قراقع: نتوقع صفقة للإفراج عن خضر عدنان مع عيد الفطر

قال إن وضعه خطير وحياته مهددة

الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان (أ.ب)
الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان (أ.ب)
TT

قراقع: نتوقع صفقة للإفراج عن خضر عدنان مع عيد الفطر

الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان (أ.ب)
الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان (أ.ب)

قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أمس، إن «مفاوضات حالية تجرى مع النيابة العسكرية الإسرائيلية، يرجح أن ينبثق عنها الاتفاق على تحديد سقف زمني للإفراج عن الأسير خضر عدنان الذي دخل أمس، يومه الـ50 في الإضراب عن الطعام».
وأضاف قراقع، خلال وقفة تضامنية أمام الصليب الأحمر في مدينة البيرة، نظمتها اللجنة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، أن «الساعات القادمة ستكون حاسمة في قضية عدنان، رغم المماطلة الإسرائيلية، في ظل وضع صحي خطير يمر به عدنان، ويهدد حياته بالاستشهاد المفاجئ».
وأوضح قراقع، أن المفاوضات تتجه نحو حلين: «إما موافقة النيابة العسكرية على عدم تجديد الاعتقال الإداري لعدنان، الذي ينتهي بعد شهرين، أو الحل الثاني، وهذا ما يُصر عليه عدنان، بأن يتم إطلاق سراحه فورًا، وأن يفك إضرابه عن الطعام في بيته، وتشير التقديرات إلى أنه سيجري التوصل إلى الإفراج عن عدنان خلال عيد الفطر».
وجاءت تصريحات قراقع بعد تحذيرات فلسطينية جدية من أن حياة عدنان أصبحت في خطر.
ورفض عدنان الذي يضرب احتجاجا على الاعتقال الإداري، عرضا إسرائيليا الأسبوع الحالي، بوقف الإضراب مقابل التمديد له شهرين إضافيين فقط، على ما أبلغ والده «الشرق الأوسط» قبل أيام.
وكانت السلطات الإسرائيلية اعتقلت عدنان، في يوليو (تموز) من العام الماضي وحكمته بالإداري 6 أشهر، ثم جددت له إداريا ثانيا لـ4 أشهر، ثم جددت له مرة ثالثة، حكما بـ4 أشهر أخرى، قبل أن يبدأ في الرابع من الشهر الحالي إضرابا مفتوحا عن الطعام.
والإداري هو قانون الطوارئ البريطاني لعام 1945 ويعني اعتقال فلسطينيين وزجهم بالسجن من دون محاكمات أو إبداء الأسباب، لفترات مختلفة قابلة للتجديد تلقائيا. ويعتمد السجن الإداري على ملف تتذرع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنه سري، ولا يجوز للمحكمة الاطلاع عليه. وقبل 3 سنوات أضرب عدنان لـ66 يوما للتخلص من هذه الاعتقال، وتحول إلى رمز لمناهضة هذا الاعتقال.
ويضرب عدنان هذه المرة دون تناول السوائل والمدعمات والفيتامينات، بخلاف الإضراب السابق.
ويحظى عدنان بدعم فلسطيني رسمي وشعبي. ويعتصم فلسطينيون في الضفة وغزة بين الفينة والأخرى تحت شعار «الحرية للأسير خضر عدنان»، وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان، إن «فعاليات عدة يجري التحضير لها للتضامن مع الأسير خضر عدنان والأسرى المضربين عن الطعام، تبدأ اليوم الأربعاء بعد صلاة التراويح بوقفات في المدن يتلوها يوميا مسيرات».
وحيت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في بيان لها «الأسرى الفلسطينيين البواسل»، ودانت «استمرار حكومة إسرائيل في اعتقال أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، وسياسة الاعتقالات الجماعية التي تمارسها سلطات وقوات الاحتلال، والممارسات التعسفية غير الإنسانية لسلطات السجون الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين».
وحملت المنظمة حكومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة جميع الأسرى المضربين عن الطعام في سجونها، وفي مقدمتهم الأسير خضر عدنان، وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، التدخل لوقف هذه الممارسات التعسفية غير الإنسانية، وتأمين الإفراج الفوري عن أعضاء المجلس التشريعي وعن أسرى ما قبل اتفاقيات أوسلو 1993، والأسرى من الأطفال والمرضى، وغلق ملف الاعتقال الإداري الذي تنفرد فيه دولة إسرائيل بين جميع دول العالم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».