المقاومة الشعبية تسيطر على مديرية المسيمير الاستراتيجية وتقترب من قاعدة العند العسكرية

التمرد يخسر 4 قادة ميدانيين في معارك.. وتنسيق في جبهات الضالع وردفان لمواجهة كافة الاحتمالات

عشرات اليمنيين يتكدسون فوق شاحنة بإحدى ضواحي صنعاء بسبب أزمة الوقود الخانقة التي أرغمت المواطنين على استخدام شاحناتهم كسيارات أجرة (رويترز)
عشرات اليمنيين يتكدسون فوق شاحنة بإحدى ضواحي صنعاء بسبب أزمة الوقود الخانقة التي أرغمت المواطنين على استخدام شاحناتهم كسيارات أجرة (رويترز)
TT

المقاومة الشعبية تسيطر على مديرية المسيمير الاستراتيجية وتقترب من قاعدة العند العسكرية

عشرات اليمنيين يتكدسون فوق شاحنة بإحدى ضواحي صنعاء بسبب أزمة الوقود الخانقة التي أرغمت المواطنين على استخدام شاحناتهم كسيارات أجرة (رويترز)
عشرات اليمنيين يتكدسون فوق شاحنة بإحدى ضواحي صنعاء بسبب أزمة الوقود الخانقة التي أرغمت المواطنين على استخدام شاحناتهم كسيارات أجرة (رويترز)

فيما تواصلت غارات طيران التحالف، على أهداف وتجمعات وأسلحة تابعة للميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وفي جبهات عدة في عدن والضالع ولحج وأبين، سيطرت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، على مديرية المسيمير جنوب الضالع، محققة بذلك تقدما مهما يجعلها قريبة من قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية جنوبا، كما يضع المقاومة على عتبات السيطرة على أهم شريان بري رابط بين مدينة تعز شمالا ولحج وعدن جنوبا.
وقال مصدر في المقاومة الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» بأن لقاء ضم قائد المقاومة الجنوبية عيدروس الزُبيدي بقيادة جبهة المسيمير بمحافظة لحج ظهر، ناقش التطورات العسكرية الحاصلة في الجبهتين الضالع والمسيمير وسبل التنسيق المشترك بين الجبهتين لتأمين انتصارهما وتعزيزهما بكل الوسائل القتالية والبشرية وما يجعلهما قادرتين على مواجهة كل الاحتمالات العسكرية.
ويأتي لقاء قائد المقاومة الجنوبية بقادة جبهة المسيمير جنوب الضالع عقب معركة تطهير المديرية من الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع، وهو ما اعتبره عسكريون تقدما جديدا تحرزه المقاومة الجنوبية، بحيث صارت المقاومة على مشارف الطريق الرئيسي الرابط بين محافظتي تعز وعدن. وكانت المقاومة الجنوبية في سيلة بله العند شمال شرقي محافظة لحج قد سيطرت ظهر أول من أمس على أغلب مراكز مديرية المسيمير بعد معارك عنيفة استمرت لساعات وتمكنت المقاومة على إثرها من إخراج ميليشيات الحوثي والمخلوع، كما استولت على دبابة، ومدفع بي عشرة، وأسلحة رشاشة، وعربتين مصفحتين. وقال مصدر في جبهة المسيمير لـ«الشرق الأوسط» بأن المعركة كانت ضارية وتمكنت المقاومة الجنوبية خلالها من تدمير 3 دبابات ومدفع، وأضاف أن الميليشيات وقوات صالح وبعد سيطرة المقاومة على عاصمة المسيمير انسحبت باتجاه العند وسط تكبيرات وطلقات الانتصار.
إلى ذلك واصل طيران التحالف العربي، طلعاته الجوية، خلال الساعات الماضية، مستهدفا عددا من الآليات والمواقع والتجمعات للميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع. وقال مصدر في قيادة المقاومة في عدن لـ«الشرق الأوسط» بأن الأهداف التي ضربتها طائرات التحالف العربي خلال الساعات الماضية كانت عبارة عن دبابتين في منطقة بير علي، ومدفع في راس عمران غرب عدن. وأضاف المصدر أن القصف طال هنجرا كان يتجمع فيه قرابة 15 مقاتلا حوثيا، إضافة إلى مدفع 23. كما قصف الطيران عمارة في جولة الكراع في دار سعد شمال عدن كان يتواجد فيها أكثر من 20 مقاتلا حوثيا.
من جهة ثانية أفادت مصادر محلية يمنية أمس بقتل 4 من قادة الحوثيين الميدانيين في معارك متفرقة، إضافة إلى مقتل شقيق قائد المقاومة الشعبية في محافظة تعز وسط اليمن، إثر اشتباكات مع مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية المدعومة بقوات تابعة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن عز الدين المخلافي شقيق حمود سعيد المخلافي قائد المقاومة الشعبية في محافظة تعز قتل في وقت مبكر أمس إثر اشتباكات مع مسلحي الحوثي في مدينة تعز عاصمة المحافظة الأكثر سكانا في البلاد والمشرفة على الممر البحري الدولي «باب المندب». يأتي هذا في الوقت الذي اندلعت فيه أمس اشتباكات عنيفة بين مسلحي المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثي في عدة أحياء بمدينة تعز من بينها حي كلابة وحي الجمهوري ومحيط جبل جرة الاستراتيجي المطل على مدينة تعز من الجهة الشمالية. وقال سكان محليون إن هذه الاشتباكات أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين، لم يتسن معرفة عددهم بشكل دقيق. وتدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين منذ أكثر من شهرين في المدينة ذاتها خلفت عددا كبيرا من القتلى والجرحى معظمهم من الحوثيين وفقا لمصادر محلية.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».