الشح التهديفي.. صداع في رأس المنتخب الأرجنتيني

رغم وجود ميسي وكتيبة من المهاجمين المتميزين في صفوفه

ميسي لم يسجل سوى هدف واحد في كوبا أميركا حتى الآن (أ.ب)
ميسي لم يسجل سوى هدف واحد في كوبا أميركا حتى الآن (أ.ب)
TT

الشح التهديفي.. صداع في رأس المنتخب الأرجنتيني

ميسي لم يسجل سوى هدف واحد في كوبا أميركا حتى الآن (أ.ب)
ميسي لم يسجل سوى هدف واحد في كوبا أميركا حتى الآن (أ.ب)

رغم تأهل المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم إلى ربع نهائي بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) المقامة حاليا في تشيلي، يشعر الفريق وأنصاره بالقلق إزاء الشح التهديفي في مباريات الدور الأول.
وتصدر المنتخب الأرجنتيني المجموعة برصيد سبع نقاط لكنه لم يسجل سوى أربعة أهداف حيث تعادل 2 / 2 مع منتخب الباراغواي وفاز 1 / صفر على كل من منتخبي الأوروغواي وجامايكا، بينما أهدر الفريق الكثير من الفرص التي سنحت له في مبارياته بالدور الأول رغم كتيبة المهاجمين المرموقين في صفوفه.
والآن، ومع بدء مسيرة الفريق في الأدوار الفاصلة للبطولة، لم يعد أمام الفرق المتأهلة ومنها المنتخب الأرجنتيني أي فرصة للخطأ.
وما زال ليونيل ميسي نجم وقائد المنتخب الأرجنتيني ومحطم الأرقام القياسية مع فريقه برشلونة الإسباني بعيدا عن التطلعات حيث لم يسجل سوى هدف واحد مع راقصي التانغو في المباريات الثلاث بالدور الأول.
كما تصدر سيرخيو أغويرو مهاجم مانشستر سيتي قائمة هدافي الدوري الإنجليزي في الموسم المنقضي وتصدر كارلوس تيفيز قائمة هدافي يوفنتوس الإيطالي في الموسم المنقضي الذي شهد أيضا الكثير من الأهداف لزميلهم
غونزالو هيغوين مع فريق نابولي الإيطالي.
ولكنهم جميعا افتقدوا للدقة في إنهاء الهجمات مع التانغو الأرجنتيني في البطولة الحالية وهي نفس المشكلة التي عانى منها الفريق سابقا في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وضاعف هذا من قلق المدرب خيراردو مارتينو المدير الفني للفريق وكذلك اللاعبين أنفسهم بمن فيهم ميسي.
وقال خافيير ماسكيرانو نجم خط وسط المنتخب الأرجنتيني، وزميل ميسي في صفوف برشلونة: «صناعة الأهداف تكون دائما أصعب من تسجيلها»، مشيرا إلى ضرورة التحلي بالصبر لأن كل فرصة يصنعها الفريق ويهدرها اللاعبون أنفسهم تتسبب في زيادة الضغوط الواقعة عليهم.
وأضاف: «علينا البدء في تغيير هذا وترجمة الفرص إلى أهداف. ستتوالى الأهداف لأننا نمتلك المهارات والإمكانيات الكافية لذلك».
واحتفل ميسي بمباراته الدولية رقم 100 مع المنتخب الأرجنتيني خلال اللقاء الذي فاز فيه على المنتخب الجامايكي 1 / صفر في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة ولكنه لم يتوج هذا الاحتفال بهدف في شباك المنتخب الجامايكي المتواضع.
ولا يسجل ميسي الأهداف مع منتخب الأرجنتيني بنفس السهولة التي يهز بها شباك المنافسين مع برشلونة الإسباني.
وقال ميسي إنه يتمنى أن يصحح في دور الثمانية الأخطاء التي ارتكبها في الدور الأول.
وكان الفريق بحاجة إلى التقدم بفارق أكبر على منافسيه للتخلص من حالة القلق واليأس التي تصيبه لدى الضغط الهجومي القوي من منافسيه في الدقائق الأخيرة من مبارياته بالدور الأول.
ولكن الفريق عانى في الدور الأول من الإجهاد البدني الذي ظهر في الشوط الثاني من مبارياته الثلاث بالدور الأول وسوء التنظيم الخططي والهجوم غير المتزن.
ويستطيع المنتخب الأرجنتيني استغلال الأيام التي تفصله عن المواجهة مع كولومبيا لإعادة ترتيب الأوراق داخل الفريق.
وبعد العودة القوية لمنتخب الباراغواي في المباراة الأولى للفريقين بالبطولة حيث تقدم المنتخب الأرجنتيني 2 / صفر وانتهت المباراة بالتعادل 3 / 3، انتقد اللاعبون أنفسهم بقوة مثلما تعرضوا لانتقادات قوية من وسائل الإعلام والجماهير.
وقال ماسكيرانو: «إنها كرة القدم ونعلم ما تحتاجه كل مباراة. ليس من السهل أن تجد نفسك أمام خط دفاع مزدحم بأربعة أو خمسة لاعبين أو بخطين دفاعيين بكل منهما خمسة لاعبين، هذا ليس سهلا ولكن يجب ألا يفقدنا قدراتنا وثقتنا».
وعن مباراة الفريق في دور الثمانية، قال ماسكيرانو: «من الآن فصاعدا، علينا العمل على معالجة هذه الأمور».
وشهد أداء المنتخب الأرجنتيني تحولا هائلا في مونديال 2014 بالبرازيل عندما تخلى عن أسلوبه الذي يعتمد على الهجوم المكثف ولجأ لأداء أكثر تحفظا وصل من خلاله لنهائي البطولة لكن هذا لم يكن كافيا للفوز باللقب حيث خسر النهائي أمام المنتخب الألماني.
ويختلف أسلوب مارتينو عن سلفه أليخاندرو سابيلا الذي قاد الفريق في المونديال البرازيلي. وبعد عبور الفريق الدور الأول من بطولة كوبا أميركا الحالية، ستكون لحظة كشف حقيقة مستوى الفريق عندما يصطدم بنظيره الكولومبي يوم الجمعة المقبل على أمل استكمال مسيرته نحو التتويج باللقب الغائب عنه منذ 22 عاما.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».