع نيولز أولد بويز، الفريق الذي دافع عن ألوانه بيلسا ثم خاض أولى تجاربه التدريبية التي قادته إلى إحراز لقب الدوري المحلي مرتين عامي 1991 و1992.
وبوجود النجمين الكبيرين ليونيل ميسي وأنخيل دي ماريا المولودين في روزاريو أيضا، يملك مارتينو كل ما يحتاجه من أجل الفوز باللقب الذي أفلت من معلمه بيلسا مرتين مع نجوم التانغو عام 1999 (خرج من ربع النهائي) و2004 (حل وصيفا).
وستكون المواجهة مميزة أيضا على صعيد اللاعبين إذ يتواجه ميسي وخافيير ماسكيرانو مع زميلهما الحالي في برشلونة الإسباني الحارس كلاوديو برافو والسابق أليكسيس سانشيز الذي يدافع حاليا عن ألوان آرسنال الإنجليزي، كما سيسعى نجم تشيلي ارتورو فيدال إلى الثأر من ميسي وماسكيرانو اللذين قادا فريقهما إلى الفوز على يوفنتوس الإيطالي (3 - 1) في نهائي دوري أبطال أوروبا للموسم المنصرم.
كما سيتواجه مهاجم تشيلي إدواردو فارغاس، بطل لقاء نصف النهائي ضد بيرو ومتصدر ترتيب الهدافين، مع زميله في نابولي الإيطالي غونزالو هيغواين.
لكن ماسكيرانو طالب جماهير بلاده بالهدوء قبل المباراة النهائية قائلا: «إنها ليست حربا، دعونا نخوض مباراة نهائية، الرياضة شيء صحي ويجب أن نشكل قدوة للأطفال. نحن دولتان صديقتان».
وكانت صافرات استهجان قد تعالت من جانب مشجعي تشيلي خلال السلام الوطني للأرجنتين قبل مباراة باراغواي، وهو ما يشير إلى مناخ من العداء بين الجانبين.
وكانت الدولتان المتجاورتان على وشك الدخول في حرب مع بعضهما بعضا في 1978 في صراع فرض السيادة على قناة بيجل المائية، ولكن تدخل البابا يوحنا بولس الثاني حينذاك حال دون تصاعد التوتر على الحدود.
وقال ماسكيرانو بشأن الترشيحات المتعلقة بالمباراة النهائية: «هناك مرشح واضح للفوز في النهائي.. فمن سيلعب بشكل أفضل سيفوز».



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.