مدير مكتب هادي: ميليشيات الحوثي تدمر الوطن من أجل التوسع الجغرافي

«اليونيسيف» تتابع الأوضاع الصحية في عدن ولحج

مدير مكتب هادي: ميليشيات الحوثي تدمر الوطن من أجل التوسع الجغرافي
TT

مدير مكتب هادي: ميليشيات الحوثي تدمر الوطن من أجل التوسع الجغرافي

مدير مكتب هادي: ميليشيات الحوثي تدمر الوطن من أجل التوسع الجغرافي

قال مدير مكتب رئاسة الجمهورية، الدكتور محمد علي مارم، إن ميليشيات الحوثي وكتائب الرئيس المخلوع تقتل الإنسان وتدمر الوطن كي تتوسع جغرافيًا. وأضاف: «إننا نعيش في وضع صعب جدًا، ونعمل في ظروف أصعب، لتمكين الناس من الحصول على حاجاتهم الأساسية، من الغذاء والدواء وإمدادات المياه والكهرباء والوقود، رغم الحصار المفروض».
ودعا الجميع إلى التسامح والتآخي والتغاضي عن الأخطاء غير المقصودة، والعمل بنكران للذات ومؤازرة بعضهم البعض ولما فيه مصلحة الوطن والمواطنين.
وشكر مارم في كلمة ألقاها، أول من أمس، الثلاثاء بمناسبة تدشينه هو ومحافظ لحج، الدكتور أحمد مهدي فضيل، لمشروع الصحة والتغذية في أوقات الحروب كل الجهود المبذولة من أجل تنفيذ هذا المشروع الصحي الهام والهادف إلى خدمة المواطنين في المناطق المستهدفة، وفي وقت صعب للغاية كهذا، والناتج عن الحرب الظالمة التي تشنها ميليشيات الحوثي وكتائب صالح لتدمير الإنسان اليمني والسيطرة على الجغرافيا.
في غضون ذلك، أكد الدكتور الخضر لصور، مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بعدن، أن المشروع الصحي الذي تم تدشينه، أول من أمس، من قبل مدير مكتب رئيس الجمهورية، الدكتور محمد علي مارم، ومحافظ محافظة لحج، الدكتور أحمد مهدي فضيل، يأتي كمبادرة طيبة من منظمة اليونيسيف الداعمة الرئيسية للصحة والسكان في محافظتي عدن ولحج، وقال الدكتور لخضر في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن «خدمات المشروع البالغ كلفته 600 مليون ريال (الدولار يساوي 222 ريال) والممول من (اليونيسيف)، مقرر له خدمة 15 موقعًا صحيًا في المحافظتين وعلى مدى ستة أشهر». وأضاف أن هدفه الاهتمام بصحة الإنسان والتخفيف من معاناته، الناتجة عن الحرب الظالمة التي شنت على المحافظتين، وسواها من محافظات الوطن، خالقة وضعًا صحيًا كارثيًا.
وأشار الدكتور لخضر بأهمية مشروع «اليونيسيف»، الذي سيقوم بتمويل سبع عيادات ميدانية متنقلة، سيقتصر دورها على الإسعافات الأولية السريعة، وإحالة الحالات المستعصية المحتاجة لعناية ومطاببة أكثر إلى المستشفيات المركزية.
ونوه بأن مشروع الصحة والتغذية في أوقات الحروب، يهدف إلى تلبية حاجات السكان، والأطفال، والنازحين من خدمات الرعاية الصحية الأولية، وعلاج حالات سوء التغذية للأطفال دون سن الخامسة، وذلك من خلال دعم الخدمات الصحية بسبع فرق طبية متنقلة، ثلاث منها في عدن، وأربع في لحج، بحيث يتكون كل فريق طبي من طبيب وقابلة وممرضة واختصاصية أغذية.
من جانبها، قالت الدكتورة جميلة هبة الله، مدير مكتب «اليونيسيف» بعدن، إن «مشروع التغذية والصحة، بدعم وتمويل من منظمة اليونيسيف، وتنفذه منظمة رعاية الأطفال بالشراكة مع مكتبي الصحة العامة والسكان بمحافظتي عدن ولحج». ولفتت إلى أن أهمية هذا المشروع بكونه يأتي وفي مثل هذه الوضعية الخطرة التي يحتاج فيها السكان والأطفال والنازحين لكثير من الاهتمام والعناية.
وكان الصليب الأحمر، قد أعلن في وقت سابق مدن: كريتر، والمعلا، والتواهي، وخور مكسر، مناطق موبوءة، معلنًا - أيضًا - عدم قدرته للتدخل فيها نظرًا للأوضاع القائمة.
وكانت مدينة كريتر بعدن قد شيعت جثامين 30 حالة وفاة متأثرة بحمى الضنك، إحدى هذه الحالات المتوفية كانت للطبيب الوحيد الموجود في المجمع الصحي. وأفاد السكان المحليون لـ«الشرق الأوسط»، أن «المدينة موبوءة بحمى الضنك، وأن الوفيات من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين». وأضاف هؤلاء أن «وباء الحمى تزامن مع حرب وحصار مفروض على المدينة من الميليشيات الحوثية وقوات صالح، وما ترتب عنهما من انعدام للعلاج والمصل والعناية الطبية، إلى جانب انقطاع للتيار الكهربائي، وفي فصل الصيف الذي تكون فيه درجة الحرارة والرطوبة خانقة ومنهكة.
يذكر أن المرصد الوبائي كان قد أعلن الأسبوع الماضي عن وفاة 113 حالة وفاة من إجمالي 1084 حالة مصابة بحمى الضنك في عدن.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.