ألعاب ذكية من «ديزني» يمكن ارتداؤها

أفضلها يسمح للأطفال بتمثيل القصص بطريقة تفاعلية

ألعاب ذكية من «ديزني» يمكن ارتداؤها
TT

ألعاب ذكية من «ديزني» يمكن ارتداؤها

ألعاب ذكية من «ديزني» يمكن ارتداؤها

تباهت شركة «ديزني» برؤيتها لمستقبل اللعب من خلال تدشينها لخط إنتاج جديد من الألعاب الذكية، والتي يمكن ارتداؤها، يطلق عليها اسم «لعب الأدوار» (Playmation). وتستخدم في تلك الألعاب تقنية البلوتوث، ومستشعرات الحركة، وتكنولوجيا الأشياء التي يمكن ارتداؤها والتي تسمح للأطفال بتمثيل قصص بطريقة تفاعلية. ومرفق بالمجموعة الأساسية من الألعاب، التي تبدأ بتلك القائمة على «أفينجرز» (Avengers)، قفاز ليزر «أيرون مان» (Iron Man)، وشخصيتان شيقتان، فضلا عن لعبتين ذكيتين مقابل 120 دولارا. وتتصل الألعاب بمركز أساسي يستطيع رواية مجموعة من المغامرات أو سرد الخيوط الأساسية للقصة. وتلك القصص بصوت «جيه إيه آر في آي إس» (JARVIS)، مساعد الذكاء الاصطناعي لـ«أيرون مان».

* أدوار ومغامرات
يمكن تشغيل مجموعتين من الألعاب معا لتكونا حسب ما صرحت به شركة «ديزني» على الموقع الرسمي لـ«لعب الأدوار». وبمجرد استعداد الأطفال، يستطيعون لعب نسخة من الليزر من خلال المحطة الرئيسية. ويتم تخزين تلك المغامرات على سحابة إلكترونية بحيث يستطيع الأطفال استكمال القصة من حيث انتهوا. وتتفاعل القدرة على تخزين البيانات مع مرور الوقت مع الشخصيات النشيطة الذكية في المجموعة بحيث تستطيع «تعليم» الأطفال قدرات جديدة خاصة بألعاب يمكن ارتداؤها بمرور الوقت. في النهاية، يربط تطبيق على هاتف كل الخصائص ببعضها البعض مما يسمح للأطفال بمعرفة مدى تقدمهم وتنزيل مغامرات جديدة.
أما بالنسبة إلى من لا يحبون الأبطال الخارقين، فتقدم «ديزني» لهم ألعابا تقوم على فكرة «حروب الفضاء» عام 2016، في الوقت الذي من المقرر أن تطرح فيه «فروزن» عام 2017. وتناسب الألعاب أذرع البالغين أيضا في حال ما إذا أردت اللعب مع أطفالك أو ربما أصدقائك البالغين.
ويشير هذا الكشف إلى توسع شركة «ديزني»، التي كانت في الماضي تمنح الشركات التقليدية المصنعة للألعاب مثل «هاسبور» تصريحا لاستخدام شخصياتها تجاريا. مع ذلك، يشهد قسم الألعاب الأصلية في «ديزني»، والذي يحمل اسم قسم المنتجات الاستهلاكية، نموا ويحقق أرباحا. وربما يمثل إصدار «اللعب المجسم» بداية تحول تقوم به الشركة من أجل السيطرة بشكل أكبر على خطوط إنتاجها.

* نمط لعب جديد
لم يرحب المدافعون عن الخصوصية بالألعاب الذكية، فخلال معرض للألعاب العام الحالي، زودت «ماتيل» دمية «باربي» ببرنامج للتعرف على الصوت يسمح لها بـ«سماع» الأطفال وهم يتحدثون، والرد بعبارات مناسبة. وبينما تنصت الدمية، تنتشر التسجيلات الصوتية عبر الإنترنت بحيث يتم التعرف على الحديث ومعالجته. وتستخدم تلك المعلومات لمساعدة الدمية «هالو باربي» في الرد على الأطفال. واحتج المدافعون عن خصوصية الأطفال بشدة، في الوقت الذي وصفت فيه بعض جمعيات الآباء اللعبة «باربي» بالـ«متنصتة».
وتتطلب ألعاب «لعب الأدوار» الاتصال بالإنترنت فقط في حال تنزيل تطبيقات أو مهمات جديدة، بحسب ما صرحت به شركة «ديزني». ولن يتم توصيل الألعاب بشبكة الإنترنت بينما يلعب الأطفال بها. وأجرت «ديزني» بعض التجارب على الألعاب المتصلة بالإنترنت، ومنها خط من الشخصيات التي تتفاعل مع لعبة فيديو «ديزني إنفينيتي». مع ذلك توضح «ديزني» على الموقع الإلكتروني أن «لعب الأدوار» ليست مجرد لعبة من ألعاب فيديو.
ويمثل هذا النوع من الألعاب نمطا جديدا، ويختلف عن أي شيء تم تجريبه من قبل، وذلك حسب ما ذكرت الشركة على الموقع الإلكتروني. وأضافت الشركة: «هناك تطبيق مرافق، لكن (لعب الأدوار) غير مصممة للعب أمام شاشة». ومن الواضح أن شركة «ديزني» تتطلع إلى جذب الأطفال، الذين يريدون لعبا بتكنولوجيا عالية، وربما الآباء الذين لا يريدون أن يروا أبناءهم أمام شاشات كبيرة وصغيرة طوال الوقت.

* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».