مشاورات مكثفة بين الحوثيين وصالح حول الوفد إلى جنيف.. ولا اتفاق بعد

قيادي اشتراكي يمني لـ «الشرق الأوسط» : مشاورات الأمم المتحدة لن تنجح

مشاورات مكثفة بين الحوثيين وصالح حول الوفد إلى جنيف.. ولا اتفاق بعد
TT

مشاورات مكثفة بين الحوثيين وصالح حول الوفد إلى جنيف.. ولا اتفاق بعد

مشاورات مكثفة بين الحوثيين وصالح حول الوفد إلى جنيف.. ولا اتفاق بعد

تشهد الساحة السياسية اليمنية حالة من التذمر والتململ جراء ترشيحات أسماء المشاركين في مشاورات جنيف بشأن اليمن، برعاية الأمم المتحدة، وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية يمنية مطلعة، أن عددا من الأحزاب والقوى عبرت للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ولحكومة خالد محفوظ بحاح، عن عدم رضاها بعملية الترشيح للمشاورات المقررة في جنيف في الـ14 من الشهر الجاري، كما أن عملية الترشيح للمشاركة في الطرف الآخر، ما زالت محل نقاشات بين طرفي الحلف العسكري في اليمن - ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.
ورغم اقتراب موعد المفاوضات قال قيادي بارز في الحزب الاشتراكي اليمني لـ«الشرق الأوسط» إن «الطريقة التي يتم تصميمها لمشاورات جنيف، ترسم خطوط مواجهة للاقتتال». وأضاف المصدر أن «إقصاء المكونات السياسية، هو الانقلاب رقم 2 على الشرعية السياسية التوافقية، بواسطة الأمم المتحدة». وأضاف أن «مشاورات جنيف لن تنجح» مع عدم إشراك تمثيل أوسع للأطراف اليمنية.
وأعلنت المقاومة الشعبية في أكثر من محافظة يمنية، رفضها المشاركة في مشاورات جنيف، معتبرة أنه من المستحيل التفاوض مع الحوثيين.
وفي الوقت الذي تمكن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، من إقناع الأطراف اليمنية بالمشاركة في المشاورات، بعد فشل محاولته الأولى لعقد مؤتمر دولي حول اليمن في جنيف، أواخر الشهر الماضي، برزت الكثير من الإرهاصات المتعلقة بمسيرة التسوية السياسية والمساعي الدولية في هذا الجانب. فكثير من الأوساط السياسية في اليمن تطالب بالبدء، أولا، في تطبيق الحوثيين لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم (2216)، قبل الشروع في أي مشاورات أو أي مفاوضات وذلك «لإثبات حسن النية». وترى هذه الأوساط أن القيادة الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي أرغمت على المشاركة في تلك المشاورات «بناء على ضغوط دولية، دون أن تكون راغبة في المشاركة في ظل عدم تنفيذ الانقلابيين للقرارات الدولية».
وتضيف مصادر سياسية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن «الدليل على ذلك هو ترشيح الرئاسة اليمنية لعدد من الأسماء لشخصيات معتقلين لدى جماعة الحوثي، بينهم وزير الدفاع، اللواء الركن محمود سالم الصبيحي، للتأكيد على ضرورة أن ينفذ الحوثيون القرارات الأممية». وتطرح المصادر اليمنية أن «هناك حالة من التمييع المتعمد والاستخفاف من قبل طرف الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وميليشيا الحوثي، في ترشيحاتهم، من خلال اقتراح اسم شخصية من الفئات المهمشة كأحد المشاركين في الحوار، وهي خطوة في العرف القبلي اليمني تمثل ما يشبه عدم احترام للطرف الآخر ومساواته بمن جرى ترشيحه».
ومن المتوقع أن يشارك في مشاورات جنيف، عنصران من الميليشيا الحوثية، وعنصرين من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه المخلوع علي صالح، وثلاثة من ممثلي بقية الأحزاب الصغيرة. ومن طرف الشرعية، تم ترشيح وزير حقوق الإنسان، عز الدين الأصبحي، ورئيس هيئة مؤتمر الرياض، النائب عبد العزيز جباري ونائبه للمشاركة، إضافة إلى أربعة آخرين من المعتقلين لدى جماعة الحوثي، بينهم وزير الدفاع.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».