المغرب يطلق رقمًا هاتفيًا للتبليغ عن الرشوة وحالات الابتزاز

وزير العدل: عزيمة الدولة منعقدة على محاربة الفساد

المغرب يطلق رقمًا هاتفيًا للتبليغ عن الرشوة وحالات الابتزاز
TT

المغرب يطلق رقمًا هاتفيًا للتبليغ عن الرشوة وحالات الابتزاز

المغرب يطلق رقمًا هاتفيًا للتبليغ عن الرشوة وحالات الابتزاز

أطلقت وزارة العدل المغربية رقما هاتفيا يهدف إلى تمكين المواطنين المغاربة من التبليغ عن حالات الابتزاز والرشوة التي يتعرضون لها، كما أطلقت تطبيقا للخدمات القضائية الإلكترونية على الهواتف الذكية، من أجل رفع مستوى فعالية وشفافية الخدمات القضائية وتحسين جودتها، والحد من الفساد.
وكشف مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، مساء أول من أمس بمقر وزارته في الرباط عن مشروع كبير لتحديث الإدارة القضائية، شرع في تنفيذه ضمن سلسلة الإجراءات الهادفة إلى إصلاح العدالة في البلاد. وقال الرميد بهذا الخصوص إن «عزيمة الدولة منعقدة على محاربة الفساد الذي لن يتسنى محاربته دون مساهمة المواطنين، لذا سنعطي المواطن الأداة الفعالة ليساهم معنا في محاربة الرشوة»، موضحا في هذا الإطار أن المكالمات الهاتفية الواردة من قبل المبلغين عن الرشوة سيتلقاها ثلاثة قضاة، لديهم تجربة وصلاحيات إحالة بلاغات المواطنين مباشرة على النيابة العامة التي ستتحرك لضبط المرتشين في حالة تلبس.
من جهته، نوه عبد السلام بودرار، رئيس الهيئة المركزية لمحاربة الرشوة: «بهذه الخطوة الهامة والحاسمة في مسار إصلاح منظومة العدالة»، مشيرا إلى وجود تلازم وتكامل ما بين تحديث العدالة وتخليق القضاء، الأمر الذي سيمكن المغاربة من الوصول بشكل سلس إلى المعلومة، وبالتالي مراقبة ومحاسبة جميع المرافق.
وقال بودرار إن «الرشوة جريمة تمر في الخفاء، ولذلك لا بد من إشراك المواطنين في فضحها حتى يوضع حد للإفلات من العقاب، وهو مطلب طالما نادى به المواطنون والمجتمع المدني».
وبخصوص تطبيق الخدمات القضائية الإلكترونية على الهواتف الذكية، قال وزير العدل إن «أهميته تكمن في أن المواطنين لن يصبحوا في حاجة إلى الوقوف أمام مكاتب الموظفين والتنقل بين المحاكم، وبالتالي ستتقلص الرشوة التي كان المواطن يضطر إلى دفعها أحيانا للحصول على المعلومة، كما أن علاقة المواطن بالمحامي ستصبح أكثر شفافية».
ومن بين الخدمات التي يوفرها التطبيق خدمة تتبع القضايا، وخدمة الاطلاع على مآل طلبات السجل العدلي، وخدمة الاطلاع على لائحة الإعلانات القضائية الخاصة ببيع العقارات المعلن عنها بمختلف المحاكم، وخدمة السجل التجاري التي توفر إمكانية البحث والتقصي حول الوجود القانوني للمقاولات المسجلة بالسجلات التجارية، والخريطة القضائية، وهي خدمة تمكن من معرفة المحكمة المختصة للبت في النزاع. وقال الرميد إن كل هذه الخدمات من شأنها الحد من الفساد، مشيرا إلى أنه باعتباره محاميا فإن الحصول على مثل هذه الخدمات والمعلومات كانت تشكل عبئا مضنيا للمحامين أنفسهم، ناهيك من المواطنين.
وكشف الرميد عن بعض الإجراءات التي سيجري تنفيذها في إطار مشروع تحديث الإدارة القضائية، مشيرا إلى نسبة تحيين المواقع الإلكترونية للمحاكم المغربية تتجاوز 95 في المائة.
وأعلن وزير العدل المغربي أنه خلال النصف الثاني من هذه السنة سيجري تحديد الأعمار المفترضة للملفات الرائجة في المحاكم، وذلك حسب نوعية القضايا من أجل البت فيها في آجال معقولة، وأن أي تجاوز للآجل المعقول المتوافق عليه يستوجب تنبيه المسؤولين من كافة المستويات ومساءلتهم، بدءا من القضاة وحتى الوزير نفسه، وأعطى مثالا على ذلك قضية التطليق للشقاق الذي لا ينبغي أن يتجاوز مدة ستة أشهر للبت فيه، وفي حال التأخر سيظهر لون أحمر على شاشة الموقع الإلكتروني للمحكمة.
وأوضح الرميد أن الوزارة ستعمل على تحديد المعدل الذي ينبغي أن يعتمد لكل قاض للبت في القضايا، وسيصبح ذلك معيارا موضوعيا يحتكم إليه المجلس الأعلى للسلطة القضائية لتقييم أداء القضاة وترقياتهم، وحتى تأديبهم إذا كان هناك إخلال جسيم في واجب البث في القضايا وفق المعدلات المنصوص عليها.
وأشار الرميد إلى أن مشروع التحديث سيصبح أكبر، حيث إن الوزارة بصدد التنسيق مع الإدارة العامة للأمن الوطني والدرك الملكي من أجل التبادل الإلكتروني للمحاضر بين الشرطة القضائية بكافة مكوناتها وبين النيابة العامة، بالإضافة إلى برنامج مماثل بين المحامين والمحاكم سيمكن المحامين من تسجيل دعاواهم إلكترونيا، بما فيها التوقيع الإلكتروني وأداء الرسوم القضائية إلكترونيا، لافتا إلى أن هذا الإجراء شرع في تنفيذه مع الموثقين، وسيشمل لاحقا العدول والمفوضين القضائيين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».