صالح الداود: مؤشر مستوى الكرة الخليجية «خطير» ويدعو للتشاؤم

لاعب المنتخب السعودي السابق قال إن الأخضر عانى من إرهاق الموسم

منتخب البحرين تعرض لهزيمة غير متوقعة على يد الفلبين (أ.ف.ب)
منتخب البحرين تعرض لهزيمة غير متوقعة على يد الفلبين (أ.ف.ب)
TT

صالح الداود: مؤشر مستوى الكرة الخليجية «خطير» ويدعو للتشاؤم

منتخب البحرين تعرض لهزيمة غير متوقعة على يد الفلبين (أ.ف.ب)
منتخب البحرين تعرض لهزيمة غير متوقعة على يد الفلبين (أ.ف.ب)

اعتبر صالح الداود لاعب المنتخب السعودي السابق أن مؤشر مستويات المنتخبات الخليجية بات خطيرا، وذلك إثر النتائج التي تحققت في الجولة الأولى من التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم «روسيا 2018» وكأس آسيا «الإمارات 2019»، وقال: «علينا الاعتراف بأننا تراجعنا، صحيح أن المنتخبات التي كانت ضعيفة تحسنت بشكل طفيف، لكن أعتقد أن مستويات منتخباتنا باتت تحتاج إلى وقفة».
ويعلق الداود، الذي شارك مع الأخضر السعودي في مونديال 1994، على هذا التراجع بالقول: «الأسباب تعددت ويأتي في مقدمتها عدم الاستقرار الذي تعانيه منتخبات المنطقة على مستوى المدربين واللاعبين، فمن النادر أن نجد منتخبا يخوض مباراة بتشكيلة ثابتة لخمس مباريات متتالية».
وكان «الأخضر» السعودي بطل آسيا 3 مرات، والمصنف 10، قاب قوسين أو أدنى من الخروج متعادلا مع المنتخب الفلسطيني (14) بعدما قلب الأخير تأخره من (0 - 2) إلى (2 - 2).. قبل أن ينسل «المتألق» محمد السهلاوي من بين مدافعي «الفدائي» مانحا الأخضر فوزا صعبا، برّره المدرب فيصل البدين بقوله إن المنتخب الضيف لجأ إلى التراجع في منطقته و«هذا لم يساعدنا على زيادة غلة الأهداف حتى في ظل تقدمنا بالنتيجة».
ويلفت الداود الذي وجود في صفوف المنتخب السعودي حين أحرز كأس الخليج لأول مرة عام 1994، إلى أن الموسم الماضي كان قاسيا ومضغوطا جدا على لاعبي المنتخبات نظرا لإقامة كاس آسيا وكأس الخليج، فضلا عن الدوريات المحلية وبطولة دوري أبطال آسيا، وهذا ما وضع اللاعبين في حالة من الإرهاق، لأنهم لا يملكون الجهد البدني الكافي لخوض موسم مضغوط بهذا الشكل.
ويتوقع صالح الداود الذي لعب في صفوف الجيل الذهبي لفريق الشباب قبل أن يحترف مع السد القطري، أن تشهد الجولات المقبلة بعض التحسن خاصة بالنسبة لتلك المنتخبات التي ستخوض جولتها المقبلة في سبتمبر (أيلول) المقبل لأن الوقت حينها سيكون كافيا لتحقيق الانسجام المطلوب بين الجهاز الفني واللاعبين.
ويرى الداود أن الصورة أصبحت أكثر تشاؤما، وبات على المنتخبات الخليجية أن تدرك طريقها مجددا خصوصا أن صورتها باتت معرضة لأن تهتز عند أي استحقاق أمام منتخبات كانت في الزمن القريب تُحصي عدد الأهداف التي تهز شباكها.
ولم تكن الجولة الأولى من التصفيات لقمة سائغة لكثير من المنتخبات الخليجية التي وقعت في مطب «وهم» الفوارق الفنية المستند إلى التصنيف العالمي للمنتخبات الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» شهريا.
وبخلاف الحضور الممتاز الذي أظهره المنتخب الأردني باكتساحه نظيره الطاجيكي (3 - 1)، والسداسية التي حققها المنتخب السوري على حساب غريمه الأفغاني، واقتناص الأزرق الكويتي لفوز غال من لبنان، فإن ما تبقى من نتائج أظهر أن منتخبات «غرب القارة» بدأت تعاني أمام نظرائها الذين كانت تتفوق عليها سابقا بعدد كبير من الأهداف.
وإذا كانت المؤشرات في الاستحقاقات القارية والدولية الأخيرة قد كشفت عن عمق الهوة بين منتخبات الصف الأول كاليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران، فإن الجولة الأولى للتصفيات المزدوجة قد أظهرت أيضا نجاح المنتخبات المغمورة «آسيويا» بتجسير الفوارق مع نظيراتها التي كانت في سنوات سابقة تتصدر المشهد القاري.
وكان ما تعرض له المنتخب البحريني بمثابة الإنذار للبقية حين افتتح الجولة «عربيا» بخسارة غير متوقعة على الإطلاق أمام المنتخب الفلبيني الذي تقدم بهدفين نظيفين قبل أن تسعف اللحظات الأخيرة لاعب البحرين عبد الوهاب المالود في تسجيل هدف حفظ ماء الوجه في مانيلا.
ورغم ما تمتع به المنتخب البحريني المصنف قاريا في المركز (13) من فترة إعداد طويلة تحت قيادة الأرجنتيني سيرجيو باتيستا إلا أنه وقع فريسة لنظيره الذي يحتل المركز (20)، ولم تكن تبريرات باتيستا بعد المباراة مقنعة بسبب الصورة الهزيلة التي ظهر عليها المنتخب، وإن كان يشفع له أنه بحاجة لمزيد من الوقت مع اللاعبين، وهذا ما وعد به عندما أكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرا كبيرا.
ولم يكن المنتخب العماني أفضل حالا بكثير من شقيقه البحريني. وعلى الرغم من نجاحه في العودة من الهند بالنقاط الثلاثة، فإن ذلك لا يشفع له على الإطلاق بعد أن حقق فوزا هزيلا ويضعه أمام تحديات تلميع الصورة مجددا، خاصة ـن الفرصة ستكون متاحة بسبب غيابه عن التصفيات في الجولة المقبلة، الثلاثاء المقبل.
وكما هو الحال في عُمان، كان على الجماهير القطرية أن تعيش دقائق عصيبة قبل أن ينجح المنتخب العنابي المصنف (9) بتحقيق فوز قيصري على نظيره المالديفي المصنف (39) في مباراة احتاج خلالها العنابي إلى 98 دقيقة كي يهز شباك المنتخب المضيف الذي كاد ينجح لاعبوه في نصب فخ غير متوقع للمنتخب القطري الطامح إلى بلوغ المونديال المقبل في روسيا قبل أن تستضيفها بلاده عام 2022.
ويبدو ان العنابي سيكون بحاجة إلى الكثير من العمل في الأسابيع المقبلة، خاصة أن المستوى الفني كان مخيبا للآمال لمنتخب عائد للتو من معسكر رفيع المستوى في (مركز سانت جورج بارك) للتدريب في ستافوردشير ببريطانيا، وهو المقر الرسمي لاستعدادات المنتخب الإنجليزي قبل البطولات الرسمية والمهمة.
وكان العنابي قد تلقى خلال المعسكر الخسارة في مباراته الودية الثانية أمام المنتخب الاسكوتلندي المصنف (28 عالميا) بهدف نظيف علما بأنه سبق وتعادل مع منتخب آيرلندا الشمالية بهدف لمثله.
وإذا كان هناك من التمس الأعذار للمدرب الأوروغواياني دانيال كارينيو الذي تسلم تدريب العنابي قبل نحو شهر تقريبا، وهي فترة غير كافية على الإطلاق للإعداد وفرض الأسلوب، لكن قوله بعد المباراة بضرورة «أن نستفيد وأن نتعلم من كل التجارب ومن كل المباريات»، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المباريات ستكون صعبة والنتائج ستبقى هي الأهم.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».