الحقيبة الثقافية

الحقيبة الثقافية
TT

الحقيبة الثقافية

الحقيبة الثقافية

«بيت الفرح» لوارتون بالعربية

دمشق ـ «الشرق الأوسط»: صدرت أخيرًا في دمشق الترجمة العربية لرواية «بيت الفرح» للروائية الأميركية إيدِث وارتون عن الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة بترجمة محمد منير الأصبحي. وكانت إيدث وارتون قد نشرتها سنة 1905، وهي العمل الروائي الأول لها. والكاتبة ولدت في مدينة نيويورك عام 1862في أسرة تتمتع بثروة ونفوذ كبيرين، وتوفيت عام 1937 في فرنسا.
يكتب المترجم في مقدمة الكتاب الذي جاء بنحو 500 صفحة من القطع الكبير: «لِمَ هذه الرواية؟ لِمَ رواية أميركية عن الطبقة الفاحشة الثراء؟» يجيب المترجم: «قد تكون الإجابة كافية بأنها رواية متميزة لكاتبة بارزة! لكن هذا ليس الجواب الكامل، فالرواية تزود القارئ بنظرة فاحصة لطبقة (النخبة) التي لديها من الثراء ما يجعلها تنفق بلا حساب. والرواية تعطينا صورة عن نيويورك عند نهاية القرن التاسع عشر حين كانت مدينة صغيرة آمنة، وحين بدأ انتشار الكهرباء والسيارات والقوارب والسفن البخارية، وأصبح التنقل عبر المسافات الطويلة أكثر سهولة.. لكن الأهم من ذلك، وما يكسب الرواية عالميتها أنها تتناول مأساة امرأة مضطرة للتقيد بقيود المجتمع وبقيمه، وهي تناضل لتنال شيئًا من الحرية، وبالتالي فالقصة تحكي مأساة المرأة أينما كانت.
بطلة الرواية ليلي بارت تنتمي إلى الطبقة الأرستقراطية في نيويورك، لكنها لا تملك المال الكافي لحمايتها، لذلك تقع فريسة سهلة للمجتمع الذي تعيش فيه، فهي تعيش في صراع بين قيم أخلاقية واجتماعية تميزها عن ذلك المجتمع، والرغبة في الحصول على المال الذي يضمن لها البقاء فيه.
لقد وصف لويس أوتشينكلوس «بيت الفرح» بأنها تصوير رائع لكلا الضعف والنبل الإنساني وهجوم مرير على القيم الاجتماعية المزيفة.

سيرة عطا عبد الوهاب في طبعة جديدة

عمان ـ «الشرق الأوسط»: عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، صدرت طبعة جديدة لسيرة حياة الأديب والدبلوماسي العراقي عطا عبد الوهاب، المقيم في عمان وصاحب «صالون الثلاثاء» الذي ينعقد في منزله بانتظام منذ عام 2009 في عمان، ويحضره كثير من المثقفين العراقيين، بعنوان «سلالة الطين».
يقول الكاتب، وهو يصف رحلة إلى بغداد في سيارة دبلوماسية، بعد اختطافه من الكويت:
«أخذنا نطوي الأرض في ذلك الظلام بصمت يشوبه التوتر.. أوشكنا على وصول صفوان».
ثم يصف الارتباك الذي حصل عند نقطة الحدود هذه، وإجراء معاملة العبور، وهو يجلس في السيارة مكبلا، فيقول عند انتهاء الإجراءات:
«بعد مسافة ما قال السائق: أخرجوا الديناميت من جيبه الآن، وفكوا وثاقه. أخذت أتحسس معصمي، واعتدلت في جلستي، وأدركت أنني لم أزل حافيا فانتعلت حذائي، وفجأة، وبما يشبه الوحي الذي يأتيني من فضاء ما بعيد، قلت بهدوء أخاطب السائق: أنت وجماعتك لا تعرفونني، ولعلكم أمرتم بهذا الواجب. أما أنا فأعرف مصيري، وأقول لكم: ستظهر الحقيقة ذات يوم، فإذا ظهر لكم حقا أنني كنت مذنبا فعليكم أن تلقوا بعظمة في زقاق، وإذا ظهر لكم حقا أنني كنت بريئا فعليكم أن تقذفوا بوردة نحو السماء. خيم الصمت على الجميع، وشعرت كأنني أدلهم على التكفير عن فعلتهم الشنيعة».
تقع الطبعة الجديدة في 584 صفحة من القطع الكبير. والغلاف من تصميم سينا عطا عبد الوهاب والخطوط للفنان سلمان أكبر.

خطوط الصدع في الاقتصاد العالمي

الدمام ـ «الشرق الأوسط»: أصدر مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتابا جديدا بعنوان: «خطوط الصدع: كيف لا تزال الشروخ المستترة تهدد الاقتصاد العالمي» للمؤلف راغورام غ. راجان، وترجمه إلى العربية الباحث والكاتب الصحافي طارق عليان.
وراجان من الخبراء الاقتصاديين القلائل الذين نبّهوا إلى الأزمة المالية العالمية قبل وقوعها. وفي هذا الكتاب يكشف راجان عن بعض العيوب الخطيرة في الاقتصاد القائم. يتتبّع راجان خطوط الصدع الاقتصادية العميقة في عالم يعتمد اعتمادًا مفرطًا على المستهلك الغارق في الديون لتحريك عجلة النموّ الاقتصادي العالمي وتجنّب التراجع. ويظهر أن تنامي انعدام المساواة وضعف شبكة الأمان الاجتماعي في بعض الدول يؤديان إلى ضغوط سياسية هائلة تشجّع على تسهيل الاقتراض والمحافظة على متانة استحداث الوظائف، بصرف النظر عن العواقب الاقتصادية على المدى الطويل.
والمؤلف عالم اقتصاد هندي عُيّن محافظًا لبنك الاحتياطي الهندي، بالإضافة إلى عمله أيضا كأستاذ كرسي إريك ج. غليتشر للخدمة المتميزة في المالية بكلية بوث للأعمال بجامعة شيكاغو. كما يعمل راجان كأستاذ زائر لدى البنك الدولي ومجلس الاحتياطي الفيدرالي والهيئة البرلمانية السويدية، وقد سبق له أن شغل منصب رئيس الجمعية المالية الأميركية، ومنصب كبير الخبراء الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي.
تخرج عام 1985 في المعهد الهندي للتكنولوجيا في دلهي حاملاً شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية، وأتم دراسته لنيل ماجستير إدارة الأعمال في المعهد الهندي للتكنولوجيا في أحمد آباد في عام 1987، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الإدارة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1991 عن أطروحته المعنونة «مقالات حول المصرفية».



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.