النائب العام الفلسطيني يجمد أموال «فلسطين الغد» بشبهة إدارة مال سياسي

فياض سيحتكم إلى القانون بعد حجز السلطة أموال المؤسسة التي يترأسها

سلام فياض
سلام فياض
TT

النائب العام الفلسطيني يجمد أموال «فلسطين الغد» بشبهة إدارة مال سياسي

سلام فياض
سلام فياض

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض أن السلطة الفلسطينية جمدت الحسابات المالية لمؤسسة يرأسها في فلسطين، بتهم غسل أموال، قائلا إنه سيتوجه إلى القضاء فورا.
وعقب فياض على قرار احتجاز أموال مؤسسة «فلسطين الغد» وتقدر بـ750 ألف دولار، بقوله: «سنحتكم للقانون». وأضاف: «كل إجراءاتنا سليمة ومنسجمة مع القانون».
وأسس فياض مؤسسة «فلسطين الغد» بعد تركه رئاسة الوزراء في 2013. وهي مؤسسة أهلية تعنى بدعم صمود الفلسطينيين في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل أو مهددة بالمصادرة.
وشغل فياض، وهو اقتصادي وسياسي مستقل، منصب رئيس الوزراء في الفترة بين 2007 إلى 2013، وقدم استقالته بعد خلافات حادة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تتعلق بالصلاحيات، وما عده مقربون من الرئيس تحدي فياض له. وأكد مكتب المدعي العام الفلسطيني وجود دعوى قضائية ضد فياض، لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
لكن مصدرا أمنيا مسؤولا صرح لوكالة الأنباء الرسمية بأن «قرار التحفظ على حسابات شركة (فلسطين الغد) هو نتاج معلومات تم تقديمها للنيابة العامة حول إدارة مال سياسي في هذه الشركة». وأوضح المصدر أن «الموضوع الآن في النيابة نتيجة شبهات ومعلومات حول إدارة المال لأهداف سياسية».
وكانت مؤسسة «فلسطين الغد» تلقت دعما متكررا من الإمارات، وهو ما أثار شكوكا لدى المسؤولين الفلسطينيين، على ما يبدو، بأن القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، على علاقة بالتمويل.
وكانت الحرب ضد نشاطات فياض بدأت في أغسطس (آب) الماضي، عندما فتح ضباط في الأمن الوقائي تحقيقا في مصادر تمويل المؤسسة وأهدافها السياسية وأعمالها.
ودخل فياض الحياة السياسية الفلسطينية، في عام 2001، عندما رشح لمنصب وزير المالية في السلطة الفلسطينية، وفعلا عين وزيرا للمالية في يونيو (حزيران) 2002. وفي عام 2006، نجح كعضو في المجلس التشريعي الفلسطيني، إذ حصل حزبه على مقعدين في المجلس الذي اكتسحته حماس. واضطرت حماس للموافقة على تعيينه مرة أخرى وزيرا للمالية في حكومة الوحدة الوطنية، التي اتفقت عليها خلال محادثات أجرتها مع فتح في مكة في 2007. وفي يونيو من العام نفسه أصبح رئيسا للوزراء.
استقال في 2009، وكلفه الرئيس عباس بتسيير حكومة أعمال، قبل أن يستمر حتى فبراير (شباط) 2011، ويستقيل مرة أخرى ويبقى مسيرا للحكومة حتى مايو (أيار) 2012، عندما شكل آخر حكومة (الحكومة الحالية) واستقال في 13 أبريل (نيسان) 2013.
وعرفت فترة حكم فياض إصلاحات مالية غير مسبوقة وتوجهات سياسية جريئة، لكنه حورب من قبل فتح وحماس بسبب تهميشهما في السلطة، قبل أن يختلف مع عباس نفسه بسبب الصلاحيات، وتحديه، وشكوك حول طموحه السياسي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.