صندوق {تحيا مصر}.. مساعي السيسي لإعادة بناء الدولة خارج إطارها التقليدي

القضاء على فيروس «سي» وتطوير القرى والعشوائيات أبرز مشاريعه

صندوق {تحيا مصر}.. مساعي السيسي لإعادة بناء الدولة خارج إطارها التقليدي
TT

صندوق {تحيا مصر}.. مساعي السيسي لإعادة بناء الدولة خارج إطارها التقليدي

صندوق {تحيا مصر}.. مساعي السيسي لإعادة بناء الدولة خارج إطارها التقليدي

يسعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تجاوز الأزمة التمويلية لاقتصاد يعاني عجزا في موازنته العامة تجاوز الـ35 مليار دولار، وذلك عبر حلول تمويلية جديدة معتمدًا على ثقة المصريين فيه. ويجسد صندوق «تحيا مصر»، الذي تم تدشينه قبل عام لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية عبر تبرعات سخية من رجال أعمال ومسؤولين مصريين، أبرز تلك الحلول.
وأنشئ الصندوق العام الماضي بقرار من الرئيس السيسي، لمعاونة أجهزة الدولة في إقامة مشروعات خدمية وتنموية، وتطوير العشوائيات، والحد من ظاهرة أطفال الشوارع والمشردين، ودعم المشروعات متناهية الصغر ومشروعات البنية التحتية ومشروعات صغيرة للشباب. وتتحفظ إدارته على الإفصاح عن حجم الأموال التي تم جمعها حتى الآن، لكنها تتجاوز عدة المليارات على الأرجح.
وأعلن السيسي في يونيو (حزيران) العام الماضي تبرعه بنصف راتبه وثروته للصندوق، وهو القرار الذي حذا الكثير من رجال الدولة حذوه.
وقال السيسي خلال مأدبة إفطار أقامها مجلس أمناء الصندوق أول من أمس، إن «الهدف من فكرة إنشاء الصندوق هو خلق أمل جديد نحو مستقبل أفضل للشعب المصري، فضلا عن الحفاظ على الدولة المصرية»، مضيفا أن «حجم التحديات التي تواجهها مصر كبير ويستلزم المزيد من الجهد لمواجهته».
ويراهن السيسي، بعد عام واحد من الحكم، على قدرته على الوفاء بالتزاماته بتنفيذ تلك المشاريع في أزمنة قياسية لحشد مزيد من المصريين حوله. ونجح السيسي قبل تطوير دعوته للاستفادة من صندوق «تحيا مصر»، في استثمار في إقناع المصريين بقدرته على إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة خلال عام واحد فقط بتمويل مصري خالص. حيث يعتزم افتتاح القناة في 6 أغسطس (آب) المقبل، كما سبق وأن وعد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، إن «الفكرة الأساسية للصندوق تدور على إيجاد آلية مالية موازية تسهم في جهود الدولة المبذولة لتحقيق متطلبات الشعب المصري، ليمثل موردًا ماليًا يسهم جنبًا إلى جنب مع جهود الدولة في تنفيذ عدد من المشروعات وتحقيق بعض الأهداف ذات الأولوية».
واستعرض السيسي الأنشطة التي يقوم بها الصندوق في القضاء على فيروس سي ومساعدة المرضى المحتاجين للتغلب عليه من أجل مواصلة حياتهم بشكل طبيعي، وفى هذا الإطار، حيث وجّه باستمرار قيام القوات المسلحة بتوفير العلاج اللازم لكل من تثبت إصابته بالمرض من المتقدمين للالتحاق بالكليات العسكرية أو المجندين.
وفي خطة المشروع فإنه بحلول عام 2020 سوف تصل مصر وتتجاوز المستويات الدولية من انتشار فيروس - C.
بالإضافة إلى تطوير القرى الأكثر احتياجًا وتزويدها بالمرافق الأساسية من أجل تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين المقيمين فيها، علاوةً على تطوير العشوائيات واستبدالها بمجتمعات منظمة مزودة بكل المرافق وتضمن الحياة بشكل آمن وكريم للمواطنين، بما يساهم في بث الأمل في نفوس المواطنين ويشجعهم على مواصلة العمل والمشاركة في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها مصر.
وضمن مشاريع الصندوق مشروع الريف المصري الجديد الذي سيتم تنفيذه في إطار مشروع المليون فدان بما يضمه من مجتمعات عمرانية متطورة ومتكاملة، حيث سيتم الإعلان عن بدايات هذا المشروع في 6 أغسطس المقبل بالتزامن مع افتتاح قناة السويس الجديدة، فضلاً عن تطوير عدد من الموانئ في مقدمتها منطقتا شرق التفريعة وشمال غربي خليج السويس.
وشدد الرئيس على أن مصر لن تقوم إلا بسواعد أبنائها، ومن خلال العمل الجاد والدءوب وتحقيق معدلات تنفيذ سريعة للانتهاء من المشروعات في أقل وقت ممكن، منوها بأهمية زيادة مشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال والمستثمرين في مختلف المشروعات التنموية وفي الآليات المالية اللازمة لتمويلها.
وأكد أن الدولة تقدم كل التسهيلات للمستثمرين ورجال الأعمال سواء على الصعيد التشريعي أو الإجرائي، فضلاً عن إتاحة الفرص الاستثمارية الواعدة من أجل تعزيز مشاركتهم في عملية التنمية، كما تبذل الحكومة جهودًا دءوبة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار بما يوفر المناخ المناسب للعمل والاستثمار.
وضمن المشروعات الخاصة بالصندوق، مشروع توزيع 3000 عربة على الشباب للعمل عليها (1000نصف نقل - 1000 تاكسى - 1000 عربة ثلاجة). ومشروع الغارمين والغارمات، حيث خصصت اللجنة التنفيذية مبلغ 21 مليون جنيه، لفك كرب 2000 غارم وغارمة، وإعادة تأهيلهم عن طريق مشروعات صغيرة.
وقال محمود عبد اللطيف، الرئيس التنفيذي لصندوق «تحيا مصر»، إن «هناك أولوية لتطوير العشوائيات من خلال الصندوق، خاصة المهددين بالموت أو الكوارث الطبيعية، حيث سيتم صرف 500 مليون جنيه، لإخلاء سكان منطقة الدويقة (شرق القاهرة) المهددين بانهيار مساكنهم، ونقلهم إلى مدينة السادس من أكتوبر».
وأشار محمود عبد اللطيف إلى التنسيق الكامل في تطوير العشوائيات بين وزارة التطوير الحضري، والمحافظة، وصندوق «تحيا مصر»، من خلال معلومات عن المناطق العشوائية وطبيعة سكانها ونماذج للتخطيط، واستشاريين. وأكد أن الصندوق يولي أهمية قصوى لمعالجة ظاهرة أطفال الشوارع.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».