المعارضة السورية تبدأ معركة تحرير حلب وتسيطر على حيّي الخالدية والراشدين

المجلس العسكري يتحدث عن دلالات انهيار نظام الأسد

المعارضة السورية تبدأ معركة تحرير حلب وتسيطر على حيّي الخالدية والراشدين
TT

المعارضة السورية تبدأ معركة تحرير حلب وتسيطر على حيّي الخالدية والراشدين

المعارضة السورية تبدأ معركة تحرير حلب وتسيطر على حيّي الخالدية والراشدين

سيطرت فصائل المعارضة السورية المنضوية في غرفة عمليات «فتح حلب»، على كتلة المباني المطلة على حي الخالدية ومعامل الدفاع في الحي ذاته داخل مدينة حلب، بعد اشتباكات مع القوات السورية النظامية أدت إلى مقتل وإصابة مقاتلين من الطرفين. وأعلن موقع «أخبار سوريا» المعارض، أن الحي الخاضع بجزئه الأكبر للقوات النظامية، شهد معارك عنيفة بين الطرفين خلال اليومين الماضيين، أدت إلى سيطرة المعارضة على كتلة المباني المطلّة على الحي ومعامل الدفاع. كذلك نقل الموقع عن مصدر معارض في حلب أن «النقاط التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون تعرّضت للقصف بالبراميل المتفجرّة وقذائف الهاون، فلقي خمسة مقاتلين حتفهم».
أيضًا، أعلن مصدر ميداني في حلب، أن «الفصائل المنضوية في غرفة عمليات فتح حلب، والتي تضمّ (حركة نور الدين الزنكي) و(لواء الحرية الإسلامي)، سيطرت على كامل حي الراشدين، في غرب المدينة، بعد معارك مع القوات النظامية، وذلك بعد اشتباكات استمرت بين الطرفين لثلاثة أيام». وأكدت المصادر أن «المعارك كانت عنيفة، استخدمت فيها قوات المعارضة الأسلحة الثقيلة في اليوم الأول تمهيدًا لاقتحام الحي، في حين استخدمت الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في اليومين التاليين، أما القوات النظامية فاعتمدت على المقاتلات الجوية والأسلحة الثقيلة في قصف منطقة الاشتباك والمناطق السكنية المحيطة بها». وأشار المصدر إلى أن «المعارك أدت إلى مقتل نحو 60 جنديًا نظاميًا وتدمير عدد من الدبابات والأسلحة الثقيلة التابعة لهم، في حين قتل أكثر من 15 مقاتلاً من المعارضة وأصيب آخرون، بينما انتقلت الاشتباكات بين الطرفين إلى محيط البحوث العلمية، الواقعة شرق حي الراشدين».
وفي هذا الشأن، أوضح عضو المجلس العسكري في «الجيش السوري الحرّ» أبو أحمد العاصمي، أن «التقدم الذي تحقق في حلب له دلالتان، الأولى أن المعارضة باتت أقوى من ذي قبل بفضل توحّد ألويتها وفصائلها والتنسيق في ما بينها، والثاني أن النظام بدأ ينهار بشكل كبير، بدليل أن مواقع أساسية له سواءً في إدلب أو جسر الشغور أو في درعا وريف دمشق سقطت خلال ساعات». وتابع العاصمي في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن «معركة حلب بدأت منذ أيام انطلاقًا من الريف الشمال الشرقي للمدينة، بعدما تمكنت قوى المعارضة من القضاء على تنظيم داعش، خصوصًا في منطقة مارع التي كانت خط تماس». وأردف: «التنظيم كان عائقًا أساسيًا أمام معركة حلب الفاصلة، ولكن الآن بعد تحرير مارع من (داعش) بدأت معركة تحرير حلب نفسها». ثم لفت إلى أن «فصائل المعارضة عملت منذ أيام على تحضير التجهيزات البشرية واللوجيستية والقتالية تأهبًا لهذه المعركة»، موضحًا أن «تنظيم داعش بات اليوم المساعد الأول للنظام في كل المناطق السورية وفي خطوط التماس مع النظام الذي يستخدم طائراته ومدفعيته لقصف نقاط وجود المعارضة، بينما يتولى (داعش) الاجتياح العسكري على الأرض».
وطمأن العاصمي إلى أن «الأمور باتت أفضل والدفّة الآن تميل لصالح المعارضة، ولذلك ترى الآن التسابق في المجتمع الدولي وفي دول القرار لإيجاد مخرج لنظام بشار الأسد ومحاولة الإبقاء على جزء منه، لكن لن يبقى لهذا النظام وكل من عاونه أي أثر في سوريا. إن الذين لم تتلوث أيديهم بدماء الشعب السوري من أي طائفة كانوا، سيكونون مواطنين كرامًا، أما من شاركوا في الجرائم فستجري محاسبتهم بكل تأكيد».
من جهة ثانية، أعلنت «كتائب أبو عمارة»، المتابعة للمعارضة السورية، عبر صفحتها على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، أنها نفذت «عملية سرّية في حي الحمدانية الخاضع لسيطرة النظام داخل مدينة حلب، أدّت إلى مقتل مضر جعفري، وهو قيادي في ميليشيا لواء أبو الفضل العباس العراقي، التي تقاتل إلى جانب القوات السورية النظامية، أثناء وجوده في منزلٍ استولى عليه». وأشارت إلى أن «هذه العملية تأتي ضمن عمليات (بشريات رمضان)، التي أطلقتها الكتائب عشية بدء شهر رمضان المبارك».
أما في بلدة في قرية باشكوي، الواقعة في ريف حلب الشمالي، فقد سيطر مقاتلو المعارضة مساء أول من أمس، على كتلة أبنية يطلق عليها اسم «كتلة الأفغان» بعد معارك مع القوات النظامية، بحسب ما أعلن موقع «أخبار سوريا». وشرح الموقع أنَّ «الفصائل المنضوية في غرفة عمليات (فتح حلب)، والتي تضمّ (الجبهة الشامية) و(حركة أحرار الشام الإسلامية) و(أنصار السنة) وفصائل أخرى، أعلنت سيطرتها على (كتلة الأفغان) بالكامل بعد اشتباكات استمرت بين الطرفين لأكثر من خمس ساعات، وقد استولت قوات المعارضة في نهاية المعركة على كمية كبيرة من الأسلحة الفردية والذخائر.. وأسفرت المعركة عن مقتل خمسة مقاتلين أجانب يحملون الجنسية الأفغانية، وإصابة عدد آخر جرى سحبهم إلى مناطق سيطرة النظام، في حين قُتلَ سبعة مقاتلين من المعارضة وأصيب عددٌ أخر في هذه المواجهة». وأردف المصدر أن «كتلة الأفغان» هي عبارة عن تلة تضم عددًا من المنازل السكنية وتقع في الجهة الشمالية الشرقية من قرية باشكوي ويقيم فيها جنود من ميليشيا أفغانية تقاتل إلى جانب القوات النظامية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.