مقتل أكثر من 600 من «داعش» في غارات للتحالف الدولي استهدفت معملاً لتفخيخ السيارات في الحويجة

مسؤول في البيشمركة: طيران التحالف الدولي أحبط بغاراته هجومًا موسعًا للتنظيم على كركوك

مقتل أكثر من 600 من «داعش» في غارات للتحالف الدولي استهدفت معملاً لتفخيخ السيارات في الحويجة
TT

مقتل أكثر من 600 من «داعش» في غارات للتحالف الدولي استهدفت معملاً لتفخيخ السيارات في الحويجة

مقتل أكثر من 600 من «داعش» في غارات للتحالف الدولي استهدفت معملاً لتفخيخ السيارات في الحويجة

ذكرت مصادر أمنية وعسكرية كردية في محافظة كركوك، أمس، أن أكثر من 600 شخص قتلوا وأصيب مئات آخرون غالبيتهم من مسلحي «داعش» في غارة جوية لطيران التحالف الدولي استهدفت منتصف الليلة قبل الماضية، معامل لصناعة المتفجرات وتفخيخ العربات ومخازن سلاح تابعة لتنظيم داعش في قضاء حويجة (غرب كركوك).
وقال العميد سرحد قادر، قائد شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك لـ«الشرق الأوسط»، أمس: «حققت طائرات التحالف الدولي أهدافها بشكل كامل في الغارة التي استهدفت مواقع مهمة تابعة للتنظيم في غرب محافظة كركوك، وتمثلت هذه المواقع بمخازن للأسلحة ومعامل لتفخيخ السيارات والعجلات الأخرى (عربات همفي)، في قضاء الحويجة، حيث كانت هناك معلومات منذ مدة حول تفخيخ (داعش) للسيارات وخزنه السلاح والمتفجرات في تلك المخازن والتي هي عبارة عن بنكلات (جملونات) بالإضافة إلى وجود مسلحي التنظيم الأجانب والانتحاريين فيها».
بدوره قال عاصي علي، نائب مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «بحسب المعلومات الواردة إلينا، استهدفت طائرات التحالف الدولي في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف من منتصف الليلة قبل الماضية وبشكل مكثف مناطق الحي الصناعي والسايلو وحي المعهد في قضاء حويجة، وكانت منطقة الحي الصناعي الأكثر تضررا في القصف، لوجود معامل تفخيخ السيارات فيها، وقتل إثر القصف أكثر من 600 شخص غالبيتهم من مسلحي (داعش)، بالإضافة إلى إصابة مئات آخرين بجروح، فيما وجد العشرات من الجثث الأخرى تحت الأنقاض»، مبينا أن التنظيم نقل الجرحى إلى مستشفيات مدينة الموصل. وكشف علي بالقول: «إن عددا كبيرا من سكان حويجة نزحوا إلى القرى الواقعة في أطرافها والخاضعة لسيطرة التنظيم».
في غضون ذلك بين حسين يزدان بنا، أحد قادة البيشمركة، في محور غرب كركوك وقضاء دبس، لـ«الشرق الأوسط» أن غارات التحالف الدولية على الحويجة أحبطت مخططا لـ«داعش» للهجوم على كركوك، وأضاف قائلا: «بحسب معلوماتنا، بدأ تنظيم داعش بعد سيطرته على مدينة الرمادي، يخطط لشن هجوم موسع على مدينة كركوك مرة أخرى، وكانت خطتهم تتمثل في بدء التنظيم هجومه على جبهات البيشمركة، بالتزامن مع هجمات داخلية في كركوك من قبل ثلاث مجاميع تابعة لـ(داعش)، وهم عدد من الذين سلموا أنفسهم من عناصر التنظيم للقوات الأمنية بالإضافة إلى المتسللين منهم إلى داخل المدينة، وعدد آخر من عناصرهم الموجودين بين النازحين، من أجل إحداث ارتباك كبير في المحافظة لتسهيل الأمر عليهم»، مضيفا بالقول: «حصل التنظيم على أسلحة حديثة ومتنوعة جراء سيطرته على الرمادي ومناطق واسعة من محافظة الأنبار، ونقل كميات كبيرة من هذه الأسلحة إلى مخازنه في الحويجة، الأمر الذي ساعد (داعش) في إعادة تنظيم صفوفه في الحويجة والمناطق الخاضعة له غرب كركوك. وبدأ التنظيم فور حصوله على هذه الأسلحة والأعتدة بتفخيخ عدد كبير من السيارات استعدادا للهجوم، وكانت من بين هذه السيارات التي فخخها التنظيم ثلاثة صهاريج كبيرة لنقل الوقود بعد تحصينها بدرع ضد الرصاص، لذا تمت مراقبة هذه التحركات التي بدأ بها (داعش) منذ اللحظة الأولى لنقل الأسلحة حتى تجمع قواتهم الخاصة ببدء الهجوم على الحويجة وتغيير مواقع قوتهم ليكونوا بعيدين من مراقبة الطائرات والمعلومات الاستخباراتية، لكن وبالاعتماد على المعلومات الخاصة بهذه التحركات قصفت طائرات التحالف الدولي الليلة قبل الماضية رطلا من عجلات التنظيم التي كانت متوجهة من الحويجة إلى منطقة تل الورد لبدء الهجوم على قوات البيشمركة، واستهدف في الوقت ذاته وفي غارات أخرى مكثفة مواقع التنظيم الخاصة بصناعة المتفجرات والسيارات المفخخة ومخازن سلاحه في حويجة، وبهذا تم إحباط هجوم التنظيم على كركوك»، مشيرا إلى أن السيارات التي أعدها التنظيم لتفجيرها على قوات البيشمركة وفتح الطريق أمامه انفجرت عليه، وهذا الأمر أصاب صفوف «داعش» بارتباك كبير.
من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني من شرطة مدينة كركوك العراقية أمس بمقتل مدني وإصابة آخر والعثور على ثلاث جثث مجهولة الهوية جنوب المدينة.
وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية، إن مسلحين يستقلون سيارة مدنية هاجموا تجمعا لشباب ليل الأربعاء - الخميس في شارع عبد الرحمن جنوب كركوك ما أدى إلى مقتل مواطن تركماني وإصابة آخر بجروح.
وفي كركوك أيضا، قال قائمقام قضاء الطوز شلال عبدول، إن «دوريات الشرطة عثرت على ثلاث جثث لشباب كانت مقيدة وعليها آثار تعذيب شمال الطوز». وأضاف: «إن دوريات الشرطة عثرت على الجثث مرمية على الطريق الرابط بين قضاء الطوز قادر كرم بالقرب من ممر نوجور شمال القضاء». وأشار إلى أن جميع الجثث ليس معها هويات الشخصية، ما يصعب التعرف عليها.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».