مطعم الاسبوع: «يوان».. سفير المطبخ الصيني إلى دبي

عنوان يشدك برائحته

ركن خاص في مطعم «يوان» بفندق «أتلانتس» بدبي، من الأطباق المميزة في المطعم
ركن خاص في مطعم «يوان» بفندق «أتلانتس» بدبي، من الأطباق المميزة في المطعم
TT

مطعم الاسبوع: «يوان».. سفير المطبخ الصيني إلى دبي

ركن خاص في مطعم «يوان» بفندق «أتلانتس» بدبي، من الأطباق المميزة في المطعم
ركن خاص في مطعم «يوان» بفندق «أتلانتس» بدبي، من الأطباق المميزة في المطعم

نسبة كبيرة من الذواقة تفضل المطاعم المنفردة على المطاعم التابعة لفنادق، وهذا التفضيل يعود إلى عدة أسباب، على رأسها الشعور بالخجل عند دخول المطعم عن طريق البهو الرئيسي، لا سيما إذا كان الضيف يسعى إلى الخصوصية، والسبب الآخر هو أن هناك فكرة شائعة بأن مطاعم الفنادق ليست جيدة وتستفيد في أغلب الأحيان من شهرة الفندق واسمه، وهناك من يعتقد أن زيارة المطعم داخل الفندق لأول مرة تكون محرجة إذا غير الزبون رأيه عند رؤية لائحة الطعام أو الأسعار.
ولكن هذا الأمر لا ينطبق على جميع المطاعم التابعة لفنادق عالمية، خاصة إذا كان المطعم يتمتع باسمه المعروف وبشهرة واسعة للطاهي الرئيسي فيه، والأهم إذا كان المطعم يتمتع بمدخل خاص يغنيك عن الدخول عبر طريق بهو الفندق، وهذه النقطة أصبحت الفنادق الجديدة تتنبه إليها وتعمل على تفاديها.
في دبي تختلف الفكرة بعض الشيء إذا ما قارناها مع أوروبا؛ لأن غالبية المطاعم الجيدة موجودة داخل الفنادق، وأبرز مثال على ذلك نجاح مطعم «يوان» الصيني التابع لفندق «أتلانتس»، فمنذ افتتاحه عام 2013 وهو عنوان الذواقة في دبي، والسبب يعود إلى ما يقدمه من جودة في الطعام وأجواء مريحة وديكورات راقية وتنوع، ويشرف عليه الشيف جيف تان الذي عمل سابقا في مطعم «هاكاسان مايفير» والمشهور بتقديمه أشهى أطباق المطبخين الكانتوني والسيشواني.
مفهوم مطعم «يوان» هو توفير تجربة ضيافة صينية تقليدية في جو حيوي وأنيق، مع إضافات غير مسبوقة على مستوى المنطقة.
عندما تدخل إلى المطعم تشعر أنك تدخل منزلا صينيا تقليديا يعكس تصميم «سيهيوان»، وقد تم اتخاذ كل الخطوات اللازمة لضمان توفير تجربة فريدة؛ لتوفير أجواء رائعة وضيافة مميزة. وتكون بانتظارك مضيفات بلباس صيني موحد جميل، واللافت هو اهتمام إدارة المطعم بالخدمة وأسلوب الضيافة، وهذا جلي من خلال ما تقوم به المضيفات والندل، فالمطبخ الصيني لا يزال غير واضح المعالم بالنسبة لكثيرين، وهنا نجح العاملون بالمطعم في توضيح قائمة الطعام وتفسير أسماء الأطباق، حتى إنهم قاموا بتقديم الأفكار والنصيحة للزبائن.
ويمكن لزوار المطعم الاستمتاع بتجربة ضيافة في الفناء الداخلي أو في منطقة «ذا برينسيبل هاوس»، التي توفر مشاهد طبيعية ودافئة، وتشبه هذه المساحة الأماكن الصينية الراقية التي بنيت للنبلاء.
ويقدم «يوان» قائمة واسعة من الأطباق الكانتونية والسيشوانية الصينية التقليدية بمكونات طازجة ومعدة بأفضل أساليب الطهي الغربي الحديث.
ونجح الشيف تان في مزج المطبخ الآسيوي بالمطبخ الشرق أوسطي لإرضاء الذائقة العربية، وكانت النتيجة أطباق الباربكيو الشرقية كالبط المحضر من «بكين»، ودجاج الكريسبي المشوي بخمسة أنواع من التوابل، واللحم المطبوخ ببطء لمدة 26 ساعة. بالإضافة إلى قائمة طويلة من الأطباق البحرية كسمك الفيليه المحضر من «تشيلي» والمحمص في الفرن مع صلصة صويا العسل، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من أطباق اللحوم والدجاج وأطباق الأرز والمعكرونة، من دون أن ننسى تشكيلة أطباق الـ«ديم سام».

* شاي على الطريقة الصينية
* يقدم مطعم «يوان» حفلات شاي، وهي من التقاليد الصينية العريقة. ويوفر هذا الحفل فرصة للضيوف للاستمتاع بنكهات الشاي المحضرة يدويا خصيصا وجلبت من مناطق مختلفة، إلى جانب تقديم الحلويات الصينية التي لا تزال غير معروفة بالنسبة لكثيرين.
يفتتح مطعم «يوان» أبوابه يوميا من الساعة 6 مساء وحتى 11 مساء من السبت إلى الأربعاء، ومن 6 مساء حتى 2 فجرا يومي الخميس والجمعة.
[email protected]



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.