العبادي يحصل على دعم الأربعة الكبار في طهران

بحث مع المسؤولين الإيرانيين سبل مواجهة «داعش» فكريًا

العبادي يحصل على دعم الأربعة الكبار في طهران
TT

العبادي يحصل على دعم الأربعة الكبار في طهران

العبادي يحصل على دعم الأربعة الكبار في طهران

رغم أن زيارته إلى إيران لم تستمر سوى بضع ساعات لكن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أجرى خلالها لقاءات مكثفة مع القادة الإيرانيين تناولت العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة وملف الإرهاب. فبالإضافة إلى لقاءاته مع عدد من المسؤولين التنفيذيين الإيرانيين مثل نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، إلا أن العبادي التقى المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رافسنجاني ونائب رئيس مجلس الخبراء محمود هاشمي الشاهرودي.
وفي بيانات منفصلة أصدرها مكتبه بشأن تلك اللقاءات التي أجراها مع القادة الإيرانيين فإن العراق حصل على دعم الجمهورية الإسلامية في حربه ضد «داعش» فضلا عن بحث القضايا الثنائية وفي المقدمة منها العلاقات الاقتصادية. وفي هذا السياق أكد المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «إيران قدمت مساعدات كبيرة للعراق في مختلف المحالات السياسية والعسكرية والاقتصادية كما دعمت العراق في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي»، مبينا أن «الملفات الأساسية التي شملتها الزيارة هي استمرار دعم العراق في مختلف المجالات والعمل من أجل مكافحة الإرهاب فكريا والقضايا التي تهم البلدين على مستوى المنطقة والعالم».
ويرى المراقبون السياسيون في العاصمة العراقية بغداد أن العبادي الذي بدا أكثر إصرارا في المضي بخطواته الإصلاحية في الداخل برغم العراقيل التي يواجهها من أطراف متنفذة داخل ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي لا سيما على صعيد الصلة بالحشد الشعبي والدعم الإيراني لهذه الهيئة التي تضم الفصائل والميليشيات الشيعية فإنه وحال عودته إلى بغداد أعلن أن حربه المقبلة سوف تكون باتجاهين وهما محاربة «داعش» والفاسدين. وفي بيان له لمناسبة حلول شهر رمضان قال العبادي مخاطبا العراقيين «وإذ أهنئكم بحلول الشهر الفضيل، أعاهدكم على بذل كل ما بوسعنا من أجل القضاء على العصابات الإرهابية التي قتلت وهجرت العراقيين وعاثت في بعض مدنهم فسادا، وعلى الفاسدين الذين يعتدون على المال العام وقوت الفقراء، وسنكون لهم بالمرصاد». وتابع العبادي أن «وحدة موقفنا وكلمتنا وقوة إرادتنا، هي الكفيلة بتطهير العراق من رجس عصابات (داعش) الإرهابية وإعادة النازحين والمهجرين إلى مدنهم وإعادة بناء ما دمره الإرهاب ليعيش العراق عزيزا كريما ينعم بالأمن والسلام».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.