قادة جنوبيون يجتمعون في القاهرة تمهيدًا للتوافق على قيادة سياسية موحدة

المقاومة بالضالع تفشل هجومًا مضادًا للميليشيات وقوات المخلوع

المجلس الأهلي الحضرمي لدى اجتماعه («الشرق الأوسط»)
المجلس الأهلي الحضرمي لدى اجتماعه («الشرق الأوسط»)
TT

قادة جنوبيون يجتمعون في القاهرة تمهيدًا للتوافق على قيادة سياسية موحدة

المجلس الأهلي الحضرمي لدى اجتماعه («الشرق الأوسط»)
المجلس الأهلي الحضرمي لدى اجتماعه («الشرق الأوسط»)

أكد لقاء جمع عددا من قادة الجنوب في القاهرة في مصر أهمية توحيد الصف الجنوبي في هذه المرحلة الدقيقة التي تتطلب حضورا لقيادة سياسية موحدة الفعل، تستوعب المتغيرات المحلية والعربية والدولية، وتوجهها نحو الغايات والآمال المشروعة والعادلة، وضرورة التحضير العاجل للقاء جنوبي موسع إن أمكن أو مصغر يفضي إلى التوافق على قيادة جنوبية موحدة تضطلع بمهام المرحلة الحالية، داعيا إلى استيعاب المخاطر المحدقة بالوطن ومآلاتها المخيفة من شتى نواحيها.
وكان اللقاء المنعقد في جمهورية مصر العربية أول من أمس، بمنزل المهندس الرئيس حيدر أبو بكر العطاس، والذي ضم من قادة الجنوب كلا من الرئيس علي ناصر محمد، والشخصيتين المعروفتين أنيس حسن يحيى وصالح شائف حسين، وأمين سر المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب فؤاد راشد، وعددا من القيادات الوطنية المقيمة بمصر، قد تناول الأوضاع المأساوية في اليمن عموما وعدن خاصة.
ميدانيا، قصفت ميليشيات الحوثي وصالح فجر أمس السبت أحياء سكنية في مدينتي الشيخ عثمان والمنصورة شمال عدن بصواريخ الكاتيوشا.
وسقطت صواريخ «كاتيوشا» في أحياء سكنية في دار سعد والممدارة وعبد القوي شمال وجنوب مدينة الشيخ عثمان، فضلا عن صواريخ مماثلة سقطت أمس في أطراف مدينة المنصورة والمدينة التقنية شمال غربي عدن.
وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إن القصف المدفعي طال أماكن متفرقة في مدينتي الشيخ عثمان والمنصورة. وأضاف السكان أن القوات الموالية للحوثي وصالح قصفت فجر أمس السبت أحياء سكنية في المدينتين بصواريخ كاتيوشا، محدثة الخوف والهلع بين سكان تلك الأحياء التي تعاني من زحام شديد جراء نزوح عشرات الآلاف من مدنهم في التواهي والمعلا وكريتر وخور مكسر إلى هذه المدن الواقعة تحت سيطرة المقاومة. وقال مصدر في الصحة بعدن لـ«الشرق الأوسط» إن القصف تسبب في مقتل أربعة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح وفق الإحصائيات الأولية.
وكان طيران التحالف قد أغار صباح أمس السبت على مواقع مختلفة للحوثيين في محافظة عدن جنوب اليمن. وشنت هذه الضربات بعد بضع ساعات من إعلان الأمم المتحدة في جنيف انتهاء المشاورات بين المتمردين والحكومة من دون أن تفضي إلى اتفاق حول هدنة إنسانية أو تحديد أي موعد لمحادثات جديدة.
وقال مصدر في المقاومة بعدن لـ«الشرق الأوسط» إن طيران التحالف كان قد أغار صباح أول من أمس الجمعة على تجمعات وأسلحة للميليشيات الحوثية وكتائب الرئيس المخلوع. وأضاف المصدر أن المقاتلات الحربية ضربت تجمعات وعتادا في الجبهات الثلاث الشرقية والشمالية والغربية. وأشار المصدر إلى أن عشرين مسلحا من ميليشيات الحوثي وأتباع صالح قتلوا أثناء غارات التحالف، في منطقة الوهط شمال عدن، وكذا في جبهتي العريش وصلاح الدين. ونوه بأن ضرب الطيران رافقته هجمات للمقاومة الشعبية، وهو ما أدى إلى تقدم المقاومة وتراجع الميليشيات وقوات صالح، في منطقة بئر أحمد، وخسرت أيضا مواقعها في مفرق الوهط الذي يصل عدن بمحافظة لحج.
وفي محافظة الضالع شمال عدن، أعلنت المقاومة أنه وفي تمام الساعة الخامسة من فجر أمس السبت حاولت ميليشيات الحوثي وقوات الحرس الجمهوري التابعة للمخلوع الموجودة في مدينة قعطبة شمال مدينة الضالع، جبهة سناح المحاذية لمعسكر الأمن المركزي، التقدم وبكثافة أسلحتها وعتادها من اتجاه جبهة العقلة ولكمة لشعوب التي تسيطر عليها المقاومة الجنوبية، حسبما قال مصدر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط». وأضاف أن هذه القوات المهاجمة استخدمت مختلف أنواع الأسلحة كتغطية نارية قصفت بها القرى بغرض الاقتحام والتقدم، لكنها ووجهت بمقاومة شرسة حيث تصدت لها المقاومة الجنوبية. وأشار المصدر إلى أن المقاومة استخدمت المدفعية والكاتيوشا لقصف قوات العدوان التي أرادت إحراز تقدم، وخلال هذه المعركة تم تدمير دبابة ومدفع 23 وآليات مختلفة وقتل العديد من عناصرهم، إثر ضربات موجعة وجهتها لهم المقاومة الجنوبية التي أجبرتهم على التراجع بعد أن منوا بهزيمة وخسارة لم يتوقعوها. ونوه المصدر بأن المقاومة أيضا سيطرت صباح أمس السبت على مدرسة لكمة صلاح التي كانت تتمركز فيها قوات الغزو والعدوان بعد اشتباكات عنيفة مع أبطال المقاومة الجنوبية.
يذكر أنه خلال الأيام الماضية كان قيادات الميليشيات وصالح قد روجوا لمفاجأة عسكرية ستقدم عليها هذه القوات مع حلول أول أيام رمضان.
إلى ذلك، أكد الناطق الرسمي لائتلاف عدن للإغاثة الشعبية المهندس عدنان الكاف أن الباخرة التي وصلت إلى عدن الخميس حاملة 200 ألف كيس من مادة الدقيق تم تحويلها إلى ميناء الحديدة. وقال الكاف في تصريح صحافي وزعه على وسائل الإعلام إن السفينة مقدمة من منظمة الغذاء العالمي إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، وكان من المقرر لها أن تفرغ حمولتها في ميناء الزيت بعدن يوم الخميس، لكنهم في ائتلاف الإغاثة الشعبية تفاجأوا بتحويلها إلى ميناء الحديدة. وأوضح أنه تم إجراء اتصالات مع المدير الإقليمي للأمم المتحدة في الأردن لمعرفة سبب تحويل الباخرة للحديدة، وبدوره أفادهم بأن الأوامر جاءت من مكتب الأمم المتحدة في روما.
ونوه بأن «ذلك المبرر غير صحيح، إذ إن ملاك الباخرة غير موجودين عليها، فضلا عن أن الباخرة قد وصلت إلى عدن، فإذا كانت الرغبة دخول الباخرة إلى الحديدة فلماذا دخلت عدن أولا ولم يتم دخولها للحديدة مباشرة؟». وأضاف الكاف أن إقدام الأمم المتحدة على تحويل الباخرة من عدن إلى الحديدة يعد عملا سياسيا غير مسؤول وغير أخلاقي وغير إنساني. ولفت إلى أن الأمم المتحدة طالبت العالم اليوم برفدها بمبلغ مليار وستمائة مليون دولار لتلافي حدوث كارثة إنسانية في اليمن.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».