قللت وزارة الدفاع العراقية من أهمية القضية التي أثيرت مؤخرا في العراق على صعيد خفض الرواتب الخاصة بمئات المتدربين من المهندسين والفنيين والطواقم العراقية الخاصة بطائرات «إف 16» الأميركية الصنع التي من المؤمل وصولها إلى العراق خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال سعيد الجياشي المستشار في وزارة الدفاع لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه القضية أخذت أكثر مما هي عليه في وسائل الإعلام، وذلك لجهة المبالغة فيها، بينما هي في طريقها إلى الحل بوصفها مسألة إدارية، ويمكن حلها بين الجهات المسؤولة».
وكان نحو 475 متدربًا فنيًا عراقيًا على طائرات إف 16، أضربوا عن التدريبات في الأردن بعد خفض وزارة الدفاع العراقية لرواتبهم بنسبة 80 في المائة بسبب الأزمة المالية التي يمر بها العراق جراء انخفاض أسعار النفط. وفيما اعتبرت وزارة المالية أن السبب يعود إلى عدم تضمين هذه الرواتب في الموازنة المالية العامة للدولة لعام 2015 فإن وزير الدفاع خالد العبيدي طلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي عرض الأمر على مجلس الوزراء لاستحصال الموافقات الخاصة بذلك.
وأضاف الجياشي أن «الطواقم الفنية العراقية العاملة ضمن هذه الطائرات ليست كلها مشمولة بهذا الإجراء الذي لن يستمر طويلا؛ إذ إنه يشمل أعدادا من المتدربين، ولا يشمل الطيارين والمهندسين، كما أن هؤلاء الفنيين جرت طمأنتهم بإمكانية إيجاد حل سريع لهذه المسألة مثلما تم حل قضايا أخرى، خصوصا أن المسار العام للدولة الآن هو كيفية مواجهة الإرهاب وتهيئة كل الإمكانيات الخاصة بذلك».
وردا على سؤال بشأن المواصفات التي تحملها مثل هذه الطائرات قال الجياشي إن «هذه الطائرات متعددة الأغراض بما في ذلك الاستطلاع والاعتراض والإسناد القريب وغيرها من الأغراض»، متوقعا أن «الأدوار التي سوف تؤديها ستكون ذات فاعلية من حيث كونها تقلع من قواعد عسكرية عراقية قريبة، علما أن نحو 60 في المائة من حمولتها وقود، وهو ما سيكون له تأثير بين طائرة تقلع من قواعد قريبة وأخرى تأتي من أماكن بعيدة مثل طائرات التحالف، وهو ما يجعلها قادرة على المناورة والهبوط والتعامل مع شتى الحالات، بما في ذلك توجيه الصواريخ والقنابل الموجهة». وبشأن المدة المحددة لاستخدامها بعد وصولها قال الجياشي إن «الطائرات جاهزة، ولكن هناك توقيتات حاكمة تتعلق بساعات الطيران لطياريها، حيث سيتم استخدامها في ضوء هذه المعطيات»، مشيرا إلى أن «العراق استوردها كصفقة متكاملة من حيث التدريب والتجهيز والتسليح بما في ذلك الإدامة والذخائر وغيرها».
من جهته، فقد حمّل النائب عن التحالف الوطني عقيل الزبيدي الجهات المسؤولة في الحكومة العراقية مسؤولية التفريط بمئات المتدربين على طائرات F16 الأميركية الصنع الذين يتدربون في العاصمة الأردنية على يد متدربين أميركان. وقال الزبيدي في بيان له أمس إن «وزارة المالية اعتذرت عن صرف رواتبهم وخفضتها إلى 200 دولار شهريا، وخيرتهم بين ترك الدورة والاستمرار فيها على ضوء الراتب الجديد؛ بحجة واهية ليس لها سند قانوني، هي عدم تضمين رواتبهم بالموازنة الاتحادية». وأضاف أن «هذا الأمر سيسبب خسارة كبيرة للبلاد، ونحن بأمس الحاجة لمثل هذه الكوادر الفنية التي توفر إسنادا لوجيستيا للطائرات المذكورة المزمع استلامها في الأسابيع القليلة المقبلة»، مناشدا «رئيس الوزراء التدخل شخصيا وإعادة صرف رواتبهم بأسرع وقت وعدم التفريط بهم في ظل التهديدات التي تحيط بالبلد، لا سيما أن عددهم 360 متدربًا من كل محافظات العراق».
وأوضح الزبيدي أن «المدربين الأميركان خيروا المتدربين العراقيين بين ترك الدورة والقبول بالراتب الجديد الذي يقل 80 في المائة عن الراتب الذي كانوا يستلمونه سابقًا، وهذا سيشكل خسارة كبيرة للبلد لو لم يتم تلافي هذه المشكلة». يأتي ذلك في وقت يستعد فيه العراق لتسلم أول سرب من طائرات إف 16 الأميركية الصنع والبالغ عددها 6 طائرات من مجموع صفقة متكاملة من هذه الطائرات المتطورة، وذلك بعد نحو 12 عاما من بقاء العراق بلا غطاء جوي بسبب حل الجيش العراقي السابق وانهيار كامل منظومته الأمنية والدفاعية.
وكان وزير الدفاع خالد العبيدي أكد أول من أمس لدى زيارته قاعدة بلد الجوية (80 كلم شمال بغداد) أن أعمال تجهيز قاعد بلد الجوية لاستقبال طائرات إف 16 تسير وفق الخطط المعدة لذلك، وسوف يتم إكمال العمل وفق الجدول المعد لها. وقال بيان للوزارة تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «العبيدي زار قاعدة بلد الجوية، للوقوف على جاهزية واستعداد القاعدة لاستقبال طائرات إف 16 في صيف هذه السنة، حيث تفقد وزير الدفاع العراقي المنشآت والبنى التحتية للقاعدة». وأضاف البيان أن «وزير الدفاع استمع إلى شرح مفصل عن الأعمال الحالية من قبل قائد القاعدة، والشركات العاملة والمشرفة على إعادة تأهيلها».
بغداد تستعد لتسلم 6 طائرات «إف 16» ضمن صفقة متكاملة مع واشنطن
المتدربون على استخدامها مهددون بالطرد بسبب تخفيض رواتبهم
بغداد تستعد لتسلم 6 طائرات «إف 16» ضمن صفقة متكاملة مع واشنطن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة