جدد رئيس مجلس إدارة شركة «أورانج» الفرنسية للاتصالات ستيفان ريشار «أسفه الشديد» حول «الجدل» الذي أثارته تصريحاته هذا الأسبوع حول انتهاء ترخيص استخدام علامة شركته في إسرائيل قائلا إن الشركة «موجودة في إسرائيل لتبقى». وأكد ريشار أن مجموعته «لا تدعم أي شكل من أشكال المقاطعة في إسرائيل أو في أي مكان من العالم».
ومن المفترض أن يلتقي ريشار مطلع الأسبوع القادم سفير إسرائيل في باريس لتقديم اعتذار له بعدما كان اتصل هاتفيا مع النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الداخلية سيلفان شالوم وقدم له اعتذاره كذلك على تصريحاته بشأن وقف التعاملات في إسرائيل. وقال موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس إن ريشار طلب من السفارة الإسرائيلية في باريس تحديد موعد للقاء يجمعه مع السفير يوسي غال لتقديم اعتذار رسمي لإسرائيل حول تصريحاته. ونقلت الصحيفة، عن مسؤول في السفارة الإسرائيلية في باريس، قوله إنه يجري فحص الطلب من قبل المستوى السياسي في إسرائيل.
وكان ريشار أثار موجة غضب كبيرة في إسرائيل، بعد تصريحاته الأربعاء بأنه مستعد للتخلي «منذ الغد» عن العقد مع شركة «بارتنر» التي تستخدم علامة «أورانج» بموجب عقد في إسرائيل، إذا لم يسبب ذلك مشكلات قانونية أو مالية للمجموعة الفرنسية. وهو ما فسر في إسرائيل على أنه رضوخ لضغوط من حملة المقاطعة ضد إسرائيل لأن شركة «بارتنر» تنشط في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.
وتشكل مسألة المستوطنات في نظر المجموعة الدولية عقبة كبيرة في السعي إلى السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتعتبر هذه المستوطنات غير شرعية. وقد بناها وسكنها إسرائيليون في الأراضي التي احتلتها أو ضمتها إسرائيل منذ 1967 بدءا بالضفة الغربية والقدس الشرقية.
وعلى الرغم من إعلان الشركة لاحقا أن «الهدف الأول لمجموعة (أورانج) هو الدفاع عن ماركتها والحفاظ على قوتها في كل الأسواق التي توجد فيها. وهي ليس لديها أي نية للدخول بأي شكل من الأشكال في أي نقاش سياسي»، إلا أن ذلك لم يخفف الغضب الإسرائيلي. وردّت الشركة الإسرائيلية المُعتمدة بغضب، إذ شجب مدير الشركة، ايتسيك بانبنيشتي، تلك التصريحات وطلب من الزبائن الإسرائيليين عدم مقاطعة شركته كردٍ على تصريحات المدير العالمي، ولكنه قال إن أقوال ريشار جاءت بسبب ضغط من جهات داعمة للفلسطينيين وهو قد انصاع لها.
وهاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قرار «أورانج» وطالب الحكومة الفرنسية بالنأي بنفسها عن القرار «البائس». وقال نتنياهو في بيان: «أدعو الحكومة الفرنسية إلى أن ترفض علنا التصريحات والسلوكيات البائسة لمجموعة تملك (الحكومة) جزءا منها».
وإلى جانب ذلك، بعثت الحكومة الإسرائيلية رسالة حادة اللهجة إلى الحكومة الفرنسية، وطالبت الحكومة الإسرائيلية توضيحات من الحكومة الفرنسية بخصوص تصريحات ريشار، وتتوقع منها أن تُعلن عن أنها تتبرأ منها. ورد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، بقوله إن فرنسا «تعارض بحزم مقاطعة إسرائيل». وقال فابيوس في بيان إنه «إذا كان يعود لرئيس مجموعة (أورانج) أن يحدّد الاستراتيجية التجارية لشركته فإن فرنسا تعارض بحزم مقاطعة إسرائيل».
واضطر ريشار إلى التراجع فورا، وأبلغ صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الجمعة: «إننا أصدقاء إسرائيل... نحن نحب إسرائيل. أقوالي لم تفهم جيدا، فأنا تحدثت عن شأن تجاري بحت». ورفض مدير الشركة في المقابلة الادعاء أن الدافع الأساسي لخروج الشركة الفرنسية من إسرائيل هو سياسي، موضحا أن شركته لا تعمل في إسرائيل أساسا، وما يربط الشركة الإسرائيلية «بارتنر» بشركة «أورانج» العالمية هو عقد يعود إلى تسعينات القرن الماضي، وأن الشركة الإسرائيلية تستخدم علامة «أورانج» منذ ذاك الوقت. وأضاف أن الشركة الفرنسية لا تمنح رخصة لاستخدام علامتها في أي مكان في العالم، وليس الأمر مقصورا على إسرائيل. وأعاد التأكيد مرة أخرى، أمس، على أنه باقٍ في إسرائيل.
مدير شركة «أورانج» يعتذر مجددًا: نحن باقون في إسرائيل
طلب لقاء السفير الإسرائيلي في باريس للتأكيد على أنه لا ينوي مقاطعتها
مدير شركة «أورانج» يعتذر مجددًا: نحن باقون في إسرائيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة