إحالة 15 وزيرًا عراقيًا إلى القضاء بتهم فساد ولجنة النزاهة تتوعد بكشف المزيد من الملفات

نائب عراقي: من يقف خلف الفساد مافيات حكومية وسياسية يخشاها الجميع

إحالة 15 وزيرًا عراقيًا إلى القضاء بتهم فساد ولجنة النزاهة تتوعد بكشف المزيد من الملفات
TT

إحالة 15 وزيرًا عراقيًا إلى القضاء بتهم فساد ولجنة النزاهة تتوعد بكشف المزيد من الملفات

إحالة 15 وزيرًا عراقيًا إلى القضاء بتهم فساد ولجنة النزاهة تتوعد بكشف المزيد من الملفات

أعلنت هيئة النزاهة في العراق عن إحالتها أكثر من 1668 متهمًا بقضايا فساد من بينهم 15 وزيرا. وقال رئيس الهيئة حسن الياسري في بيان له أمس تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «عدد المتهمين المحالين على المحكمة في قضايا الفساد خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي بلغ 1668 متهما، منهم 15 وزيرا ومن هم بدرجته وبواقع 22 قرار إحالة، و122 متهمًا من أصحاب الدرجات الخاصة والمديرين العامين، ومن هم بدرجتهم بواقع 139 قرار إحالة، فضلا عن قرار واحد صدر بحق مرشح لمجلس النواب وأربعة قرارات صدرت بحق مرشحين لمجالس المحافظات».
وأضاف البيان أن «مجمل القضايا المنظورة من قبل الهيئة بلغت 9139 قضية تمت إحالة 1923 قضية منها إلى المحاكم المختصة، فيما أغلقت تلك المحاكم 1927 قضية من مجمل القضايا، ولا تزال 4816 قضية قيد التحقيق، ليبلغ مجموع المنجز من القضايا خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام 4323 قضية»، منبها إلى أن هذا الكم من القضايا سواء المنظورة منها أو المحسومة يعد رقما كبيرا جدا إذا ما قورن بمنجز جهات رقابية شبيهة بهيئة النزاهة في الجوار الإقليمي والعالمي.
وبينما لم تفصح هيئة النزاهة عن أسماء الوزراء المحالين إلى القضاء إلا أن من بين أبرز الأسماء التي يجري تداولها هم أيهم السامرائي وزير الكهرباء الأسبق وعبد الفلاح السوداني وزير التجارة الأسبق وحازم الشعلان وزير الدفاع الأسبق. من جهته أكد رئيس لجنة النزاهة في البرلمان العراقي طلال الزوبعي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «لجنة النزاهة تعمل بتنسيق تام مع هيئة النزاهة من جهة ومع السلطة القضائية من جهة أخرى لكي يكون عملنا متكاملًا وبصورة مهنية ودون استهداف سياسي لأي طرف من الأطراف». وأضاف أن «اللجنة فتحت الكثير من ملفات الفساد التي أدت إلى إهدار مئات مليارات الدولارات من البلاد ووضعنا في هذا السياق خطة متكاملة لفتح كل الملفات التي أغلق بعضها تحت تأثيرات معينة بينما لم يتم فتح ملفات فساد في دوائر ومؤسسات هامة مثل دوائر الأوقاف لا سيما الوقفين السني والشيعي بهدف الحد من ظاهرة الفساد الذي استشرى في العراق بشكل لا مثيل له وتحول من وجهة نظر البعض إلى معضلة غير قابلة للحل بسبب كون من يقف خلف الفساد مافيات حكومية وسياسية يخشاها الجميع».
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أطلق الأسبوع الماضي حملة واسعة لإصلاح تياره وتطهيره من الفاسدين سماها «الويل لدواعش الفساد». وقال بيان للصدر «إني أعلن وليست للمرة الأولى والأخيرة عن بدء حملة إصلاح واسعة» داخل التيار الصدري «من الفساد والمفسدين». وأضاف الصدر طبقًا للبيان «كما حاربنا الاحتلال ونحارب الدواعش الإرهابيين من شذاذ الآفاق فكذلك نحارب ونتصدى بحملة عقلانية منظمة ضد دواعش الفساد والظلم التي تعتاش على لقمة الفقراء والمظلومين».
ونفذ الصدر حملة اعتقالات شملت أكثر من 500 منتسب للتيار الصدري جرى التحقيق معهم لمدة يومين في مقره بمدينة النجف حيث تم إطلاق سراح المئات منهم. وفيما يعد الصدر هو الزعيم الديني والسياسي الوحيد في العراق الذي يعلن حربًا ضد الموالين له على صعيد تورطهم بتهم فساد فإنه أكد خلال بيان له بعد إطلاق سراح المفرج عنهم إن «العفو عنهم لا يعني براءتهم على الإطلاق، ولتستمر حملة الشكاوى ضدهم لتعمل عليها اللجان التحقيقية الخاصة». وتوعد الصدر في ختام رده بالقول: «أما من عاد فلنا تصرف آخر معه».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».