طيران التحالف يقصف مدفعية ودبابات وتجمعات لميليشيا الحوثي وصالح في عدن

عدن: المقاومة في أبين تطلق سراح 4 أسرى مقابل إطلاق ميليشيات الحوثي لشيخ قبلي معتقل في العند

مقاتل من المقاومة الشعبية جنوب اليمن يوجه مدفعا رشاشا في الخط الأمامي للقتال ضد المتمردين الحوثيين على مشارف عدن (رويترز)
مقاتل من المقاومة الشعبية جنوب اليمن يوجه مدفعا رشاشا في الخط الأمامي للقتال ضد المتمردين الحوثيين على مشارف عدن (رويترز)
TT

طيران التحالف يقصف مدفعية ودبابات وتجمعات لميليشيا الحوثي وصالح في عدن

مقاتل من المقاومة الشعبية جنوب اليمن يوجه مدفعا رشاشا في الخط الأمامي للقتال ضد المتمردين الحوثيين على مشارف عدن (رويترز)
مقاتل من المقاومة الشعبية جنوب اليمن يوجه مدفعا رشاشا في الخط الأمامي للقتال ضد المتمردين الحوثيين على مشارف عدن (رويترز)

قال علي الأحمدي، الناطق باسم قيادة مجلس المقاومة في عدن، أمس، لـ«الشرق الأوسط»، إن طيران التحالف شن ضرباته خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث أغار على قوات وتجمعات حوثية في جبهة «جعولة» و«بئر أحمد» شمال عدن، محدثا خسائر كبيرة في هذه القوات. وأضاف أن الغارات قصفت أهدافا في مدن التواهي وخور مكسر ودار سعد، أسفرت عن تدمير دبابة ومدافع هوزر في التواهي غرب عدن، وضرب وتدمير «هنجر مؤن» ومبنى تجمعات شمال دار سعد، واستهدف طيران التحالف شاحنة على متنها حمولة ذخائر.
وكانت ميليشيات الحوثي وقوات موالية لعلي عبد الله صالح قد قامت بقصف عشوائي على أحياء سكنية في مديرية المنصورة بعدن. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن أحياء مدينة إنماء السكنية والتقنية ومناطق أخرى في مديرية المنصورة تتعرض منذ عصر أول من أمس لأعمال قصف عنيف وعبثي من قبل ميليشيات الحوثي وصالح.
واستهداف ميليشيات التمرد لهذه الأحياء السكنية ليس الأول؛ فقد سبق أن تعرضت مدينتا إنماء والتقنية ومديرية المنصورة لأعمال قصف مدفعي خلال الأسابيع الماضية، موقعة عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين والأطفال. ويذكر أن هذه الأحياء تعاني من زحام شديد جراء نزوح مئات الأسر إليها من مديريات التواهي والمعلا وخور مكسر وكريتر، وهي المدن الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية وقوات صالح.
وفي سياق متصل سيطرت المقاومة الجنوبية على حي النصر المحاذي لمطار عدن الدولي من جهة الشمال، وجزء من معسكر بدر جنوب المطار في مدينة خور مكسر، وفي جبهة بئر أحمد ما زالت المعارك محتدمة بين المقاومة وميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع، وقال مصدر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» بأن المقاومة تمكنت من صد الهجوم وتدمير عدد من الآليات، وأكد المصدر أن الميليشيات وقوات صالح قصفت عشوائيا بصواريخ الكاتيوشا أحياء سكنية في مدينة الشيخ عثمان.
وقال علي الأحمدي الناطق باسم قيادة مجلس المقاومة في عدن أمس لـ«الشرق الأوسط» بأن المقاومة تهاجم المطار منذ أول من أمس مشيرا إلى إحراز المقاومة تقدما شمال المطار، إذ كانت المقاومة سيطرت على عمارات سكنية هناك، فضلا عن سيطرتها على بوابة الدفاع الجوي المؤدية للمدرج.
ولفت الأحمدي إلى أن جبهة بئر أحمد الواقعة شمال عدن، دارت فيها معارك عنيفة خلال اليومين الماضيين، إذ كانت هذه الجبهة قد تعرضت لضغط كثيف استخدمت فيها الميليشيات الحوثية وقوات صالح المدفعية الثقيلة وبشكل عشوائي عبثي، ونوه إلى هناك معارك قوية في جبهة جعولة شمال مدينة دار سعد.
ومن ناحية ثانية قال مصدر طبي في عدن لـ«الشرق الأوسط» بأن حالات القتل والإصابة المسجلة فقط ليوم الأربعاء الماضي بلغت 13 حالة قتل بينهم طفلان وامرأة، فيما بلغت حالات الإصابة نحو 93 حالة بينهم 4 أطفال وامرأتان.
وفي محافظة أبين شرق عدن قال الناطق الرسمي باسم مجلس المقاومة في المنطقة منصور سالم العلهي لـ«الشرق الأوسط» بأن مواجهات دارت الخميس الماضي في جبهة عكد بين رجال المقاومة والميليشيات الحوثية وقوات صالح أسفرت عن إصابة ثلاثة من رجال المقاومة بإصابات مختلفة جراء إطلاق قذيفة هاون في جبهة عكد، وأشار إلى أن المقاومة ضربت الميليشيات وقوات المخلوع مخمدة نيرانها وموقعة قتلى وجرحى في صفوفها.
إلى ذلك تكللت وساطة قبلية عن إطلاق سراح شيخ قبلي معتقل لدى الميليشيات الحوثية في معسكر قاعدة العند مقابل إطلاق أربعة من أسرى الميليشيات لدى المقاومة في أبين، وقال منصور سالم العلهي بأن الشيخين عادل موفجة وأحمد مسعود السايماني قادا وساطة بين قيادة المقاومة بالمنطقة الوسطى وميليشيات الحوثي المتواجدة في مدينة لودر، وذلك لإتمام عملية تبادل الأسرى بين الطرفين ونص الاتفاق على إطلاق سراح الشيخ حكيم الحسني المعتقل لدى الحوثيين مقابل إطلاق سراح أسرى الحوثيين الأربعة.
وأشار العلهي أنه وبعد إطلاق سراح الشيخ حكيم الحسني، وفور وصوله إلى منزله بمدينة الممدارة بمحافظة عدن ظهر الجمعة الماضي أجرى اتصالاً هاتفيًا بالشيخين عادل موفجة وأحمد مسعود السليماني ليؤكد وصوله إلى منزله سالمًا، وعلى ذلك قامت المقاومة بإطلاق سراح أسرى الحوثيين لديها، والذين تم تسليمهم إلى قائد النقطة العسكرية الحوثية في مثلث كهرباء لودر بعد ساعات قليلة من إطلاق سراح الشيخ الحسني.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.