سياسيون أكراد: النفوذ الإيراني والتركي في الإقليم اقتصادي أكثر مما هو سياسي

أقروا بضرورة عدم المجابهة معهما لأنهما «بوابتنا للعالم»

سياسيون أكراد: النفوذ الإيراني والتركي في الإقليم اقتصادي أكثر مما هو سياسي
TT

سياسيون أكراد: النفوذ الإيراني والتركي في الإقليم اقتصادي أكثر مما هو سياسي

سياسيون أكراد: النفوذ الإيراني والتركي في الإقليم اقتصادي أكثر مما هو سياسي

يرى سياسيون أكراد أن النفوذ الإيراني والتركي في الإقليم لا يتعدى كونه نفوذا اقتصاديا أكثر مما هو سياسي من خلال وجود أعداد كبيرة من الشركات التركية والإيرانية في مناطق الإقليم المختلفة، بينما صنف خبير سياسي نفوذ الدولتين إلى نفوذ سياسي مخابراتي من قبل طهران واقتصادي من قبل أنقرة.
وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، علي عوني، لـ«الشرق الأوسط» ليست «هناك أي صراعات بين تركيا وإيران على أرض الإقليم، فإيران دولة جارة لنا ونحن مجبرون على التعامل معها، وكذلك تركيا، فهاتان الدولتان تعتبران بوابة لعلاقاتنا مع العالم وهما يمثلان بوابة اقتصادية لنا، وهناك وجود للنفوذ الاقتصادي للدولتين عن طريق الشركات التركية والإيرانية إلى جانب الشركات العالمية الأخرى في الإقليم».
وأضاف عوني: «الحزب الديمقراطي الكردستاني له استقلالية في الرأي، وهو حزب كردستاني ولم يقع تحت تأثير وضغط أي دولة أخرى، لكننا في إقليم كردستان مجبرون على أن نحسب حساب دول الجوار في سياستنا، وهذا شيء طبيعي، فنصدر قراراتنا بدقة لكي لا نقع في الخطأ أو أي صراعات لا طائل منها».
وعن حضور نائب القنصل العام الإيراني في أربيل إلى جلسة برلمان كردستان التي ناقشت تعديل قانون رئاسة الإقليم في 23 يونيو (حزيران) الجاري، أكد عوني بالقول: «كان هذا خطأ من قبل حركة التغيير، فهي التي وجهت الدعوة لهم لحضور جلسة برلمان اعتيادية».
بدوره قال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، فريد أسسرد، لـ«الشرق الأوسط» منذ «زمن ولتركيا وإيران مصالح في إقليم كردستان، والعوامل المشتركة هي التي تدفع بهما إلى الاهتمام بالإقليم، مثلا للإقليم حدود مع الدولتين، مع وجود عدد كبير من الكرد في تركيا وإيران، فهذه المنطقة تمثل المجال الحيوي لهاتين الدولتين، وتحاولان دائما تحقيق مصالحهما في الإقليم بشكل يصبح سببا لقوتهما، ومحاولاتهما هذه تتقاطع في بعض الأحيان في الإقليم، فصراع قوتين من أجل المصالح في منطقة ما يؤدي في الغالب إلى أن يتواجها أيضا، لكن هذه المواجهة لم تحدث بينهما في الإقليم، وفي الوقت ذاته هناك محاولة منهما لتعزيز نفوذهما في كردستان».
وتابع أسسرد: «حاليا هناك تطور كبير في العلاقات الاقتصادية بين إقليم كردستان وهاتين الدولتين، ولربما يكون لجزء من الصراع بينهما، بعد اقتصادي، فكل واحدة منهما تحاول جعل الإقليم سوقا له، فالعلاقات الاقتصادية بين الإقليم وتركيا هي الأكبر مما هي عليه مع إيران»، مشيرا بالقول: «لا يوجد في إقليم كردستان قوة سياسية تابعة لتركيا أو أخرى تابعة لإيران، فالمسألة ليست تأسيس منطقة نفوذ سياسية في الإقليم، فالطرفان يحاولان تطوير علاقاتهما السياسية مع كردستان، وهذا بحسب الظروف السياسية للبلد، فبعض الأحيان كان النفوذ الإيراني أكبر في ظروف معينة وتحت تأثير أوضاع معينة، وفي بعض الأحيان كان النفوذ التركي أكبر، لكن بشكل عام هذه المنطقة تضم نفوذ الجانبين، ولم تكن لها أي انعكاسات سلبية على الإقليم».
من جانبه قال النائب عن الاتحاد الإسلامي الكردستاني في برلمان الإقليم، شيركو جودت لـ«الشرق الأوسط» ليست «إيران وتركيا فقط، بل للكثير من الدول العظمى مصالح في الإقليم والعراق، وصراعاتهم واضحة، لا نستطيع أن نقول إنه ليست هناك أي تأثيرات لهاتين الدولتين على الإقليم، لكن رأي كردستان المستقل سواء أكان على مستوى برلمان كردستان أو حكومة الإقليم أو الأطراف السياسية ما زال محفوظا».
وفي الشأن ذاته، صنف الخبير السياسي الكردي المختص بالشؤون التركية حسن أحمد مصطفى النفوذ التركي والإيراني في الإقليم إلى نوعين، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «النفوذ الإيراني والتركي في الإقليم واضح جدا، لكن نفوذهما يختلف عن بعضهما البعض، فالإيرانيون يركزون على العلاقات المخابراتية والعلاقات مع الأطراف السياسية، والتدخل بشكل تفصيلي في الشؤون السياسية والإدارية، أما النفوذ التركي في إقليم كردستان يتمثل في تغطية السوق الاقتصادية والعلاقة مع النظام السياسي، والعمل من أجل المصالح الاقتصادية، فحتى عام 2007 دخلت الدولتان بأسلوب واحد إلى الإقليم، وكانتا تنظران إلى إقليم كردستان من الناحية الأمنية، فالأتراك كانوا يريدون الاستفادة من الإقليم لوضع حدود لتحركات حزب العمال الكردستاني، الذي كان يستخدم أراضي العراق من خلال الإقليم، كذلك الإيرانيون كانوا يريدون الاستفادة من الإقليم خاصة من الاتحاد الوطني الكردستاني للسيطرة على تحركات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».