مسؤول الأسرى الفلسطينيين: الجرائم ضد المعتقلين جزء من البلاغ إلى {الجنايات الدولية}

قال إن انتهاكات إسرائيل وضعت في إطار قانوني.. وستقدم في 25 من الشهر الحالي

مسؤول الأسرى الفلسطينيين: الجرائم ضد المعتقلين جزء من البلاغ إلى {الجنايات الدولية}
TT

مسؤول الأسرى الفلسطينيين: الجرائم ضد المعتقلين جزء من البلاغ إلى {الجنايات الدولية}

مسؤول الأسرى الفلسطينيين: الجرائم ضد المعتقلين جزء من البلاغ إلى {الجنايات الدولية}

قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن البلاغ الذي ستقدمه القيادة الفلسطينية من خلال وزير الخارجية رياض المالكي إلى المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية يوم 25 الحالي، سيتضمن «جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المتعلقة بالمعتقلين الفلسطينيين».
وأضاف قراقع في تصريح تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه: «البلاغ الذي يشمل جميع الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية على الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة بعد 13/ 6/ 2014، يحتوي على انتهاكات إسرائيل بحق المعتقلين، إضافة إلى جرائم الاستيطان وجرائم الحرب على غزة».
ويستهدف البلاغ استعجال المحكمة بفتح تحقيقات حول هذه الجرائم واتخاذ قرار مبدئي بذلك، وفق الجرائم التي نص عليها ميثاق روما.
وأشار قراقع إلى أن أهم ما تضمنه البلاغ الفلسطيني بخصوص الأسرى حملات الاعتقال الواسعة، والتعذيب، والاعتقال التعسفي، الذي يشمل الاعتقال الإداري، الإعدام الميداني، الإهمال الطبي، نقل الأسرى إلى سجون داخل دولة إسرائيل المحتلة.
وقال قراقع إن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب خلال عدوانها على غزة «كالإعدام الميداني خار نطاق القضاء وممارسة تعذيب الأسرى، واستخدام الأسرى دروعا بشرية»، موضحا أن هذه الانتهاكات تتخذ طابع الاستمرارية، وتعبر عن سياسة ومنهج إسرائيلي في التعاطي مع قضية المعتقلين وحقوقهم. مضيفا: «إسرائيل ما زالت تحتجز 6000 أسير فلسطيني في سجون ومعتقلات تقع خارج حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وخلال فترة ولاية المحكمة على فلسطين استشهد الأسير رائد الجعبري من الخليل في عام 2014، بعد تعرضه للتعذيب في التحقيق، وأنه في العاشر من أبريل (نيسان) 2015 استشهد الأسير جعفر عوض».
وأكد قراقع أن انتهاكات إسرائيل وضعت في إطار قانوني وسياسي، من خلال «تصريحات رسمية تدعو إلى انتهاك حقوق الأسرى والتحريض عليهم، أو من خلال مجموعة قوانين نوقشت في الكنيست الإسرائيلي»، مشيرا إلى أن كل ما ذكر «يصنف كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ومخالفات للاتفاقيات جنيف الرابعة، حسب تصنيفات ميثاق روما للمحكمة الجنائية».
وجاءت تصريحات قراقع فيما يواصل 4 أسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام، أقدمهم القيادي في الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان (37 عاما)، المضرب عن الطعام منذ 47 يوما على التوالي، احتجاجا على تجديد اعتقاله الإداري لأكثر من عام. والأسير أيمن الشرباتي المضرب عن الطعام منذ 18 يوما احتجاجا على ظروف عزله بعد نقله إلى الزنازين بادعاء حرقه للعلم الإسرائيلي، والأسير جعفر إبراهيم عز الدين (42 عاما) المضرب عن الطعام اليوم الثالث على التوالي إسنادا للشيخ خضر عدنان والأسير محمد نصر الدين سليمان علان (30 عاما) المضرب لليوم الثالث كذلك، بعد نقله إلى الزنازين.
ويخشى الفلسطينيون على حياة المضربين خصوصا خضر عدنان الذي يعيش على الماء فقط دون تلقيه أي مدعمات.
ودعا قراقع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى التدخل الفوري والعاجل لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام، الذين أصبحت حياتهم مهددة بالخطر الشديد أمام لا مبالاة واستهتار إسرائيلي بصحتهم ومطالبهم.
وعبر قراقع عن خشيته من استخدام إسرائيل أسلوب التغذية القسرية بحق الأسرى المضربين، معتبرا ذلك تشريعا بقتلهم وتعذيبهم، ومما يخالف كل قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني.
وقال قراقع في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة إن حياة الأسير خضر عدنان أصبحت مقلقة وحرجة بعد 50 يوما من الإضراب المتواصل عن الطعام احتجاجا على اعتقاله الإداري، وإنه قد يتعرض لموت فجائي في أي لحظة بسبب تدهور حالته الصحية.
وأشار قراقع إلى أن حياة الأسرى المضربين أمانة في عنق الأمم المتحدة وأجهزتها، وعلى الأمم المتحدة التحرك لحماية الأسرى وإنقاذهم، والعمل على إلزام حكومة الاحتلال باحترام ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها والشرائع الإنسانية.
وتابع: «الوضع في السجون يتطلب جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة انتهاكات إسرائيل المتواصلة بحقهم والمخالفة للقوانين الدولية، وأنه لا يجوز أن تبقى إسرائيل دولة فوق القانون، تمارس المخالفات الجسمية بحق الأسرى وتنتهك حقوقهم وكرامتهم الإنسانية».
وأردف: «ما يجري للأسرى هو سياسة ممنهجة ورسمية وتأتي في سياق الانتقام السياسي والعقوبات الجائرة فرديا وجماعيا، وأن حالة الانتهاكات بحق الأسرى تصاعدت بشكل ملحوظ سواء من حيث حجم الاعتقالات المتزايد أو الاعتقال الإداري التعسفي، أو الإهمال الطبي، والعزل الانفرادي، واعتقال الأطفال والحرمان من الزيارات».
وأشار قراقع في رسالته إلى ضرورة أن تقف الأمم المتحدة أمام سلسلة مشاريع القوانين العنصرية والمخالفة لمبادئ حقوق الإنسان، التي نوقشت في الكنيست الإسرائيلي لأجل إقرارها، وأن هذه القوانين تضفي شرعية احتلالية غير مسبوقة على كل جرائم الحرب والممارسات القمعية بحق الأسرى.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.