تنسيق مصري ـ جزائري ـ إيطالي لمكافحة الإرهاب ودعم استقرار ليبيا

شكري: إضاعة المزيد من الوقت تمنح المتطرفين فرصة العمل ضد مصلحة الليبيين

وزير خارجية مصر سامح شكري خلال مباحثاته مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني قبل المؤتمر الصحافي في القاهرة أمس (رويترز)
وزير خارجية مصر سامح شكري خلال مباحثاته مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني قبل المؤتمر الصحافي في القاهرة أمس (رويترز)
TT

تنسيق مصري ـ جزائري ـ إيطالي لمكافحة الإرهاب ودعم استقرار ليبيا

وزير خارجية مصر سامح شكري خلال مباحثاته مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني قبل المؤتمر الصحافي في القاهرة أمس (رويترز)
وزير خارجية مصر سامح شكري خلال مباحثاته مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني قبل المؤتمر الصحافي في القاهرة أمس (رويترز)

وضع وزراء خارجية مصر وإيطاليا والجزائر في القاهرة، أمس، محاور لمقاربة الأزمة في ليبيا، تمثلت في ضرورة التوصل إلى حل سياسي بين الفرقاء الليبيين، مستبعدين الجماعات والشخصيات المتطرفة، ومكافحة الإرهاب ووقف الهجرة غير الشرعية، فيما شدد سامح شكري وزير الخارجية المصري على ضرورة عدم إضاعة المزيد بما يمنح المتطرفين فرصة العمل ضد مصلحة الليبيين.
ويسبق اجتماع القاهرة لقاء يعقد في العاصمة الألمانية برلين لمناقشة الأزمة الليبية، يشارك فيه مجموعة من الدول الأوروبية المتضررة من الفوضى الأمنية في ليبيا. وقالت مؤسسة الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص على لقاء وزيري خارجية إيطاليا باولو جينتيلوني، والوزير الجزائري عبد القادر مساهل.
وأعلن سامح شكري وزير الخارجية المصري أن الحكومة الليبية الشرعية والجيش عليهما مسؤولية تلبية احتياجات الشعب الليبي، مؤكدا أن الحوار الذي تم بينه وبين نظيره الإيطالي والجزائري، أمس، أظهر إرادة قوية وواحدة وتفهما عميقا للأزمة الليبية وأسلوب التعامل معها.
وأضاف شكري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الإيطالي ووزير الشؤون المغاربية الجزائري أن الاهتمام بالشعب الليبي، والاتفاق على التواصل في كل الأطر حول ظاهرة الإرهاب التي تواجه الشعب الليبي، لن يزولا باستمرار الانتظار لتحقيق نتائج، ولا يمكن أن يضيع مزيد من الوقت لإتاحة الساحة أمام هؤلاء الذين يعملون ضد مصلحة الشعب الليبي، ونشر الإرهاب والفتنة والاقتتال، مشددا على أهمية أن يتولى المجتمع الدولي تلبية النداء الذي صدر من خلال مجلس الأمن لدعم الشرعية الليبية في مقاومة الإرهاب والتصدي له.
وأشارت مصادر إلى أن الاجتماع الثلاثي بحث الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، وقضية الهجرة غير الشرعية، فضلا عن سبل مزيد من دعم جهود المبعوث الأممي برناردينو ليون للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا، واستبعاد الشخصيات والجماعات المتطرفة التي لا تؤمن بالحوار، وتشكيل حكومة وحدة وطنيّة، وبما يعيد الاستقرار والأمن ويحقق المصلحة الوطنية لليبيا.
كما ركز الاجتماع على قضية الهجرة غير الشرعية باعتبار أنها تمثل خطرا لدول شمال وجنوب المتوسط على حد سواء، خصوصا أن دول شمال أفريقيا هي دول عبور إلى الدول الأوروبية المتوسطية، وما يتطلبه ذلك من دعم جهود التنمية في جنوب المتوسط، وللحد من توسيع نطاق الهجرة الشرعية إلى الدول الأوروبية. وسبق الاجتماع الثلاثي مباحثات ثنائية بين الوزير المصري ونظيريه الإيطالي والجزائري.
وقال السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية إن وزير الخارجية المصري بحث مع نظيره الإيطالي في مستهل اللقاء العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين البلدين، وسبل تعميقها وتطويرها في مختلف المجالات، وبصفة خاصة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية واستمرار الزيارات على مستوى كبار المسؤولين، بما يحقق مصالح شعبي البلدين استنادا إلى المصالح المشتركة. كما تم تناول مسألة التوصل لاتفاق حول مبادلة الديون بين البلدين والتعاون القائم في قطاع النفط والغاز بين البلدين.
وأضاف عبد العاطي أن الوزيرين شكري وجينتيلوني بحثا خلال اللقاء عددا من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وفي مقدمتها تطورات الأزمة الليبية، قبل انعقاد الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية مصر والجزائر وإيطاليا حول ليبيا في ضوء الاهتمام والقلق المشترك الذي بجمع بين الدول الثلاث حول تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، ووجود مصلحة مشتركة للدول الثلاث في العمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا، وبما يسمح بالتركيز على محاربة الإرهاب وجماعات الجريمة المنظمة.
وقال عبد العاطي إن الوزير شكري شدد خلال الاجتماع على أهمية التنسيق القائم بين مصر وإيطاليا حول ليبيا، وضرورة استمرار العمل على دفع سبل الحل السياسي التي يقودها المبعوث الأممي، واستعرض نتائج مؤتمر القبائل الليبية الذي احتضنته مصر، والمخرجات التي تمخضت عنه في اتجاه الحفاظ على وحدة ليبيا وتحقيق الاستقرار ومحاربة الإرهاب، مؤكدا على أهمية تكاتف الجهود لمحاربة التنظيمات الإرهابية المنتشرة في ليبيا، وأيضا جماعات الجريمة المنظمة، وبصفة خاصة ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تؤثر بالسلب على الدول الأوروبية ودول الشمال الأفريقي على حد سواء.
وفيما يتعلق باللقاء الثنائي مع وزير الدولة الجزائري، أوضح المتحدث الرسمي أن الوزيرين شكري ومساهل تناولا خلال اللقاء التنسيق المتواصل القائم بين البلدين الشقيقين حول الأوضاع في ليبيا باعتبارهما دولتي جوار جغرافي لليبيا، فضلا عن العلاقات الوثيقة التي تجمعهما بالأشقاء في ليبيا، والأهمية البالغة لتحقيق الاستقرار هناك، ودعم جهود الحل السياسي.
وأكد الوزير شكري خلال الاجتماع أهمية استمرار التشاور والتنسيق القائم بين البلدين حول الأوضاع في ليبيا، والجهود المبذولة لدعم التسوية السلمية ومحاربة التنظيمات الإرهابية، منوها بأهمية ما تمت مناقشته مع الأشقاء في الجزائر حول الأوضاع في ليبيا خلال زيارته الأخيرة للجزائر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.