في وقت أعلن فيه المشرف على ميليشيا الحشد الشعبي، هادي العامري، وقف العمليات العسكرية في محافظة الأنبار بهدف إتاحة الفرصة للعوائل للخروج منها، فقد نفى أمير قبائل الدليم الشيخ ماجد العلي السليمان، طلب الاستعانة أو الاستنجاد بالحشد الشعبي أو الإساءة إلى دول الخليج العربي وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية.
وقال السليمان في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما نقل عني في بعض الوكالات والمواقع الإلكترونية المشبوهة التي تدار من خلف الحدود بهدف الإساءة إلى الرموز والقيم العشائرية العربية الأصيلة من استنجادي بقوات الحشد الشعبي لتحرير محافظة الأنبار، عارٍ عن الصحة تمامًا، مع كامل احترامي لأخوتنا العشائر الشيعية التي تربطنا بها علاقات أخوة ودم ومصاهرة، فضلاً عن انتمائنا لوطن واحد». وأضاف أن «ما قلته من كلام وليس لهذه المواقع والوكالات حيث لم أدل بأي تصريح لها لا من قريب ولا من بعيد أنني أطالب بتسليح عشائر المحافظة التي لديها من الرجال ما يكفي ليس لمقاتلة الدواعش فقط، وإنما كسر الحديد ولكنهم بلا سلاح ولا عتاد ولا تدريب في حين يعلن البعض أن على العشائر في الرمادي وغيرها مقاتلة (داعش)»، مؤكدًا أن «هذه العشائر نفسها هي التي طردت القاعدة عامي 2006 و2007 عندما جرى تسليحها، وهي التي حمت العراق وبغداد من السقوط، وأعادت التواصل بين المحافظات بما في ذلك الطريق الدولي السريع بين العراق وكل من الأردن وسوريا».
وأوضح السليمان أن «مطالباتي بتسليح العشائر مستمرة منذ عهد حكومة نوري المالكي الذي طالبناه مرات كثيرة، وكذلك الأمر مع رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي الذي التقيناه قبل مدة واتفقنا معه على تدريب وتسليح 30 ألف مقاتل من أبناء عشائر المحافظة وهو ما لم يحصل».
وعد السليمان «مثل هذه المحاولات لتيئيس العشائر، أمر يصب في مصلحة أعداء العراق ومن ثم يجري تقويلنا ما لم نتفوه به». وبشأن ما ورد من اتهامات لبعض دول الخليج العربي، قال السليمان إن «ما ورد على لساني عارٍ عن الصحة تمامًا وهو كلام رخيص يهدف إلى إيجاد شرخ في علاقتنا التاريخية مع إخوتنا في الخليج وبالذات المملكة العربية السعودية التي لدينا معها نحن آل علي سليمان وكل عشائر المحافظة، علاقات تاريخية أصيلة حيث نكن للأخوة في المملكة كل التقدير والاحترام»، كاشفًا أنه «كان طوال الشهر الماضي في المستشفى ولم يلتق أحدًا من الصحافيين ولم يدل بأي تصريح».
إلى ذلك أعلن المشرف على قوات ميليشيا الحشد الشعبي، هادي العامري، إن «رئيس الوزراء حيدر العبادي سيطلق نداء للعوائل بالخروج قبل انطلاق العملية في مرحلتها الأخيرة، لأن تطهير الرمادي سينعكس إيجابًا على محيط بغداد والمنظومة المائية لنهري دجلة والفرات».
من جهته، أكد عضو مجلس العشائر المنتفضة ضد تنظيم داعش في الأنبار، فارس إبراهيم، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «عشائر الأنبار تسمع بالجعجعة ولكن لا ترى طحينًا؛ فالحكومة تتحدث عن التسليح والتدريب، ولكنها حتى الآن لم تتقدم بما يكفي من خطوات على هذا الصعيد، بمن في ذلك قبول المتطوعين الذين يبلغون الآلاف، بينما هي تدقق في سجلاتهم بسبب أزمة الثقة كما أن الأميركان يتخبطون في توجهاتهم ويتعاملون وفق منطق رد الفعل لا الفعل».
وأضاف إبراهيم أن «كل هذه الخطوات لا تكفي لأنها في النهاية تؤدي إلى تقوية تنظيم داعش ما لم يتعرض لضربة قوية قاتلة، لأنه يجيد فن المناورة والتكتيك. وفي النهاية، فإنه لم يخسر شيئًا إذا ما استمرت الحرب فترة طويلة، لأن عمليات الاستنزاف تفيده بينما تشكل ضررًا كبيرًا على المحافظة وعلى عموم الأمن الوطني مع وجود أكثر من ثلاثة ملايين نازح، فضلاً عن تهرؤ البنية التحتية للمدن والمناطق والإنفاق الهائل على آلة الحرب».
شيخ قبائل الدليم لـ «الشرق الأوسط»: لم أستنجد بالحشد الشعبي.. ولدينا ما يكفي من الرجال
العامري يؤجل نيابة عن العبادي معركة الأنبار
شيخ قبائل الدليم لـ «الشرق الأوسط»: لم أستنجد بالحشد الشعبي.. ولدينا ما يكفي من الرجال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة