تبدأ الحكومة العراقية خطة جديدة لإعادة تدريب وتأهيل المزيد من القوات النظامية بمساعدة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد سلسلة الإخفاقات التي منيت بها القوات العراقية بعد سقوط الموصل، ثاني كبرى المدن العراقية بعد العاصمة بغداد، في العاشر من يونيو (حزيران) عام 2014 بيد تنظيم داعش.
وفيما لم يصدر بعد موقف رسمي من الحكومة العراقية، فإنه وطبقا لما أفاد به دبلوماسيون من حلف شمال الأطلسي، فإنه من المتوقع أن يعلن الحلف قريبا عن خطة لتقديم المشورة للحكومة العراقية بشأن إصلاح قواتها الأمنية التي تقاتل مجددا بعد انهيارها أمام هجوم «داعش». وكان العراق قد طلب من الحلف المساعدة في تدريب قواته الأمنية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد أن استولى تنظيم داعش على مناطق كبيرة من العراق.
وقال مندوب الولايات المتحدة الأميركية في الحلف، دوغلاس لوت، إن هناك خطة مطروحة للنقاش في الحلف قد تشمل تقديم المشورة للعراق بشأن إصلاح قطاعه الأمني ومساعدة الحكومة في صياغة برنامج للأمن القومي. وأضاف لوت خلال مؤتمر صحافي قبل اجتماع لوزراء دفاع الحلف أمس أن الحلف قد يقدم المشورة أيضا للعراق بشأن الدعم اللوجيستي وهيكل القيادة العسكرية. ونقلت عنه وكالة رويترز قوله إن «هذا البرنامج لم يكتمل بعد لكنه على وشك الاكتمال، لذا يمكنني القول إنه في خلال الأسابيع المقبلة يمكننا أن نتوقع إعلانا بأن الحلف وضع اللمسات النهائية مع الحكومة العراقية على هذا البرنامج الخاص ببناء القدرات الدفاعية».
وطبقا لمصادر في الحلف، فإن البرنامج قد يشمل بعض التدريب للجيش العراقي في مجالات متخصصة رغم أنه من المرجح أن يقتصر ذلك على عدد صغير من الضباط وليس عددا كبيرا من الجنود. وقال لوت إنه لم يتقرر بعد أن كان التدريب سيجرى في العراق أم في دولة أخرى. وذكر دبلوماسي آخر في الحلف طلب عدم نشر اسمه أن الهدف هو الموافقة على برنامج المشورة والدعم لإصلاح قطاع الأمن العراقي بحلول أغسطس (آب) المقبل.
ورغم أن التعاون بين العراق وحلف شمال الأطلسي بدأ منذ وقت مبكر بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 وحتى اليوم إلا أنه، طبقا لما أكده مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه، فإن «المشكلة ليست في الحلف بل لدى الجانب العراقي، حيث إن الحكومة لم تتعامل بالجدية الكاملة حتى الآن مع ما يزمع حلف الأطلسي القيام به». وكشف المسؤول الأمني أنه «في الوقت الذي قام به حلف شمال الأطلسي بتدريب وتأهيل ما مجموعه فرقتين عسكريتين في الجيش العراقي، فإن المتدربين لم يتمكنوا من أخذ الجرعة الدراسية الكافية بسبب الحاجة إلى زجهم في المعارك دون إكمال البرنامج التدريبي». وأشار إلى أن «هناك تعاملات وبرامج مع حلف شمال الأطلسي لكن الفارق يكمن في أن الحلف يريد أن يعمل في سياق منظور استراتيجي يقوم على التأهيل المتكامل للمقاتل وللقدرات العسكرية بينما استمرار المعارك وتعدد الجبهات يجبران الجهات الرسمية على زج مقاتلين نصف مدربين في معارك قتالية وهو ما يؤدي إلى إخفاقات».
في السياق نفسه، أكد الخبير الأمني المتخصص هشام الهاشمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «لدى حلف الناتو في العراق اليوم أعداد من المستشارين والمدربين والفنيين يتوزعون في عدة أماكن وقواعد لكنهم يقلون كثيرا عن عدد المستشارين الأميركيين، إذ لا يزيد عددهم مثلا في بغداد عن 100 مدرب ومستشار، وهناك أعداد منهم مع قوات البيشمركة الكردية، حيث يعد وجودهم ضروريا رغم عدم كفايته».
وردا على سؤال حول طبيعة الأدوار التي يقومون بها، قال الهاشمي إن «عملهم يتراوح بين التدريب للجنود على مختلف الجوانب القتالية وبين كيفية استخدام السلاح والعمليات الخاصة فضلا عن التعامل مع التقنيات الخاصة بأجهزة المراقبة الفضائية». وأوضح أن «عددا منهم موجودون مع قيادة عمليات بغداد في الفرقة السادسة في معسكري التاجي وبسماية وفي قاعدة مطار بغداد كما يسهم عدد منهم في تدريب قوات تحرير نينوى». وانتقد الهاشمي ما أسماه «بطء الحكومة العراقية على صعيد تدريب القوات النظامية وهو ما جعل الأوروبيين يصابون بخيبة أمل رغم حرصهم على التدريب وهذا ما جعلهم يباشرون خطة جديدة على أمل أن تنجح في تهيئة جيش قوي قادر على مجابهة مختلف التحديات والظروف».
الحكومة العراقية تستعد لخطة جديدة لتدريب القوات النظامية بالاتفاق مع «ناتو»
مسؤول أمني: الحلف سبق أن درب قوات لكنها زجت في معارك قبل استكمال التدريب
الحكومة العراقية تستعد لخطة جديدة لتدريب القوات النظامية بالاتفاق مع «ناتو»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة