سوء التنسيق يوقف تسيير رحلات استعادة اليمنيين العالقين في الهند

مجلس الجاليات اليمني لـ («الشرق الأوسط»): 15 رحلة خصصت للإجلاء من مومباي نقلت 2350 مسافرًا

سوء التنسيق يوقف تسيير رحلات  استعادة اليمنيين العالقين في الهند
TT

سوء التنسيق يوقف تسيير رحلات استعادة اليمنيين العالقين في الهند

سوء التنسيق يوقف تسيير رحلات  استعادة اليمنيين العالقين في الهند

أكد المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم إيقاف رحلات إجلاء رعايا اليمن العالقين في الهند من مرضى وطلاب وغيرهم، وذلك بعد وصول آخر رحلة مخصصة لهذا الغرض قادمة من مومباي فجر أمس.
وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور إيهاب السقاف ممثل المجلس والذي يتولى حاليا إنهاء ملف استعادة أبناء اليمن العالقين في الخارج، بأن مستوى التنسيق مع الحكومة وطريقة تعاملها مع المجلس لإجلاء رعايا اليمن العالقين في الخارج كان أدنى من المستوى المأمول بكثير.
وقال إن «تعامل الحكومة كان ضعيفا، كما غاب تماما التواصل والتنسيق»، مبررا ذلك بـ«صعوبة الوضع الذي تمر به البلاد والسلطة الشرعية، علما بأن الأوضاع التي لا تخفى على أحد كانت سببا من أسباب تأخير إجلاء الرعايا على مدى أكثر من شهرين».
وعلى الرغم من ضعف تعامل الحكومة الذي حاول السقاف تبريره بالظروف، إلا أن السقاف في المقابل امتدح كثيرا التعاون الهندي، ووصفه بأنه «رائع وبالذات في مراكز الشرطة».
وثمن السقاف عاليا تسهيل الإجراءات الذي عمدت إليه السلطات الهندية في التعامل مع رعايا اليمن العالقين في مومباي، وخصوصا ما يتعلق بتجديد التأشيرات وتسهيل إجراءات السفر.
وأوضح أن عدد الرحلات التي تم تخصيصها لإجلاء العالقين في مومباي وصل إلى 15 رحلة، نقلت 2350 مسافرا من الجنسين كبارا وصغارا، من بينها رحلتان كانت محطتهما الأخيرة مطار سيئون.
وبين أن أبرز الجهود المبذولة في إنهاء ملف العالقين خارج البلاد، تشمل تسجيل الكشوفات ورفعها للجهات المختصة لتقديم العون، وتسكين العالقين ودفع إيجار مقار إقاماتهم نيابة عنهم، وتوفير بعض المواد الغذائية لهم، ودفع مبالغ مالية لبعض الحالات الحرجة في المستشفيات.
وأجزل السقاف الشكر والتقدير لكل من قدم يد العون والمساعدة لإنهاء معاناة أبناء اليمن العالقين في الخارج، سواء من جهات رسمية وأهلية وأفراد، وخصوصا الحكومة الهندية، والسفارة اليمنية في دلهي، القنصلية في بومباي بكل موظفيها وعلى رأسهم القنصل فؤاد مهيوب، ومكتب الخطوط اليمنية في بومباي ممثلة بمدير فرع المنطقة محمد الشيبة. وأضاف أن «الشكر موصول إلى العاملين في جمعية (عطاء)، جمعية عبد الله النوري الكويتية، جمعية إشاعة العلوم الهندية، مؤسسة الصالح الخيرية، ومستشفيات أبولو في نيودلهي». وثمن مواقف الطلاب اليمنيين الدارسين في الهند على التعاون الذي أظهروه مع أبناء وطنهم العالقين هناك، مشيرا إلى أن الطلاب قدموا الدور الأكبر في وتسهيل معاملات عودة العالقين.
وعلى الرغم من الحلول التي تم تنفيذها لإنهاء معاناة العالقين في الخارج، فإن توقف تسيير الرحلات يعني تمديد معاناة كل من لم تشملهم الرحلات في الفترة الماضية، وبخاصة من منعتهم ظروفهم الصحية من السفر، والطلاب المضطرين للبقاء إلى حين انتهاء مواعيد اختباراتهم.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.