مطعم الاسبوع: «لا كاج إيماجينير».. جوهرة فرنسية مخفية بين أزقة لندن

أطباق تطير بك إلى باريس

طاولة في الخارج تشد الزبائن برونقها
طاولة في الخارج تشد الزبائن برونقها
TT

مطعم الاسبوع: «لا كاج إيماجينير».. جوهرة فرنسية مخفية بين أزقة لندن

طاولة في الخارج تشد الزبائن برونقها
طاولة في الخارج تشد الزبائن برونقها

نقصد دائما المطاعم الشهيرة والكبرى في عواصم العالم، ولكن في الكثير من الأحيان ننسى الجواهر الحقيقية المخفية في زقاق أو في منطقة نائية، لا يصل إليها إلا من قادته الصدفة إليها.
في لندن تقف عاجزا أمام الكم الهائل للمطاعم، ولكن تبقى هناك عناوين مميزة لا تحظى بشهرة واسعة، ولكن زبائنها يواظبون على زيارتها ويفضلون أن تبقى مخفية وخجولة، لأن غيرتهم وخوفهم عليها يجعلانهم أنانيين.
وعن طريق الصدفة وفي «قرية هامبستيد» Hampstead Village الواقعة في شمال لندن، على بعد نحو 10 دقائق بالسيارة من وسطها، وجدت تلك التحفة المخبأة في أزقة القرية الضيقة، ولفتني أولا منظر الشباك الذي وضعت خارجه طاولة صغيرة يزينها قفص أبيض صغير وشمعة تضيئه، ويعلل وجود القفص على جميع الطاولات التي لا يزيد عددها على 13 طاولة في الداخل، اسم المطعم «La Cage Imaginaire» ويعني بالعربية «القفص الخيالي»، ومن خلال التسمية تعرف مباشرة أن المطعم فرنسي، تدخل إليه لتجد الطاولات متقاربا بعضها من بعض، ديكور بسيط جدا، فالمطعم لا يعتمد على التصميم ولا على الإنارة، إنما على الجو الحميمي والأطباق الفرنسية التقليدية التي يقدمها.

* لائحة الطعام
* اللافت في المطعم لائحة الطعام الواضحة والسهلة، والتي تعتمد على منتجات منوعة من دون إضافة الفذلكات والتسميات التي يصعب على الإنسان العادي معرفتها ونطقها، خاصة إذا كان لا يتكلم الفرنسية، فالكثير من المطاعم هذه الأيام تعتمد على أسلوب التسميات الغريبة في لوائح الطعام، فالأطباق تتوزع ما بين اللحم الأحمر والسمك والبط ولحم الضأن، أما بالنسبة لأطباق فتح الشهية الأولية Starters فهي الأخرى محدودة وتعتمد على السلطة المتوسطية وكبدة الإوز Foie Gras والبط. وقع خيارنا على سلطة متوسطية بجبن الحلومي المشوي مع الرمان، وكبدة الإوز، والطبق الرئيسي كان سمك «Sea Bass» مع الخضار والبطاطس وطبق لحم الضأن Lamb بصلصة النعناع، وكانت النتيجة مرضية جدا، فأنا لست من محبي لحم الضأن وأفضل السمك عليه، لكن مذاق اللحم في هذا المطعم يصعب أن تجده في مكان آخر وبهذه الأسعار، حيث لا يزيد سعر الطبق الرئيسي على 17 جنيها إسترلينيا (نحو 22 دولارا).
أما بالنسبة لأطباق الحلوى فجرب «Passion Fruit Cheesecake» و«Tiramisu Bouchon»، وكل منها بسعر (6.50 جنيه).

* الجو والخدمة
* ما أعجبني في المطعم هو نوعية الزوار، فهم من مختلف الأعمار، فتجد من هم من سكان «هامبستيد» الدائمين والمتقدمين بالسن، لأن المطعم فتح أبوابه في هذه المنطقة منذ 50 عاما، ولطالما اعتبره المقيمون حوله عنوانهم الدائم لتذوق أفضل الأطباق الفرنسية، وفي الوقت نفسه تجد الأجيال الشابة وحتى رجال الأعمال الذين يزورون المطعم فترة الغداء، والأزواج لأن صغر حجم المطعم يجعله يعبق بالرومانسية.
الخدمة مهمة جدا، وهذا ما نجح فيه صاحب المطعم الإيطالي الجنسية، فاستطاع إيجاد فريق عمل يجيد عمله بشكل رائع، ويعرف لائحة الطعام عن ظهر قلب، وكنا من المحظوظين لأن النادل آندرو كان يهتم بنا بشكل مهني ويعرف كيف ينصح الزبون من دون أن يفرض عليه رأيه وذوقه أو يريد أن يتخلص من طبق ما.

* الحجز ضروري
* ما لم أذكره في مستهل الموضوع، هو أنني اكتشفت هذا المطعم منذ فترة طويلة، ولكن لم يحالفني الحظ لدخوله إلا الآن، وذلك لأنه في كل مرة ذهبت فيها للمشي في أزقة «هامبستد» المشهورة بأرضيتها المرصوصة بالحجارة كنت أرى المطعم يعج بالزوار، فالحجز المسبق ضروري جدا، والزيارة ضرورية أيضا، لا سيما إذا كنت تحب الأكل الفرنسي البسيط وتحن إلى باريس ومقاهيها الصغيرة والجميلة؛ فقد يكون «لا كاج إيماجينير» هو ا لجواب.

* أوقات العمل
* يفتح المطعم أبوابه من الاثنين إلى الأحد من الساعة 11.30 صباحا ولغاية الساعة الخامسة مساء للغداء، وللعشاء يفتح أبوابه من الساعة الخامسة ولغاية 11 مساء.

* العنوان: 16 Flask Walk، London NW3 1HE 020 7794 6674



«الست بلقيس» لـ«الشرق الأوسط»: أنصح بالابتعاد عن الطعام المالح

الست بلقيس (الشرق الاوسط)
الست بلقيس (الشرق الاوسط)
TT

«الست بلقيس» لـ«الشرق الأوسط»: أنصح بالابتعاد عن الطعام المالح

الست بلقيس (الشرق الاوسط)
الست بلقيس (الشرق الاوسط)

تنشغل ربّات المنازل خلال شهر رمضان بالتحضير للمأكولات التي تزيّن مائدة الشهر الفضيل. بعضهن تلجأن إلى أمهاتهن أو إلى أي شخص مقرّب يملك خبرة في هذا المجال، فيزودهن بالعناوين العريضة لأطعمة يجب أن تُحضّر يومياً، ويحبّها جميع أفراد العائلة. ونساء أخريات تفضّلن اغتنام الوقت والاستعداد للشهر الفضيل على طريقتهن قبل وصوله. وحسب خبرة «الست بلقيس» الشيف المشهورة اليوم في لبنان بتحضير المأكولات التراثية، فإن هناك قواعد يجب الالتزام بها في هذا الشأن.

وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لكل ربة منزل أسلوبها في تنظيم مطبخها لاستقبال شهر الصوم الكريم على أفضل وجه. ولكن من خلال خبرتي فأني أنصح كل سيدة بأن تغتنم وقت فراغها، فتقوم بالتحضير سلفاً لأكلات نحتاج إليها أسبوعياً على مائدة رمضان، فتخزنها في ثلاجتها بحيث تستعين بها في الوقت المناسب».

وتنصح «الست بلقيس» بتحضير جميع أنواع المعجنات من رقائق الجبن والـ«سنبوسك باللحم» وتلك المحشوة بالسبانخ. وكذلك، لا يجب أن ننسى أقراص الكبّة المحشوة باللحم والجوز، فتخبزها وتحتفظ بها في «الفريزر» بحيث لا تتطلب منها سوى تسخينها عند الإفطار. وتتابع: «أعتقد أن تحضير نحو 5 دزينات من كل نوع تكفي لطيلة الشهر».

طبق "الفتوش" وتحضير مكوناته سلفاً (الشرق الاوسط)

من ناحية ثانية، تشدّد بلقيس عثمان المعروفة بـ«الست بلقيس» على حفظ أنواع الخضراوات الضرورية لطبق سلطة الفتوش. وتقول: «لا يجب أن ترتبك ستّ البيت بالتحضير لهذا الطبق المعروف بـ(سيد مائدة رمضان). ولذلك؛ عليها غسل الخضراوات المكونة للطبق. ومن ثم تحتفظ بها في ثلاجتها بطريقة سليمة؛ كي لا يصيبها الذبل أو العفن. فكما البندورة والخيار والخس، كذلك البقدونس والنعناع والفجل وورق الزعتر الأخضر. ومن الأفضل أن تجففها جيداً بعد الغسيل وتغطيها بمناديل ورقية أو بفوطة جافة داخل علبة من الزجاج أو البلاستيك».

ومن المكونات التي تنصح بأن تشتريها سيدة المنزل قبل وصول الشهر الكريم جميع أنواع الحبوب. وبالأخص العدس المجروش لصنع الحساء منها.

المأكولات المالحة غير منصوح بها

تقدّم «الست بلقيس» نصائح عدة للمرأة اللبنانية التي تحبّ تحضير سفرة الإفطار بأناملها. ومن أهمها عدم الركون إلى الأكلات المالحة وتلك المقلية بالزيت؛ لأنها تتسبب بالعطش. «ابتعدي قدر الإمكان عن جميع الأكلات الدسمة. فالاعتدال بتناول هذا المكون ضروري لتمضية فترة صوم صحية. فلا (سوشي) ولا باذنجان مقلياً ولا صلصة صويا. كما أنصح بتناول كل أنواع اللحوم خلال الأسبوع من سمك ولحم دجاج وبقر. وكذلك السلطات والحساء على أن يفطر الصائم على مكون بارد وسهل الهضم. ومن ثم يمارس المشي أو مشاهدة التلفاز لفترة 10 دقائق قبل أن يهمّ بتناول باقي أنواع الطعام. فمن الضروري جداً ألا يلتهم طعامه بسرعة».

المعجنات تزين السفرة الرمضانية (الشرق الاوسط)

قواعد على الضيف اتباعها

تنصح «الست بلقيس» الأشخاص المدعوين إلى مائدة إفطار عند أحدهم أن يخبره مسبقاً عن الأكلات التي لا يستطيع تناولها. وتوضح: «يجب الوضع في الحسبان احترام وقت ربّة المنزل في تحضيرها أطباق المائدة. فمن يعاني أمراضاً معينة لا تخوّله تناول جميع الأطعمة، عليه أن يفصح عنها باتصال مسبق. فبذلك يوفّر على ربة المنزل الارتباك بصنع مأكولات خاصة له قبل موعد الإفطار بدقائق قليلة. وأنا شخصياً أخبر من يدعوني بأني لا أتناول البرغل ولا الفلافل لأني أعاني داء القولون. وبالنسبة للأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية معينة لإصابتهم بداء السكري أو لأسباب صحية أخرى فعليهم القيام بالمثل».

موسم رمضان هذه السنة بعطر الـ«بوصفير»

تعدّ «الستّ بلقيس» موسم رمضان هذه السنة مواتياً جداً لتحضير أكلات يستخدم فيها عصير الـ«بوصفير». وهو نوع من الحمضيات الشهيرة في مختلف المناطق اللبنانية. وتضيف: «أعرف تماماً أن أهالي بيروت كما سكان مدينتي طرابلس وصيدا وغيرها يتمتعون بموسم زاهر به. ولذلك أنصح بتحضير أطباق «كبّة أرنبية» و«طاجن السمك» و«الفول المدمّس» معه. فهو يضفي طعماً ونكهة لذيذين على هذه الأطعمة. وعلينا الاستفادة من الموسم الزراعي هذا؛ إذ قد لا نصادفه في كل سنة خلال شهر رمضان».

وصفة بيروتية على طريقة «الست بلقيس»

تختار «الست بلقيس» طبق «سلل الأوزة» البيروتي لتقدمه بصفته وصفة طعام تزين مائدة الشهر الفضيل. «هذا الطبق بيروتي بامتياز ويصنع من عجينة البقلاوة اللذيذة. ويمكننا أن نمد هذه العجينة في صينية ونغمرها بكمية من الدجاج مع الأرز المتبقية عندنا. ومن ثم نعود ونغطيها بطبقة من العجين نفسه وندخلها الفرن بعد دهنها بالسمن أو الزيت. «إننا بذلك نعمل على عدم رمي أي مكون طعام سبق وتناولناه قبل يوم أو أكثر. وهنا أحبّ التذكير بضرورة التفكير بهذا الشهر الكريم بالغريب كما القريب، فنقدّم يومياً طبق طعام لفقير أو جار وحيد؛ فتكتمل بذلك معاني الشهر الفضيل قولاً وفعلاً».