تأجيل ثان لمشاورات الأطراف اليمنية ومساعٍ عمانية لإقناع الحوثيين بالمشاركة

مصادر: خلافات في الساعات الأخيرة تحول دون مغادرة وفد صنعاء إلى جنيف

تأجيل ثان لمشاورات الأطراف اليمنية ومساعٍ عمانية لإقناع الحوثيين بالمشاركة
TT

تأجيل ثان لمشاورات الأطراف اليمنية ومساعٍ عمانية لإقناع الحوثيين بالمشاركة

تأجيل ثان لمشاورات الأطراف اليمنية ومساعٍ عمانية لإقناع الحوثيين بالمشاركة

أرجأت مرة أخرى، مساء أمس، مغادرة الوفد المشارك من صنعاء في مشاورات جنيف التي كانت مقررة اليوم (الأحد) وجرى تأجيلها إلى يوم غد (الاثنين)، بعد خلافات وسط الحوثيين الذين لم يتفقوا على صيغة معينة لمن يمثلهم في المشاورات المهددة بالتأجيل مرة أخرى. وقال مصدر سياسي يمني مطلع، لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد لم يغادر، وإنه ليست هناك أي مؤشرات على أنه سوف يغادر قريبا. وأشار المصدر إلى اجتماعات ونقاشات جرت ليلة الجمعة إلى وقت متأخر من الليل، ونقاشات أخرى طوال يوم أمس، حول «جملة من القضايا الفنية».
في هذه الأثناء، غادرت الطائرة التي بعثت بها الأمم المتحدة إلى صنعاء لتقل وفد الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام وبقية المشاركين في مشاورات جنيف من ممثلي المكونات السياسية الأخرى، دون أن تقل تلك الأطراف، بعد أن ظلت رابضة في المطار ليومين متتاليين.
وأكدت مصادر «الشرق الأوسط» استمرار الخلافات بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي صالح، حول قائمة ممثلي الطرفين في المشاورات وخلافات حول قضايا أخرى. لكن المصادر أشارت إلى جهود ومساع تبذلها أطراف محلية بالتنسيق مع المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لحل الإشكالات العالقة والتي أفضت إلى تأجيل مغادرة الوفد المشارك في المشاورات من صنعاء. وأكد مصدر مطلع، لـ«الشرق الأوسط»، قيام سلطنة عمان بجهود ومساع لإقناع الحوثيين بعدم مقاطعة جنيف والمشاركة في المشاورات، في إشارة واضحة إلى رفضهم في آخر لحظة الذهاب إلى جنيف. وتحدثت مصادر سياسية في صنعاء عن أن الخلافات، المشار إليها سلفا، تطورت إلى رفض جماعة الحوثي الذهاب إلى جنيف، وطرحهم لانتقادات تتعلق بالتحضيرات للمشاورات وطريقة إدارة الجهة الراعية، الأمم المتحدة، لعملية التشاور، خاصة في ما يتعلق باعتبار القرار الأممي (2216) أهم البنود التي سيتم التشاور بشأنها، في الوقت الذي قالت فيه مصادر مقربة من قيادي بارز في حركة «أنصار الله» إن الحوثيين يطالبون بوضع «اتفاق السلم والشراكة»، الموقع بين القوى السياسية اليمنية قبيل انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية في صنعاء، كإحدى أدبيات ومرجعيات مشاورات جنيف. كما يرفض الحوثيون اعتبار مقررات مؤتمر الرياض، الذي انعقد الشهر الماضي، واحدة من أدبيات المشاورات. وبحسب مصادر «الشرق الأوسط»، فقد طرحت أطراف التوسط على الجميع للذهاب إلى جنيف ومن ثم طرح ما لديهم هناك عبر الوسيط الدولي.
وفي ضوء المعطيات التي رشحت من المصادر، فإن مشاورات جنيف سوف يجري تأجيلها إلى أجل غير مسمى، إن لم تتوصل الأطراف المختلفة في صنعاء إلى اتفاق بحلول نهار اليوم (الأحد). وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع تصريحات لمصدر في حركة «أنصار الله» الحوثية، اتهم فيها دول التحالف بعرقلة الحوار، كما اتهم الولايات المتحدة بالمشاركة في الدمار الذي لحق باليمن. كما تتزامن عرقلة انعقاد مشاورات جنيف مع التصعيد العسكري اللافت في جبهات القتال في أكثر من محافظة يمنية وعلى الحدود اليمنية - السعودية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.