حماس ترفض أي تغيير في برنامج الحكومة الجديدة ووظيفتها وتدعو لإطار قيادي للمنظمة

الغول: لن نتبنى برنامج المنظمة.. والأحمد: رئاسة الوزراء لعباس

حماس ترفض أي تغيير في برنامج الحكومة الجديدة ووظيفتها وتدعو لإطار قيادي للمنظمة
TT

حماس ترفض أي تغيير في برنامج الحكومة الجديدة ووظيفتها وتدعو لإطار قيادي للمنظمة

حماس ترفض أي تغيير في برنامج الحكومة الجديدة ووظيفتها وتدعو لإطار قيادي للمنظمة

رفضت حركة حماس إدخال أي تغيير على وظيفة ومهام الحكومة الفلسطينية المنتظرة، قائلة إنها يجب أن تحمل مهمات حكومة التوافق الحالية نفسها، وأن لا تكون سياسية بأي حال. وإلا فإنها لن تعترف بها. مؤكدة بذلك موقفا سابقا من شأنه أن يعرقل مشاورات تشكيل الحكومة التي أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنها تعترف بإسرائيل والاتفاقات الدولية.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق: «الحكومة يجب أن تكون ضمن إطار الوحدة الوطنية، وتحمل المهمات ذاتها التي تم التوافق عليها سابقا». وأضاف أبو مرزوق في تصريح مكتوب أن «موقف الحركة لا يعدو ما تم التوقيع عليه سابقا، وأهم بنوده أن الحكومة يجب أن تكون حكومة وحدة وطنية بالمهمات ذاتها التي تم التوافق عليها سابقا».
وأعلن أبو مرزوق رفض حماس لأن تكون الحكومة سياسية، قائلا: «الحكومة لن تكون سياسية، لقد تم الاتفاق على أن السياسية سيعالجها الإطار القيادي المؤقت، الذي يجمع الأمناء العاملين للفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية».
وتابع: «نحن نريد أن تجتمع كل الفصائل الموقعة على اتفاق القاهرة لنتحاور ونتشاور حول تشكيل الحكومة المقبلة، وكذلك الملفات العالقة في اتفاق المصالحة، لا سيما انعقاد المجلس التشريعي والدعوة إلى انعقاد الإطار القيادي المؤقت وبقية بنود المصالحة».
وتخالف توجهات حماس ما أعلن في رام الله عن الاعتراف بشروط الرباعية الدولية. كما أن منظمة التحرير لا تنوي ربط مسألة تشكيل الحكومة بقضايا انعقاد الإطار القيادي والمجلس التشريعي.
وقال أبو مرزوق إنه من دون ذلك، فإن حماس لن تعترف بأي إجراء منفرد، وستبقى مع الإجماع الوطني.
ويفترض أنه يتم خلال الأسبوع المقبل الاتفاق على حكومة وحدة وطنية جديدة، بعدما فشلت حكومة التوافق الحالية التي يرأسها رامي الحمد الله، بحسب قرار اتخذه الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتشكلت حكومة التوافق في الثاني من يونيو (حزيران) 2014 بموجب اتفاق تم توقيعه بتاريخ 23 أبريل (نيسان) 2014 في غزة، لإنهاء الانقسام الفلسطيني. وينص على أن تعد الحكومة لانتخابات عامة وتشرف على إعادة إعمار القطاع.
لكن الخلافات الطاحنة بين الحكومة وحركة حماس، وبين الحمد الله ووزرائه، حالت دون تطبيق أي من الاتفاقات.
وتجددت هذه الخلافات مع انطلاق مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، بسبب تصريحات أخيرة، لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أكد فيها أن عباس أبلغه خلال لقائهما في رام الله، أن حماس لن تشارك في حكومة الوحدة التي ينوي تشكيلها، لأنها لن تضم أطرافا لا يعترفون بإسرائيل ولا يؤيدون مبادئ الرباعية الدولية.
ووضع مسؤولون في حماس، أمس، شروطا محددة من أجل المشاركة في حكومة وحدة وطنية. وقال محمد الغول رئيس كتلة حماس البرلمانية، إن تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة يجب أن يخضع لثلاثة شروط أساسية، تتمثل في تغيير رئيس الوزراء الحالي، وعدم تبني برنامج منظمة التحرير الفلسطينية وشروط الرباعية، والتطبيق الكامل لاتفاق المصالحة، وحل جميع الأزمات التي صنعتها الحكومة الحالية.
وأضاف الغول في بيان: «هذه الشروط مشروعة وضرورية لإنجاح تشكيل أي حكومة وحدة وطنية، وأي حكومة مقبلة لا تتبنى هذه الشروط، ستكرر الفشل الذي مرت به حكومة رامي الحمد لله، ولن يكتب لها النجاح».
وتابع الغول: «الحكومة الحالية حزبية وفاشلة بكل المقاييس، عمقت الانقسام الفلسطيني، وتعاملت بعنصرية. هي حكومة محمود عباس. هي ليست حكومة الشعب الفلسطيني كله. وكلفت بست مهام، أبرزها إعادة الإعمار، ودمج مؤسسات السلطة، والتحضير للانتخابات، وإنجاح المصالحة المجتمعية، وفشلت فشلاً ذريعًا في كل الملفات». وحول تغيير الحمد الله، قال الغول: «رامي الحمد الله ثبت فشله في هذه الحكومة، وبالتالي تكرار التجربة مع حكومة فاشلة هو تكرار للفشل». وجاءت تصريحات الغول على الرغم من أن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن الرئيس عباس يريد الحمد الله مجددا لرئاسة الحكومة الجديد.
لكن عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومسؤول ملف المشاورات، اقترح فعلا التخلص من الحمد الله عبر إسناد رئاسة الوزراء إلى الرئيس عباس نفسه.
وقال الأحمد إنه يؤيد أن يتولى عباس رئاسة حكومة الوحدة الوطنية المقبلة، وفقًا لاتفاق الدوحة الذي وافقت عليه حماس، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية لم تسمِّ بعد رئيس الحكومة، وأن رامي الحمد الله لم يسمّ حتى الآن لرئاستها.
وأضاف الأحمد في حديث مع تلفزيون «وطن» المحلي، أن سبب اختياره لعباس لرئاسة الحكومة «يعود لكونه شخصا لا يوجد في المجتمع الدولي والعرب من يشكك فيه، ولن يطعن أحد بعدها بالحكومة». ورجح الأحمد أن تقبل حماس بذلك، باعتبارها مارست الضغط على الرئيس بالدوحة لتولي رئاسة الحكومة.
وحمل الأحمد حماس جزءا من أسباب إفشال الحكومة، لكنه غمز أيضا في قناة الحمد الله ووزرائه، قائلا: «ثلث الوزراء من وزراء حكومته السابقة (الحمد الله) أهم الوزراء، وبعضهم زكاهم الدكتور رامي نفسه.. وزير الحكم المحلي زميله في جامعة النجاح ودكتور آخر من جامعة النجاح أثنى عليه».
وكشف أن هناك آراء في «فتح» بأن يتسلم رئيس الحكومة أحد من قادة فتح، لكن هذا لم يحسم بعد.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».