صواريخ على دمشق.. والمعارضة تقصف مناطق سيطرة النظام في حلب

دي ميستورا دعا الحكومة السورية لوقف قتل مواطنيها

صواريخ على دمشق.. والمعارضة  تقصف مناطق سيطرة النظام في حلب
TT

صواريخ على دمشق.. والمعارضة تقصف مناطق سيطرة النظام في حلب

صواريخ على دمشق.. والمعارضة  تقصف مناطق سيطرة النظام في حلب

احتلت العاصمة السورية دمشق وأكبر المدن السورية حلب، أمس، صدارة الأحداث في سوريا، بعد تعرّض الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام لقصف مدفعي وصاروخي عنيف أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم مدنيون.
وأفادت مواقع إخبارية ناطقة باسم المعارضة السورية بأن «ساحة التحرير في وسط دمشق وأحياء المزرعة والمالكي والمزّة تعرضت لقصف بعدة صواريخ من خارج دمشق». أما المشهد في حلب فكان أكثر قساوة، إذ أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن ارتفاع عدد القتلى إلى «أكثر من 30 مدنيا في قصف طاول مناطق يسيطر عليها النظام، وهو أعنف قصف للجماعات المسلحة المعارضة للنظام استهدف مدينة حلب منذ بدء الصراع قبل أربع سنوات».
وأدان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا، تلك العمليات بشدّة، بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد أمس، واعتبر أن «الهجوم على المدنيين في حلب خطير جدا وغير مبرر، أوقع عددا من القتلى، وأسفر عن مصرع 34 شخصا وجرح 190 آخرين في يومٍ واحد».
وتضاربت معلومات المعارضة السورية حول القصف الذي استهدف أحياء دمشق، فقد أعلن مصدر عسكري في المعارضة، لـ«الشرق الأوسط»، بأن «الصواريخ التي أطلقت على دمشق هي مجرّد تمثيلية افتعلها النظام لتخويف الناس»، موضحا أن «الصواريخ التي أطلقت هي من نوع (كاتيوشا) وصواريخ مضادة للدروع لا تمتلكها فصائل المعارضة، إنما هي متوافرة لدى حزب الله والميليشيات العراقية التي تقاتل إلى جانب النظام، أما القصف الذي طاول أحياء حلب فهو نتيجة معارك واشتباكات بين النظام ومقاتلي المعارضة».
لكن هذه المعلومات خالفها مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «فصائل المعارضة الموجودة في محيط دمشق هي التي قصفت أحياء العاصمة، وهذه الفصائل ربما تكون «جبهة النصرة» أو «لواء أحرار الشام» أو تنظيم داعش الموجود في منطقة الحجر الأسود وفي مخيم اليرموك وحي التضامن». وتوقع أن «يعلن أحد هذه الفصائل مسؤوليته عن الهجوم خلال ساعات». كما لفت إلى أنه «لا مصلحة للنظام السوري في ضرب عمق دمشق وهو من يقدم نفسه على أنه قوي ويمسك بأمن العاصمة».
ووصف عبد الرحمن ما حصل في حلب بأنه «انتهاك من قبل المعارضة السورية التي قصفت أحياء يقطنها مدنيون تقع تحت سيطرة النظام بأكثر من 300 قذيفة مدفعية وصواريخ، أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا الأبرياء»، معتبرا أن «من يقتل المدنيين سواء من النظام أو المعارضة هو مجرم، لأن القصف العشوائي غير مبرر حتى لو كانت المناطق المستهدفة تقع تحت سلطة النظام».
ونقل موقع «الدرر الشامية» الإخباري، عن مصادر ميدانية في حلب، أن «عشرات المدنيين لقوا مصرعهم وأصيب آخرون، بقصف مجهول المصدر بقذائف الهاون والمدفعية والصواريخ على أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام». وأعلن في تقرير له من حلب أن «نحو 24 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 50 آخرين جراء القصف الذي استهدف أحياء الجميلية والموكامبو وحلب الجديدة والأعظمية». ونقل عن شهود عيان بالقرب من كلية المدفعية في حي الراموسة الخاضع لسيطرة النظام، أنهم «سمعوا انطلاق عدد من الصواريخ وقذائف المدفعية باتجاه الأحياء المذكورة بالتزامن مع اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة على جميع المحاور في مدينة حلب».
أما شبكة «أخبار سوريا» فأشارت إلى أن «فصائل المعارضة قصفت أحياء الراشدين وساحة سعد الله الجابري بقذائف الهاون محلية الصنع، أدت إلى مقتل ثلاثة عناصر نظامية، فيما اتهمها ناشطون بإصابة بعض المدنيين قرب النقاط العسكرية في تلك المناطق». وتحدثت عن «سقوط عشرات الصواريخ من طراز أرض - أرض، على أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، كالكلاسة وبستان القصر والأنصاري والراشدين الجنوبي، أدت لإصابة عدد من المدنيين».
ورأى مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أن «هذا الهجوم لا يُبرر بأي حال من الأحوال أي عملية انتقام قد تقوم بها الحكومة السورية على المناطق الآهلة باستعمالها القنابل البرميلية»، بحسب بيان صادر عن مكتبه أمس.
غير أن غرفة عمليات فتح حلب المعارضة اتهمت في بيان على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» القوات النظامية بقصف المدنيين في حلب. في حين أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية للأنباء «سانا» أن «المجموعات الإرهابية استهدفت الأحياء السكنية في مدينة حلب». وأشارت إلى أن «مشفيي الرازي والجامعة استقبلا أكثر من 100 شخص بينهم عشرات الأطفال أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة».
وعلى صعيد الوضع الميداني في حلب، أشار موقع «الدرر الشامية»، إلى أن «فصائل المعارضة سيطرت (أمس) على كتلة من المباني في حي الراشدين غرب مدينة حلب، بعد معارك دارت بينها وبين القوات السورية النظامية». وقال الموقع «إن كتائب نور الدين الزنكي وفصائل أخرى منضوية تحت لواء في غرفة عمليات فتح حلب، شنّت هجوما واسعا على الأجزاء الشرقية من حي الراشدين، وكبّدت قوات النظام خسائر فادحة فيه».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.