وفد الحوثيين والمكونات السياسية غادر إلى جنيف.. وانزعاج جنوبي من تمثيل «الحراك»

أمين عام «الاشتراكي» قال لـ«الشرق الأوسط» إن الهم الأول في المشاورات هو وقف الحرب

المكونات السياسية اليمنية، ومن بينها جماعة الحوثي وحزب الرئيس اليمني المخلوع، يغادرون مطار صنعاء على متن طائرة إلى جنيف وفي الاطار الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني (أ.ف.ب)
المكونات السياسية اليمنية، ومن بينها جماعة الحوثي وحزب الرئيس اليمني المخلوع، يغادرون مطار صنعاء على متن طائرة إلى جنيف وفي الاطار الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني (أ.ف.ب)
TT

وفد الحوثيين والمكونات السياسية غادر إلى جنيف.. وانزعاج جنوبي من تمثيل «الحراك»

المكونات السياسية اليمنية، ومن بينها جماعة الحوثي وحزب الرئيس اليمني المخلوع، يغادرون مطار صنعاء على متن طائرة إلى جنيف وفي الاطار الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني (أ.ف.ب)
المكونات السياسية اليمنية، ومن بينها جماعة الحوثي وحزب الرئيس اليمني المخلوع، يغادرون مطار صنعاء على متن طائرة إلى جنيف وفي الاطار الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني (أ.ف.ب)

بعد تأجيل استمر لأكثر من 48 ساعة، غادر وفد المكونات السياسية اليمنية صنعاء باتجاه جنيف، للمشاركة في المشاورات التي سترعاها الأمم المتحدة اليوم، وقال مصدر سياسي يمني في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن موافقة الحوثيين على الذهاب إلى جنيف، جاءت بعد رفضهم ذلك لأسباب تتعلق بطريقة إدارة المشاورات بين الأطراف اليمنية وخلافات مع حزب المؤتمر الشعبي العام، بزعامة المخلوع علي عبد الله صالح حول نسب التمثيل، وإن أطرافا محلية وإقليمية ودولية عملت على ترويض مواقف الحوثيين المتشنجة والمتشددة، وهذه الأطراف هي المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد ودبلوماسيون عمانيون، إلى جانب وسطاء محليين (تحتفظ «الشرق الأوسط «بأسمائهم)، وقد أسفرت تلك الجهود عن التوصل لاتفاق يتعلق بالتمثيل في المشاورات، وينص على أساس مشاركة المكونات السياسية كالتالي: حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، «أنصار الله» الحوثيون وحلفاؤهم، أحزاب تكتل «اللقاء المشترك» وشركاؤهم والحراك الجنوبي السلمي. وبعد أن حطت الطائرة التي بعثت بها الأمم المتحدة ثلاث مرات في مطار صنعاء الدولي وحصولها على الإذن من قبل قوات التحالف، غادرت الطائرة وهي تحمل الوفود المشاركة، وهم: 5 من حزب المؤتمر و5 من الحوثيين وممثلون عن الحزب الاشتراكي اليمني وحزب اتحاد القوى الشعبية وحزب الحق والحراك الجنوبي السلمي، وكانت الطائرة الأممية غادرت مطار صنعاء، بعد ظهر أمس، عندما حان موعد مغادرتها قبل وصول ممثلي «أنصار الله»، وبعد وصولهم وإجراءات اتصالات مكثفة، عادت الطائرة للمرة الثالثة إلى المطار.
وما زالت طريقة التمثيل في مشاورات جنيف تثير حفيظة القوى السياسية اليمنية، ففي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور عبد الرحمن عمر السقاف، أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، أحد أعضاء الوفد إلى جنيف، إنهم ذاهبون إلى المشاورات من أجل إيقاف الحرب من أجل التنبه للجانب الإنساني والمعاناة التي يعيشها اليمنيون. وعلق السقاف على الصيغة الجديدة التي تم التوصل إليها لتمثيل القوى السياسية وأعلن رفضها، وقال إن «الحزب الاشتراكي اليمني ما زال يرفض خلط الأوراق عن طريق رسم اصطفافات، مرة ثنائية وأخرى رباعية»، مؤكدا أن حزبه سوف يشارك في مشاورات جنيف» كمكون مستقل، كما كان الحال بالنسبة لحضوره في حوار موفنبيك وقبله الحوار الوطني الشامل، إضافة إلى أنه (الاشتراكي) تلقى دعوة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة باسم الحزب الاشتراكي اليمني وليس ضمن قائمة (المشترك) أو أية قائمة أخرى». وأكد السقاف أن على «المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، أن يأخذ الأمور كما تطورت في اليمن، خاصة فيما يتعلق بتحديد القوى السياسية وبنفس الشروط والتي كان يجري بها الحوار الوطني الشامل، أي أن كل مكون يمثل نفسه وليس ضمن اصطفافات، فنحن لا نريد أن نحشر مع أحد ولا نريد إعادة تعويم الأحزاب بين القوى المتحاربة، بدلا من اصطفاف إلى أربعة»، حسب تعبيره، في حين يسري اعتقاد في الساحة اليمنية أن تكتل «اللقاء المشترك» الذي يضم حزب الإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، انفرط عقد تحالفه المتين منذ قبيل انطلاق الحوار الوطني الشامل وتباين مواقف أحزاب التكتل إزاء جملة من القضايا.
في هذه الأثناء، امتنع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عن المشاركة في المشاورات رغم تلقيه دعوة رسمية من أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون. وقال محمد مسعد الرداعي، الأمين العام المساعد للتنظيم لـ«الشرق الأوسط» إنهم يرفضون أن يكونوا مع طرف من الأطراف، «وأن تكون العملية هي تنفيذ القرار (2216) وأن نكون محسوبين على أي طرف». ويعتقد الرداعي أن مشاورات جنيف «إما أن تفشل أو أن يجري التوقيع على اتفاق جاهز تم ترتيبه في سلطنة عمان وستلتزم به كل الأطراف»، وذلك في ضوء الحوارات التي جرت في عمان «بمشاركة عدد من الأطراف بينها الولايات المتحدة وإيران». وأشار الرداعي إلى وجود حوار يجري، حاليا، بين بعض الأطراف اليمنية في ألمانيا الاتحادية. وقال إن المشاركين في حوار ألمانيا، هم ممثلون عن حزب المؤتمر الشعبي العام و«أنصار الله» الحوثيين و الحراك الجنوبي، حسب قوله.
وضمن المشاركين في المشاورات في جنيف باسم الحراك الجنوبي شخص يدعى غالب مطلق، وقد أثارت تسمية هذا الشخص حفيظة القوى والفصائل الجنوبية. وقال فؤاد راشد، أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي لـ«الشرق الأوسط» إن الحراك «طالب بوضوح أن يكون طرفا ثالثا موجودا ولم تتلق المكونات الوطنية الجنوبية المعروفة أي دعوة حضور حتى اليوم ونحذر من استقدام جهات أو أفراد جنوبيين ليست لهم صلة بالحراك والمقاومة الجنوبية، ذلك أن حضورهم كعدمه واستمرار لتزوير أدار الحراك الجنوبي منذ حوارات موفنبيك الشهيرة بصنعاء والتي أوصلت البلد للحرب»، في الوقت الذي نفى مصدر في «الهيئة الوطنية الجنوبية للتحرير والاستقلال» (الهيئة)، مشاركة الحراك في جنيف، وقال مصدر في «الهيئة»، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه «يؤسفنا أن يبدأ السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد باكورة أعماله بتمكين البعض من انتحال صفات ليست لهم وهو يعلم ذلك.. كما يعلم أن القوى الوطنية الجنوبية وفي المقدمة (الهيئة) قد وجّه الأمين العام للأمم المتحدة لرئيسها عبد الرحمن علي الجفري دعوة لحضور لقاء جنيف، فأرسل ردًا يرحب بالدعوة إن كانت القضية الجنوبية ستُناقش وأن يكون الحضور عنها كطرف مستقل. وأضاف أنه «تم توجيه رسالة مشتركة من الرئيس البيض والأستاذ الجفري، للسيد ولد الشيخ أحمد قبل ذلك، بناءً على اتصال مكتبه لدعوتهما لحضور جنيف، يحددان أن القضية الجنوبية يمثلها طرف مستقل عن طرفي الصراع على السلطة في صنعاء، طرف الشرعية وطرف الانقلابيين الغزاة، وسيحضر على هذا اﻷساس الطرف الذي يمثل القضية الجنوبية والحراك الجنوبي في أي لقاء أو مؤتمر تكون القضية الجنوبية على جدول أعماله».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.