نتنياهو يأمر بإغلاق قناة تلفزيونية عربية جديدة يستهدف بثها فلسطينيي 48

قالت إدارتها إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتصرف كحاكم عسكري لكم الأفواه

نتنياهو يأمر بإغلاق قناة تلفزيونية عربية جديدة يستهدف بثها فلسطينيي 48
TT

نتنياهو يأمر بإغلاق قناة تلفزيونية عربية جديدة يستهدف بثها فلسطينيي 48

نتنياهو يأمر بإغلاق قناة تلفزيونية عربية جديدة يستهدف بثها فلسطينيي 48

أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بصفته يشغل أيضا منصب وزير الاتصالات، أمرا لموظفي وزارته، ببذل كل ما يجب من أجل منع السماح بانطلاق قناة البث التلفزيوني الفلسطينية الجديدة «فلسطين 48»، التي تدار وتبث من رام الله، وذلك لكونها موجهة إلى العرب في إسرائيل. ولكن هذا الأمر لم يؤثر على برنامج أصحاب القناة، فأطلقوها كما هو مقرر، أمس الخميس، في أول أيام شهر رمضان المبارك.
واعترفت مصادر وزارة الاتصالات الإسرائيلية بأن إيقاف بث القناة ليس سهلا في عصر الفضائيات، وأن هذه المهمة أكبر من قدرات الوزارة، ملمحة إلى أن الطريق الوحيد لإسكاتها سيكون في إجراءات أمنية، الأمر الذي يعني تفعيل الجيش ضد التلفزيون الفلسطيني الرسمي في رام الله، أو تفعيل المخابرات ضد العاملين في القناة من الصحافيين والفنيين.
المعروف أن التلفزيون الفلسطيني الرسمي هو الذي يعمل على إطلاق هذه القناة، وهو يخصصها لفلسطينيي 48 الذين يفتقرون للكثير من الخدمات الإعلامية في إسرائيل. فهنالك نحو ألف خريج إعلام من الجامعات والكليات، غالبيتهم لا يعملون أبدا أو يضطرون للعمل في مجالات أخرى. وهذه القناة ستكون وعاء لاحتضان وتشجيع المئات منهم. وقد أعلن وزير الإعلام الفلسطيني، د.رياض الحسن، صاحب فكرة هذه القناة، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن قرار نتنياهو ليس مستهجنا، فهو كان قد سعى حتى لإغلاق القناة العاشرة الإسرائيلية التجارية بسبب انتقاداتها له، ويدير حربا على صحيفة «يديعوت أحرونوت» بسبب انتقاداتها له أيضا. وتطارد حكومته الفنانين العرب في مسرح الميدان في حيفا، والآن يحاول محاربة القناة الجديدة.
وأضاف الحسن أن نتنياهو يتصرف كحاكم عسكري يتفنن في كم الأفواه. لكن محاولاته لن تنجح «فنحن في عصر الفضاء الرحب. ولذلك فإنه إذا سعى نتنياهو إلى غلق القناة فإنه سيضطر إلى غلق التلفزيون الفلسطيني برمته».
ورد الحسن على ادعاءات السلطات الإسرائيلية، بأن هذه القناة تمس بإسرائيل، فقال: «من الطبيعي أن تتناول القناة مسائل النزاع، فهذه مسألة بالغة الأهمية، لكننا لا ننوي تأسيس حزب سياسي من ورائها. فالمواطنون العرب في إسرائيل هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ونحن دائما في تواصل معهم، وهذه القناة جاءت لتعمق هذا التواصل، ولا توجد قوة في الأرض تستطيع قطعنا عنه». وأكد أنه في الساعة الأولى من البث حصلت القناة عبر صفحتها على «فيسبوك» على أكثر من 6 آلاف إعجاب، مما يعكس مدى الاهتمام بها وتأييدها.
وكان نتنياهو أمر المدير العام لوزارة الاتصالات، شلومو فيلبر، بالعمل فورا على فحص قانونية محطة التلفزيون. وقالت الوزارة إنه «طلب إلى المراقبين في الوزارة فحص استخدام كل الوسائل القضائية والإدارية لمنع انطلاق المحطة. وسيشمل الفحص قانونية تمويل السلطة للبرامج».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.