لعنة «العقاب الثلاثي» تصيب البرازيل بعد السقوط أمام باراغواي في كوبا أميركا

منتخب السامبا فشل في محو خيبة المونديال.. ولاعبو الفريق الفائز يعلنون تحديهم للأرجنتين في نصف النهائي

غونزاليس نجم باراغواي كانت له الكلمة لترجيح كفة بلاده أمام البرازيل (رويترز)  -  لاعبو منتخب البرازيل خرجوا يجرون أذيال الخيبة في كوبا أميركا (رويترز)
غونزاليس نجم باراغواي كانت له الكلمة لترجيح كفة بلاده أمام البرازيل (رويترز) - لاعبو منتخب البرازيل خرجوا يجرون أذيال الخيبة في كوبا أميركا (رويترز)
TT

لعنة «العقاب الثلاثي» تصيب البرازيل بعد السقوط أمام باراغواي في كوبا أميركا

غونزاليس نجم باراغواي كانت له الكلمة لترجيح كفة بلاده أمام البرازيل (رويترز)  -  لاعبو منتخب البرازيل خرجوا يجرون أذيال الخيبة في كوبا أميركا (رويترز)
غونزاليس نجم باراغواي كانت له الكلمة لترجيح كفة بلاده أمام البرازيل (رويترز) - لاعبو منتخب البرازيل خرجوا يجرون أذيال الخيبة في كوبا أميركا (رويترز)

سقطت البرازيل مجددا أمام باراغواي التي جردتها من اللقب في النسخة الماضية، فتوقف مشوارها عند ربع نهائي بطولة كوبا أميركا لكرة القدم المقامة حاليا في تشيلي، لتفشل بالتالي في محو خيبة المونديال على أرضها الصيف الماضي.
وانتهى الوقتان الأصلي والإضافي للمباراة بتعادل البرازيل مع الباراغواي 1/1، لكن ركلات الترجيح ابتسمت للأخيرة التي حسمتها 3/4. وافتتحت البرازيل التسجيل عبر روبينهو في الدقيقة 15، وأدركت باراغواي التعادل بواسطة درليس غونزاليس من ركلة جزاء في الدقيقة 72. وتلتقي باراغواي غدا في نصف النهائي مع الأرجنتين التي كانت تغلبت على كولومبيا 4/5 بركلات الترجيح أيضا بعد تعادلهما سلبا.
ولم تتوقف صدمة البرازيل على الخروج من البطولة، بل تعرض المنتخب لعقاب ثلاثي امتد ليشمل استمرار إيقاف النجم الأول نيمار في مباراتين بتصفيات كأس العالم 2018، بجانب غياب السامبا عن كأس القارات للمرة الأولى. ولو نجح المنتخب البرازيلي في الفوز على باراغواي لحصل الفريق على مباراتين إضافيتين في كوبا أميركا سواء عن طريق الدورين قبل النهائي والنهائي، أو الدور قبل النهائي ومباراة تحديد المركز الثالث، مما كان سيعني أن نيمار سيكون قد أنهى عقوبة الإيقاف أربع مباريات التي تعرض لها عقب مباراة كولومبيا.
كما أنها المرة الأولى التي تغيب فيها البرازيل عن بطولة كأس القارات منذ تدشينها في 1997، علما بأن الفريق توج باللقب أربع مرات. وتقام النسخة المقبلة لكأس القارات في روسيا عام 2017، قبل عام واحد من كأس العالم.
وكان المنتخب البرازيلي فقد اللقب في النسخة الماضية عام 2011 بعدما أطاحت به باراغواي من الدور ربع النهائي بالذات بالفوز عليه بركلات الترجيح 2/صفر إثر تعادلهما صفر/صفر في الوقتين الأصلي والإضافي في طريقها إلى النهائي الأول لها منذ تتويجها الثاني عام 1979 قبل أن تسقط في النهائي أمام أوروغواي بثلاثية نظيفة.
وأحرزت البرازيل اللقب في كوبا أميركا 8 مرات، في حين تملك أوروغواي الرقم القياسي برصيد 15 لقبا، مقابل 14 للأرجنتين. وكان منتخب البرازيل في طليعة المرشحين للقب بعد أن وصل إلى تشيلي برصيد رائع من الانتصارات في المباريات الودية تحت قيادة مدربه وقائده السابق كارلوس دونغا، الذي خلف لويز فيليبي سكولاري المقال من منصبه عقب كارثة الخسارة 7/1 أمام ألمانيا في نصف نهائي كأس العالم على أرضه الصيف الماضي، ومن ثم أمام هولندا صفر/3 في مباراة تحديد المركز الثالث.
واللافت أن نيمار كان تعرض إلى إصابة خطيرة من قبل اللاعب الكولومبي زونيغا في ربع نهائي مونديال 2014 غاب على أثرها نحو 40 يوما. وتحدث دونغا عن فيروس أصاب 15 لاعبا من منتخب البرازيل في البطولة بقوله «لا أقدم الأعذار، ولكن نحو 15 لاعبا أصيبوا بفيروس غريب جعلنا نحد من تدريباتنا، إذ عانى البعض من وجع في الرأس أو الظهر أو حتى في الجسم ككل، وأصيب آخرون بالإعياء، فاضطررنا إلى تقليص التدريبات».
وخلفت خسارة البرازيل ردود فعل حزينة في معسكر المنتخب وسائر البلاد، وعلق المدافع تياغو سيلفا، الذي تسبب في ركلة الجزاء في الوقت الأصلي مما منح باراغواي فرصة العودة للقاء، بأنه لا يتذكر اللعبة التي لمست فيها الكرة يده. وقال سيلفا مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي: «من الصعب توضيح ما حدث في هذه اللعبة، نادرا ما أرتكب أخطاء. في الدوري الفرنسي قضيت ثلاثة أو أربعة أشهر دون أن ارتكب مخالفة. من الصعب الخروج من البطولة بسبب خطأ مثل هذا». وختم تياغو سيلفا: «أحتاج إلى مشاهدة اللعبة مرة أخرى لفهم الأمر بشكل أفضل».
أما النجم البرازيلي المخضرم روبينهو فقد أعرب عن خيبة أمله لخسارة منتخب بلاده، مؤكدا على أن الفائز لم يكن الفريق الأفضل. وقال روبينهو الذي افتتح التسجيل للبرازيل لينهي فترة صيام عن التهديف بقميص المنتخب دامت خمسة أعوام: «مع كل الاحترام، منتخب باراغواي ليس الفريق الأفضل. المنتخب البرازيلي كانت أمامه الفرصة لإنهاء المباراة، لكنهم تعادلوا من خطأ فادح، وانتهت المواجهة بخسارتنا». وأبدى روبينهو أسفه أيضا إزاء قرار المدير الفني كارلوس دونغا بتبديله قبل خمس دقائق من النهاية، وهو ما حرمه من المشاركة في تسديد ضربات الجزاء الترجيحية بعدما أهدر بديله إيفرتون ريبيرو ودوغلاس كوستا ضربتيهما.
في المقابل، رفع الفوز من معنويات لاعبي باراغواي الذين أعربوا عن ثقتهم في مواصلة المشوار حتى النهائي وإزاحة المنتخب الأرجنتيني من الدور قبل النهائي. وقال لوكاس باريوس، مهاجم باراغواي: «نتعلم من الأخطاء. ونأمل في تقديم عرض مماثل لما قدمناه في الشوط الثاني أمام الأرجنتين خلال مباريات الدور الأول»، في إشارة إلى مقدرتهم على تحويل تأخرهم بهدفين إلى التعادل 2/2. وأوضح باريوس: «في دور المجموعات التقينا منتخبات قوية للغاية وحصلنا على الثقة. تميزنا بالشجاعة وحولنا تأخرنا إلى تعادل في كل من مباراتينا أمام الأرجنتين وأوروغواي، وكذلك أمام البرازيل (1/1 قبل أن يحسم اللقاء لصالحه بركلات الترجيح)».
وقال درليس غونزاليس الذي سجل من ضربة الجزاء التي منحت الفريق التعادل وأيضا الركلة الترجيحية التي حسمت تأهل باراغواي، إن طموح منتخب بلاده بلا حدود حتى وإن لم يكن أحد يثق في قدرة الفريق على تقديم عروض جيدة قبل انطلاق البطولة. وقال غونزاليس: «أعتقد أن أحدا لم يثق بنا، لكننا قلنا إننا متحدون بشكل غير مسبوق ونطمح للمزيد.. الآن انظروا أين أصبحنا. لا حدود لطموحنا. الآن علينا الاسترخاء والاستمتاع والتفكير في مباراة الأرجنتين».
واعترف غونزاليس بأن منتخب باراغواي لم يكن جيدا بالشكل الكافي خلال الشوط الأول الذي انتهى بتقدم البرازيل 1/صفر، وقال: «في الشوط الأول عانينا كثيرا. لكن في الشوط الثاني ظهرنا بشكل مختلف. ولحسن الحظ أدركنا التعادل ثم حسمنا المواجهة». وأبدى رامون دياز، المدير الفني لمنتخب باراغواي، سعادة بالغة بالتأهل لقبل النهائي، وأشاد بخبرة وثقة لاعبيه التي قلبت كل التوقعات التي سبقت البطولة. وقال دياز عقب المباراة: «لدينا مجموعة من اللاعبين أصحاب خبرة كبيرة واحترافية عالية واستيعاب وفخر وكذلك حماس كبير لتغيير الأمور». وأضاف: «لقد حققنا إنجازا أمام منتخب من الطراز الأول.. وهذا يعود إلى روح الفريق وسلوكه واحترافيته».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».