لا بوادر لهدنة إنسانية في ظل تصعيد ميليشيات الحوثيين لعملياتهم العسكرية

نازح يروي لـ {الشرق الأوسط} فظاعة الأوضاع في تعز

يمنيون يعاينون المكان الذي شهد تفجيرات أول من أمس في صنعاء (رويترز)
يمنيون يعاينون المكان الذي شهد تفجيرات أول من أمس في صنعاء (رويترز)
TT

لا بوادر لهدنة إنسانية في ظل تصعيد ميليشيات الحوثيين لعملياتهم العسكرية

يمنيون يعاينون المكان الذي شهد تفجيرات أول من أمس في صنعاء (رويترز)
يمنيون يعاينون المكان الذي شهد تفجيرات أول من أمس في صنعاء (رويترز)

بالتزامن مع المشاورات الحالية في جنيف برعاية الأمم المتحدة، التي من المقرر أن تختتم اليوم (الجمعة)، صعد الحوثيون عملياتهم العسكرية في أكثر من محافظة يمنية، في وقت يخشى فيه اليمنيون من جر البلاد إلى أتون حرب وصراع مرير وطويل الأمد، وذلك عقب التفجيرات التي شهدتها العاصمة صنعاء، مساء أول من أمس، وتشهد محافظة تعز، في جنوب صنعاء، مواجهات عنيفة بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، وقالت مصادر محلية في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن مواجهات عنيفة دارت، أمس ومساء أول من أمس، في منطقة وادي الضباب، وإنها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 15 مسلحا حوثيا، بينهم قائد ميداني، إضافة إلى مقتل 4 من المقاومة الشعبية الموالية لهادي، وحسب المصادر الميدانية، فإن المقاومة تحقق تقدما كبيرا في المواجهات، وروى شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط» فظائع ترتكبها ميليشيات الحوثيين ضد معارضيهم وضد المواطنين المدنيين المسالمين من سكان مدينة تعز، وقال مقبل، وهو أحد الذين كُتبت لهم النجاة من جحيم المواجهات في تعز والنزوح من المدينة، اليومين الماضيين، إن إحياء بكاملها دمرها الحوثيون عبر قصفهم العشوائي الذي يستهدف الأحياء السكنية بشكل عشوائي، وإن الميليشيات تستهدف كل كائن حي يتحرك داخل المدينة وفي أي وقت، ووصف مقبل تعز بالمدينة المنكوبة، وتحدث الرجل البالغ من العمر 47 عاما، عن معاناة سكان مدينة تعز جراء تصرفات الميليشيات الحوثية وعقابها الجماعي للسكان، وذلك بضرب محولات الكهرباء في بعض الأحياء، وعن الدمار الكبير والقصف المخيف لأحياء مثل القاهرة والجمهوري وغيرهما، وأشار إلى انقطاع التيار الكهربائي، وإلى أن سعر صهريج المياه 1600 غالون، وصل إلى أكثر من 13 ألف ريال يمني، أي ما يعادل 60 دولارا أميركيا.
وضمن عمليات التصعيد الحوثية، شنت الميليشيات والقوات الموالية للمخلوع صالح، في أول يوم من رمضان، عدة مناطق في محافظات تعز، عدن ومأرب، وأشارت المعلومات إلى مواجهات دامية دارت في تلك الجبهات، وإلى أن المقاومة الشعبية صدت هجمات الميليشيات، وفي سياق متصل بتصرفات الميليشيات إزاء خصومها السياسيين، قامت عناصر حوثية، أمس، باقتحام منزل العميد عادل القميري، قائد محور الجوف، الذي يقع في منطقة الحتارش، بشمال صنعاء، وبحسب مصادر مقربة من الأسرة، فإنه وحتى مساء أمس، والميليشيات الحوثية تحاول إجبار النساء والأطفال على مغادرة المنزل لتفجيره، وقد خاض اللواء العسكري الذي يقوده العميد القميري في الجوف، مواجهات مسلحة عنيفة ضد الحوثيين الذين اقتحموا مدينة حزم الجوف، عاصمة المحافظة، قبل بضعة أيام، وذلك بعد أيام على قيام الحوثيين في مدينة ذمار، جنوب صنعاء، بتفجير منزل البرلماني عبد العزيز جباري، رئيس هيئة مؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن وعضو وفد الحكومة الشرعية في مشاورات جنيف، وقد دأبت الميليشيات الحوثية ومنذ بدء سيطرتها على المدن في شمال البلاد، على أسلوب احتلال منازل المعارضين والخصوم السياسيين وتفجيرها، وهو أسلوب لم يعهده اليمنيون خلال فترات اختلافاتهم السياسية وحروبهم، من ناحية أخرى، عاودت طائرات التحالف، أمس، قصفها لمواقع في العاصمة اليمنية صنعاء، وتحديدا في المعسكرات ومخازن السلاح في جبلي نقم وفج عطان، في شرق وجنوب العاصمة، وتتركز معظم الضربات الجوية على هذه المواقع التي يعتقد أنها تحتوي على كميات مهولة من الأسلحة والذخائر التي كدسها المخلوع علي صالح طيلة عقود.
إلى ذلك، أعربت العديد من الأوساط في الساحة اليمنية عن دهشتها لوقوع سلسلة تفجيرات متزامنة في العاصمة صنعاء، مساء أول من أمس، وذلك رغم القبضة الأمنية التي يطبقها الحوثيون وقوات صالح العسكرية والأمنية على صنعاء، وصنفت الكثير من وسائل الإعلام والنشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، تلك التفجيرات، في خانة احتياج الحوثيين إليها في الوقت الراهن، وأجمع النشطاء على أن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح «هو المتهم الأول في تلك التفجيرات، نظرا لما عُرف عنه من علاقات وثيقة بتنظيم القاعدة ولتشكيله فرق اغتيالات منذ مطلع تسعينات القرن الماضي»، وفي الوقت الذي أعرب عدد من المواطنين لـ«الشرق الأوسط» عن حاجتهم ورغبتهم في إبرام هدنة إنسانية جديدة خلال شهر رمضان، فإن الكثير من اليمنيين يعبرون صراحة عن مخاوفهم من أن تتحول الهدنة إلى فرصة جديدة للحوثيين لتعزيز مواقعهم وتحصين دفاعاتهم ومد قواتهم بالمزيد من الدعم اللوجيستي والأغذية والمؤن والمشتقات النفطية التي تواصل الميليشيات السيطرة عليها بعد وصولها كمساعدات إغاثية عاجلة إلى اليمن، وتحويلها إلى قواتها وقوات صالح في المحافظات، والاتجار بجزء منها في «السوق السوداء»، حيث يطرح المواطنون أن الهدنة السابقة لم يستفد منها اليمنيون، وإنما استفادت منها الميليشيات، وقد استقبل اليمنيون شهر رمضان، أمس، بانقطاع تام للكهرباء وأزمة في المشتقات النفطية، وارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية، إضافة إلى انعدام الغاز المنزلي.



إنفوغراف... لبنان يشهد ثاني أكثر أيامه دموية إثر الحرب الإسرائيلية

شهد لبنان يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 (د.ب.أ)
شهد لبنان يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 (د.ب.أ)
TT

إنفوغراف... لبنان يشهد ثاني أكثر أيامه دموية إثر الحرب الإسرائيلية

شهد لبنان يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 (د.ب.أ)
شهد لبنان يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 (د.ب.أ)

شهد لبنان الاثنين الماضي يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 بعدما وسعت إسرائيل غاراتها الجوية على الجنوب، وسقط ما يزيد عن 558 قتيلاً، بينهم 90 امرأة و50 طفلاً، بحسب بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

وبمقارنة إحصاءات وزارة الصحة اللبنانية ببيانات برنامج «أوبسالا» المختص برصد ضحايا النزاعات المسلحة عالمياً، تبين أن الاثنين 23 سبتمبر (أيلول) الماضي كان ثاني أكثر الأيام دموية في تاريخ لبنان على الإطلاق، ولم يسبقه سوى 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1990 حينما سقط 700 قتيل إبان فترة الحرب الأهلية.

وتظهر الأرقام ضراوة الضربات الإسرائيلية؛ إذ تجاوزت يوم الاثنين أضعاف حصيلة القتلى في أكثر الأيام دموية في لبنان خلال حرب عام 2006 بين إسرائيل و«حزب الله»؛ إذ سقط يوم 7 أغسطس (آب) من ذلك العام 83 قتيلاً.

ويعد برنامج رصد ضحايا النزاعات المسلحة أحد أنشطة المراكز البحثية لجامعة «أوبسالا» السويدية.