بعد 5 جولات حوار.. أطراف النزاع الليبي يعقدون لأول مرة اجتماعًا مشتركًا في المغرب

جلسة تفاؤلية فيها الكثير من التقارب في وجهات النظر

بعد 5 جولات حوار.. أطراف النزاع الليبي يعقدون لأول مرة اجتماعًا مشتركًا في المغرب
TT

بعد 5 جولات حوار.. أطراف النزاع الليبي يعقدون لأول مرة اجتماعًا مشتركًا في المغرب

بعد 5 جولات حوار.. أطراف النزاع الليبي يعقدون لأول مرة اجتماعًا مشتركًا في المغرب

عقد أطراف النزاع الليبي أمس للمرة الأولى منذ انطلاق المفاوضات بينهم اجتماع عمل مشتركا في المغرب، ضم جميع المشاركين برعاية الأمم المتحدة، في انتظار إعلان «اتفاق تفاهم مشترك» كان متوقعا مساء أمس على ما أفاد به المشاركون.
ونظمت البعثة الأممية في ليبيا هذا الاجتماع الذي ضم للمرة الأولى وجها لوجه ممثلي مجلس النواب (برلمان طبرق) المعترف به دوليا وممثلي المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس)، إضافة إلى ممثلين للمجتمع المدني ومستقلين.
واعتاد برناردينو ليون الوسيط الدولي طوال جولات الحوار الخمس الماضية عقد لقاءات منفردة مع أطراف الحوار، ثم نقل ملاحظات كل طرف إلى الآخر. لكن هؤلاء التقوا في الجولة السادسة الحالية للمرة الأولى وجها لوجه.
وقال محمد صالح المخزوم عن المؤتمر الوطني العام للصحافيين: «جلسة اليوم (أمس) كانت جلسة تفاؤلية فيها الكثير من التقارب في وجهات النظر، وقد بذلت الأمم المتحدة جهودا كبيرة للتقريب بيننا في ما يخص الملاحظات على المسودة»، في إشارة إلى مشروع الاتفاق الرابع الذي عرضته البعثة الأممية على الوفود.
من جانبه، قال النائب أبو بكر بعيرة عضو مجلس النواب: «هناك بشكل عام توافق على أغلب القضايا. سيلخص هذا الاجتماع في بيان تصدره الأمم المتحدة مساء اليوم (أمس)، ثم ستصدر وثيقة مكتوبة تحاول أن تقرب وجهات النظر المختلفة، على أن يجري التوقيع عليها بالأحرف الأولى من جميع الأطراف بعد أن تدرس».
وأوضح توفيق الشهيبي من المؤتمر الوطني العام أن هذا اللقاء «يعقد لأول مرة بين الأطراف»، وأنه بعد توقيع الوثيقة «سيعود الكل لقواعده من أجل أن يأخذ الموافقة النهائية، ثم نعود لنبدأ العمل في الملاحق واحدا تلو آخر، ونتمنى أن نتمها خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على أبعد حد، لكن الأهم أن يجري التوافق نهائيا على المسودة».
وكان ليون خاطب أطراف النزاع الليبي الذين اجتمعوا إلى مائدة إفطار رمضاني مساء أول من أمس السبت في منتجع الصخيرات المغربي، وقال إن «ما سيتحقق هذه المرة سيكون حلا نهائيا، وحتى لو بدا الأمر صعبا لكنني متأكد أنه سيكون الحل الصائب».
وبينما يقول أعضاء في لجنة الحوار عن مجلس النواب بأن التوقيع على اتفاق نهائي بات وشيكا، شككت مصادر برلمانية أخرى لـ«الشرق الأوسط» في إمكانية حدوث الاتفاق بهذه الطريقة. وقال سمير غطاس المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في ليبيا: «هذه بالتأكيد خطوة مهمة.. إننا نعمل على النص الذي يوفق بين ملاحظات الطرفين».
ويدعو مقترح الأمم المتحدة لتشكيل حكومة توافق وطني تعمل لسنة واحدة فيها مجلس وزراء برئيس ونائبين وبصلاحيات تنفيذية. وسيكون مجلس النواب هو الكيان التشريعي، لكن الاتفاق ينص كذلك على إنشاء مجلس دولة يضم 120 عضوا بينهم 90 من أعضاء برلمان طرابلس. كما يضم المقترح بنودا لوقف إطلاق النار ونزع سلاح المجموعات المسلحة وانسحابها من المنشآت النفطية والمدن.
ووافق الطرفان من حيث المبدأ على المسودة لكن تظل هناك خلافات تهدد بعرقلة الاتفاق بشأن سلطة المجلس النيابي الثاني وشرعية مجلس النواب ومن يسيطر على قيادة القوات المسلحة. وطبقا لما قاله أبو بكر بعيرة فإنه «في حالة عدم الموافقة على المسودة في صيغتها الأخيرة فإن ذلك يعني نهاية الطريق»، على حد تعبيره.
وزعم أن وفد المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته قد أصبح بدوره جاهزا للتوقيع، لافتا إلى أن جميع الأطراف اتفقت على أن تصدر بعثة الأمم المتحدة بيانًا لطمأنة الشعب.
لكن فرج بوهاشم الناطق الرسمي لمجلس النواب نفى علمه بقرب التوقيع على أي اتفاق، وقال في المقابل لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف لم يتم إطلاعي على أي شيء بهذا الخصوص». وأضاف في تصريحات خاصة: «إذا تم التوصل ﻻتفاق، فإن ذلك سيتم إعلانه عن طريق المجلس، ﻻ عن طريق لجنه غير مخولة حتى بالمصادقة».
من جهته، استبق محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، الإعلان عن الاتفاق بتوجيه رسالة مفتوحة إلى الشعب الليبي قال فيها: «من أجل مصلحة الوطن العليا، نؤكد دعمنا للحوار الوطني لكونه السبيل الأنجع لحل الأزمة الليبية، وسنسعى إلى تقديم الدعم السياسي والشعبي لإنجاح حكومة التوافق الوطني».
وأضاف صوان في بيان نشرته الصفحة الرسمية للحزب على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «كما نناشد قادة الرأي والإعلاميين والفاعلين في الحراك المدني والتجمعات والساحات الابتعاد عن التصعيد وتبادل الاتهامات وإيقاف نشر الشائعات والفتن، والاتجاه إلى خطاب التهدئة والتصالح وتغليب صوت العقل والتنازل لأبناء الوطن الواحد، لرأب الصدع وإنهاء الأزمة ليتجدد الأمل وتعود الفرحة لكل الليبيين». وكان السفير بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، قد أعلن أمس أن بلاده مصر تدعم الحوار بين الأطراف الليبية، مشيرا إلى أن مصر أفادت سفيرها لدى ليبيا لتقديم العون والدعم وصولا إلى تحقيق الحل السياسي المنشود الذي يوفر السلام الذي يتطلع إليه الليبيون في مختلف أرجاء ليبيا.
وأكد بدر على أن هناك أولوية في هذا السياق لمحاربة الإرهاب على الساحة الليبية بذات الحزم الذي يحارب به في كل أنحاء العالم، معتبرا أن لدى المتحاورين الليبيين فرصة يتعين عدم إهدارها للتوصل إلى اتفاق. كما أشاد بالجهد الذي بذلته الأمم المتحدة في إعداد المسودة الأخيرة للاتفاق والذي يمكنه تحقيق المطالب العاجلة الملحة للشعب الليبي ويحافظ على استقرار ليبيا ووحدتها، خصوصا أن الصراع العسكري قد ألحق أضرارا كبيرة بالوضع في ليبيا على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي.
كما أعرب سفراء ومبعوثو الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمغرب والبرتغال وإسبانيا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، الموجودين في الصخيرات المغربية، عن قلقهم من توسع الإرهاب في ليبيا وخارجها.
وجاء في بيان مشترك نشرته بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا على الإنترنت: «نحن السفراء والمبعوثين الخاصون للاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، المغرب، البرتغال، إسبانيا، تركيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، والإمارات العربية المتحدة، ندرك أن الشعب الليبي يريد السلام، لذلك نعرب عن قلقنا العميق إزاء توسع الإرهاب في ليبيا وخارج حدودها». وأضاف البيان: «نحث جميع الأطراف الليبية على التوقيع خلال الأيام المقبلة على الاتفاق السياسي النهائي، المقدم من قبل الأمم المتحدة، وإننا نعتبر هذه الوثيقة حلا وسطا جيدا ليبيا، وأنها تلبي التطلعات الملحة للشعب الليبي، وتضمن وحدة ليبيا».
وجددوا بأنه لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة، مع التأكيد على أن الوضع الاقتصادي والإنساني يزداد سوءا كل يوم، مع دعوة جميع صانعي القرار في ليبيا لإظهار التحلي بالمسؤولية والقيادة والشجاعة في هذه اللحظات الحاسمة. وفي ليبيا حكومتان وبرلمانان. واحدة منهما معترف بها دوليا وتعمل من شرق البلاد منذ استولى تحالف تقوده قوات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس وأعلن تشكيل حكومته الخاصة العام الماضي. وبعد أربع سنوات من الإطاحة بحكم معمر القذافي، تشعر البلدان الأوروبية بالقلق من تحول ليبيا إلى ملاذ آمن للمتشددين الإسلاميين وبينهم «داعش».
ومن جهة أخرى، لقي 11 مصرعهم وأصيب 20 آخرون من جنود الجيش الليبي في اشتباكات دامية وقعت أمس ضد ميلشيات «كتيبة شهداء أبو سليم» المتطرفة التابعة للجماعة الليبية المقاتلة بمنطقة رأس العقبة غرب درنة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.