كوبا أميركا.. بداية مبكرة ومسيرة متوترة تنتهي ببطولة مثيرة

أميركا الجنوبية منبع المهارة والفن الكروي بحثت أوائل القرن الماضي عن بطولة دولية تتنافس فيها منتخباتها

سانشيز ودياز أثناء تدريب منتخب تشيلي (أ.ف.ب)
سانشيز ودياز أثناء تدريب منتخب تشيلي (أ.ف.ب)
TT

كوبا أميركا.. بداية مبكرة ومسيرة متوترة تنتهي ببطولة مثيرة

سانشيز ودياز أثناء تدريب منتخب تشيلي (أ.ف.ب)
سانشيز ودياز أثناء تدريب منتخب تشيلي (أ.ف.ب)

مع بداية القرن العشرين ومع انتشار كرة القدم وزيادة شعبيتها في أماكن كثيرة بالعالم، بدأت قارة أميركا الجنوبية منبع المهارة والفن الكروي الجميل مرحلة البحث عن بطولة دولية تتنافس فيها منتخبات دول هذه القارة.
وكان للأرجنتين كلمة السبق في إقامة هذه البطولة وذلك في عام 1910 بمناسبة مرور مائة عام على الثورة الأرجنتينية. وإلى جانب المنتخب الأرجنتيني، شارك في هذه البطولة منتخبا تشيلي وأوروغواي. ولكنها لم تكن البطولة التي تصبو إليها هذه القارة التي كانت ولا تزال المصدر الرئيسي لأبرز المواهب الكروية في العالم، خاصة وأنها أقيمت قبل تأسيس اتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية (كونميبول). وفي عام 1916، استغلت الأرجنتين احتفالاتها المئوية باستقلالها وقدمت ضربة البداية لأقدم بطولة دولية لكرة القدم في العالم، حيث استضافت النسخة الأولى لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية تحت مسمى «بطولة أميركا الجنوبية للمنتخبات» وذلك في الفترة من الثاني إلى 17 يوليو (تموز) بمشاركة منتخبات الأرجنتين وتشيلي وأوروغواي والبرازيل. وتوج منتخب أوروغواي بلقب البطولة بتعادله السلبي مع أصحاب الأرض في الجولة الأخيرة من مباريات البطولة التي حققت نجاحا كبيرا لتكون دفعة قوية إلى تزايد عدد المنتخبات المشاركة فيها واستمرار إقامتها في السنوات التالية حتى 1929 بشكل سنوي باستثناء عامي 1918 و1929.
ومع إقامة بطولة كأس العالم الأولى في أوروغواي عام 1930 بعد منافسة شرسة مع الأرجنتين على حق الاستضافة، تسبب النزاع بين اتحادي كرة القدم بالبلدين في عدم إقامة البطولة القارية حتى عادت إليها الحياة عام 1935. وعانت البطولة من مشكلة عدم إقامتها بشكل دوري منتظم مما دفع البعض إلى اعتبار عدد من نسخها غير رسمية خاصة مع إقامتها بشكل سنوي أحيانا ثم كل عامين وكل ثلاثة أعوام وأحيانا كل أربعة أعوام وذلك حتى نهاية الخمسينات من القرن الماضي. وخلال هذه الفترة، لم تول بعض المنتخبات الأهمية المطلوبة لهذه البطولة حيث لم تكن مشاركة هذه المنتخبات بشكل منتظم رغم إقامة البطولة من دون تصفيات في ظل اقتصار الاتحادات الأهلية الأعضاء في الكونميبول على عدد صغير للغاية.
ونجح المنتخب الأرجنتيني في ترك بصمة واضحة في تاريخ البطولة في منتصف الأربعينات من خلال الفوز بلقب البطولة ثلاث مرات متتالية أعوام 1945 و1946 و1947 ليصبح أول فريق يتوج بلقب البطولة ثلاث مرات متتالية. وخلال فترة الستينات، أقيمت البطولة مرتين فقط في عامي 1963 و1967 ولم تستأنف إلا في عام 1975 بعد توقف دام ثماني سنوات وذلك تحت اسم جديد هو اسمها الحالي (كوبا أميركا). وظلت البطولة تقام كل أربع سنوات حتى عام 1987 رغم عدم إقامتها بطريقة البطولات السابقة المجمعة، حيث كانت تقام بنظام الذهاب والإياب بعد تقسيم المنتخبات التسعة المشاركة إلى مجموعات فيما يتأهل حامل اللقب إلى المربع الذهبي مباشرة. ولكن الكونميبول قرر في عام 1986 عدم استمرار البطولة بهذا الشكل وأن تعود لنظام إقامتها بطريقة البطولة المجمعة في إحدى الدول بطريقة المداورة بين الدول العشر الأعضاء في الكونميبول على أن تقام البطولة كل أعوام. وساهم هذا التطور في زيادة بريق البطولة بالإضافة إلى بدء بث مبارياتها تلفزيونيا في أوروبا وأميركا الشمالية. كما بدأ الكونميبول في منتصف التسعينات من القرن الماضي في دعوة منتخبات من خارج القارة للمشاركة في البطولة. وبدأت الدعوة بالمنتخبين الأميركي والمكسيكي ليصبح عدد المنتخبات المشاركة في الدور الأول للبطولة 12 منتخبا.
وفي نفس الوقت، بدأ المنتخب البرازيلي في فرض سطوته على البطولة حيث توج باللقب أربع مرات من بين خمس بطولات أقيمت بين عامي 1997 و2007. وجاء آخر هذه الألقاب الأربعة في بطولة 2007 بفنزويلا من خلال فوز المنتخب البرازيلي على نظيره الأرجنتيني 3 / صفر في المباراة النهائية مما يشعل المنافسة بين المنتخبين ومنتخب أوروغواي، الفائز بلقب البطولة عام 2011 بالأرجنتين، في البطولة الجديدة التي تستضيفها تشيلي بداية من الغد إلى الرابع من الشهر المقبل.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».